MON 28 - 10 - 2024
 
Date: Jun 11, 2011
Source: جريدة الراي الكويتية
لبنان: سورية تريد حكومة الآن لحماية «خاصرتها الرخوة» فهل يتجرع ميقاتي «الكأس المرة» وينصاع للتشكيل؟
تقرير / «حزب الله» أطلق «كاسحته» استباقاً لانتقال جنبلاط إلى «الرمادية»

| بيروت ـ من وسام أبو حرفوش |

 

رغم تفاوت منسوب «التفاؤل» بين مكونات الحكومة «المحتملة» بين توقعها في غضون «ساعات» او القول بانها تحتاج لـ «أيام»، فان شكوكاً فعلية ما زالت تحوط مسار تشكيل الحكومة لصلته بالمناخ الاقليمي ـ الدولي الاكثر تعقيداً من لعبة «الأحجام» في توزيع «الكوتا» الوزارية داخل «فريق واحد» في الشكل، «متعدد الخيار» في المصالح.
وتميل الدوائر المراقبة في بيروت الى التعاطي مع الملف الحكومي في «هبوطه وصعوده» كمؤشر لـ «قياس» حرارة «صدام الخيارات» بين سورية وحلفها اللبناني المتمثل في «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون من جهة والمجتمعين العربي والدولي و«وهجهما» اللبناني من جهة اخرى، خصوصاً في ضوء تعاظم التحديات في وجه النظام في سورية.


وتربط هذه الدوائر ما يشبه «الصحوة المفاجئة» في انجاز تشكيل الحكومة في بيروت بعد اربعة اشهر ونيف من المراوحة بـ «قرار مزدوج» لسورية و«حزب الله»، وهو الامر الذي يفسر الحركة الماراتونية من الاتصالات الهادفة الى ما يمكن وصفه بعملية «نزع الذرائع» لاقتياد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الى تأليف الحكومة.
سورية، وبحسب ما قالت اوساط لبنانية قريبة من دمشق لـ «الراي»، تريد حكومة الآن لحماية «خاصرتها الرخوة»، وهي ابلغت الى من يعنيهم الامر ان الحاجة باتت ملحة لقيام حكومة «ممسوكة» تحكم قبضتها على الوقع وتقطع الطريق على امكان جعل لبنان «دفرسواراً» للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية او لممارسة الضغوط عليها.


اما «حزب الله» الذي اطلق «كاسحة ألغام» لتفكيك ما امكن من عقبات داخلية في طريق الولادة السريعة للحكومة ايقن، بحسب ما قالت اوساط قريبة منه لـ «الراي»، ان التوازنات الحالية التي ارساها الحزب يوم «قلب الطاولة» مرشحة لـ «التبدل» نتيجة الاشارات التي يطلقها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وتالياً فان فرصة تشكيل الأكثرية الحالية للحكومة مهددة بالضياع.
وبهذا المعنى فان «استنفار» سورية و«حزب الله» لتشكيل الحكومة يرتبط بـ «أسباب موجبة» تتصل بالمستوى الذي بلغته تطورات الملف السوري، ما جعل دمشق ترفع الصوت من اجل الاسراع في انجاز حكومة موالية لها في بيروت، وما دفع «حزب الله» الى «اعتراض» جنبلاط في الطريق قبل عودته الى «المنطقة الرمادية» ذات التوازنات المختلفة.


غير ان اوساطاً واسعة الاطلاع رأت ان استعجال سورية و«حزب الله» تشكيل الحكومة لا يعني ان ولادتها قريبة، بل ربما تكون النتيجة «معكوسة» لانها تؤشر الى ان دمشق وحلفاءها في بيروت ليسوا في «افضل حال»، وتالياً فان الاطراف الآخرين من مكونات الحكومة «المحتملة» قد لا يبدون الحماسة عينها لاعتبارات ترتبط بـ «أسباب الاستعجال ذاتها».


وسألت هذه الاوساط عما اذا كان الرئيس ميقاتي الذي تحصن خلف عقبات داخلية لتجنب تشكيل الحكومة تفادياً لـ «استفزاز» المجتمعين العربي والدولي، سينصاع الى تأليف حكومة موالية لسورية واللاعب الرئيسي فيها «حزب الله»، في الوقت الذي يشق ملف سورية طريقه الى مجلس الامن على وقع التشكيك الدولي في شرعية حكم الرئيس بشار الاسد.
فميقاتي «الملياردير» الذي ينقل عنه انه «لن يفرط بسلامة الاقتصاد الوطني» ويرغب بعدم وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي، سعى بحسب عارفيه الى تجنب «الكأس المرة» على مدى اربعة اشهر ونصف الشهر، لكن هامش المناورة امامه بدأ يضيق مع الضغوط التي تمارس من دمشق و«حزب الله» للأسراع في تشكيل الحكومة وتوليهما اقناع حليفهما العماد عون بخفض سقف مطالبه.


فالانطباع الذي ساد طويلاً في بيروت كان يؤشر الى ان «الثلاثي» رئيس الجمهورية ميشال سليمان وميقاتي وجنبلاط، يشكل كتلة في الاكثرية الجديدة لا تماشي الآخرين في تشكيل «حكومة مواجهة» ومن «لون واحد» وتحاذر استفزاز «نصف لبنان» ومعه المجتمعين العربي والدولي، مستفيدة من تراخي القبضة السورية التي اضطرت للانتقال الى داخل سورية.
هذا الانطباع هو الآن على محك «الهجوم المعاكس» الذي تخوضه سورية بعدما ادرك النظام فيها انه بات في «صراع وجود» مع «كرة ثلج» الاحتجاجات المتدحرجة على نطاق واسع من جمعة الى جمعة، ومع تزايد المؤشرات على اتجاه عواصم القرار الدولي اي نزع الشرعية عن الرئيس الاسد، مقدمة للانتقال من تخييره بين الاصلاح والتنحي الى مطالبته بـ «الرحيل».


وكانت بيروت واصلت امس السير في «حقل» توقعات راوحت «حلقاتها» بين ترقُّب ولادة الحكومة الجديدة في غضون الساعات المقبلة وبحلول مطلع الاسبوع، وبين محاذرة الاغراق في التفاؤل قبل استكمال الخطوات لان «هذا امر مبالغ فيه»، على ما نُقل عن اوساط الرئيس ميقاتي.
والأكيد انه رغم المناخات الايجابية التي يعممّها أطراف في 8 آذار، الا ان بعض العقبات العالقة لا تزال تحول دون الافراج عن التشكيلة الحكومية التي ذهبت بعض الصحف الى حد نشر أسماء الوزراء فيها، في معرض توقّعها ولادة الحكومة امس.


وجاءت «الجرعة الزائدة» من التفاؤل في أعقاب حِراك كثيف شهدته الاتصالات على خط الملف الحكومي بعيد عودة النائب جنبلاط الى بيروت من دمشق حيث التقى الرئيس الاسد، اذ قام وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريض (رافق جنبلاط للقاء الاسد) بزيارة لكل من الرئيس نبيه بري وميقاتي حيث أطلعهما على أجواء الزيارة لسورية وتمني الاسد تشكيل الحكومة «قريباً»، قبل ان يقوم معاون بري السياسي النائب علي حسن خليل ومعاون الامين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل بزيارة رئيس الجمهورية الذي وضعاه في حصيلة الاتصالات التي يجريانها.


وقد استوقفت دوائر مراقبة تقارير في وسائل اعلام لقوى 8 آذار عكست محاولة لنقل كرة التأليف الى ملعب الرئيس سليمان، من خلال الكلام على شبه انجاز الأمر مع العماد عون في ما خص الحقائب وحسم مسألة الأسماء، لتبقى، بحسب التقارير نفسها، نقطة تتعلق بالوزير الماروني السادس، وهو من حصة رئيس الجمهورية وكان زعيم «التيار الحر» عبّر عن رغبته في ألا يتم اختياره من منطقتي كسروان او جبيل وألا يكون مرشحاً للانتخابات النيابية المقبلة عن هاتين الدائرتين.


وفي حين نُقل عن مصادر سليمان «استياءه» من «استفزاز» الرئاسة الاولى «من الاملاءات العونية على رئيس الدولة»، اشارت اوساطه ايضاً الى انه يرفض ان يضع أحد أي شروط عليه وانه سيستخدم حقه الدستوري وانه ينتظر التشكيلة التي سيحملها اليه رئيس الحكومة المكلف، ليقرر في ضوئها مَن سيسمي للمقعد الماروني السادس، علماً ان هذه النقطة كانت محور لقاء عُقد ليل الخميس في دارة عون وحضره اليه، الوزير باسيل، الحاج حسين خليل، النائب علي حسن خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا.
وتزامن هذا المناخ الرئاسي، مع تقارير صحافية في بيروت ذكرت ان الوزير وائل ابو فاعور نقل الى سليمان مكلفاً من جنبلاط «ان القيادة السورية تقدر موقف رئيس الجمهورية، وان ليس في وارد اي طرف اضعاف موقع الرئاسة الاولى او تهميش دور الرئيس وموقعه المحوري في تأليف الحكومة».


وفي سياق متصل، اشارت معلومات الى ان المقعد السني السادس الذي يفترض ان يمثل المعارضة السابقة لا يزال محل أخذ وردّ وسط صعوبات تعترض السير بفيصل عمر كرامي وليس أقلّها ان ذلك سيعني «خسارة» ميقاتي حليفه النائب احمد كرامي وربما خروج الأخير من الاكثرية الجديدة. وفي حين غمزت بعض المصادر من ان اسناد حقيبة الداخلية الى العميد مروان شربل، الذي يتقاسمه سليمان وعون «نص نص» ليس محسوماً بعد كما كان قيل سابقاً، اشارت مصادر عدة الى انه جرى بت مسأة حقيبة الاتصالات على قاعدة سحبها من يد الوزير شربل نحاس مع ابقائها من ضمن حصة عون ولكن على ان تؤول الى غابي ليون.


في هذه الأثناء، اوضحت اوساط الرئيس المكلف لـ «كونا» ان الاجتماعات التي عقدت في مجلس النواب الاربعاء الماضي بين اقطاب «الاكثرية الجديدة» «وضعت الامور على سكة الحل وان الحوار اصبح مباشرا. واذ وصفت اجواء تشكيل الحكومة بالايجابية، مشيرة الى «بعض المسائل والنقاط العالقة التي لا تزال قيد البحث وبحاجة الى المزيد من المشاورات»، مجددة حرص الرئيس المكلف على تشكيل حكومة «تكون بداية لحل ولا تكون مشكلة اضافية في البلد».


من جهته، أكد الوزير العريضي في «اول الكلام» بعد عودته وجنبلاط من دمشق «ان الحكومة الجديدة تشكل في لبنان وليس في سورية»، مشدداًَ على «ان موضوع الحكومة لبناني داخلي وقطعنا شوطاً كبيراً ومهماً جداً في الاجتماع الذي عقد في مكتب الرئيس بري (الاربعاء)، وأعتقد ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، على أمل ولادة الحكومة في أسرع وقت مع ما تبقى من أمور عالقة وهي قليلة وليست بالمهمة التي يمكن ان تعوق هذا المسعى الكبير».

 

عون: لا خيار أمام نصرالله سوى الانصياع لأوامري

كشفت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية وثيقة نشرها موقع «ويكيليكس» عن مذكرة تؤرّخ لاجتماع بين السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون.
ففي مذكّرة سرّية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في 26 أكتوبر 2007، جاء فيها أنّ فيلتمان أوجز التحليلات الأميركية المتعلقة بوضع لبنان الراهن، مشيرا إلى أنّ أيّا من الخيارات لا تبدو أنها تسهم في وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، فأجابه عون ضاحكا: «لا يمكن لأحد أن يقول لي لماذا لا يجب أن أكون رئيسا»، معبّرا عن ثقته الكاملة بوصوله إلى الرئاسة.


وأضاف السفير أنّ «كلّ التعليقات الغامضة الصادرة عن ممثلي حزب الله وكلّ مراجع وسائل الإعلام المنحازة إليه، لا تشير إلى أنّ حزب الله يدعم فعلا ترشّحك إلى الرئاسة»، فأجاب عون «أنّ الانتخابات ستضع حزب الله في الزاوية ولن يكون هناك من خيار أمامه سوى دعمي لأنّ أهمّ عامل لدى الحزب هو الشعبيّة، وإذا دعم أيّ مرشّح آخر فسيخسر شعبيته وسيعاني تآكلا في شرعيته».
وتابع عون: «أنا أتمتع بشعبية (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله وحتى أكثر بين شيعة لبنان، لذلك لن يجرؤ على المجازفة بموقعه عبر تحدّي إرادة الشارع الشيعي، إضافة إلى ذلك، فإنّ نتيجة العاطفة الشيعيّة تجاهي لن تعطي نصر الله أيّ خيار آخر سوى الانصياع لأوامري الرئاسية».


فسأله السفير: «هل ستأمر بنزع سلاح حزب الله»؟ فردّ عون قائلا: «ليس فورا، لكن حالما يشعر الشيعة بأنّ لديهم الثقل المناسب داخل الحكومة وفي رئاسة الجمهورية، فلن يتمسّكوا بسلاحهم، وإنّما سيحتكمون إلى الدولة». فسأل السفير من جديد: «هل ستسمح سورية وإيران لحليفهم الاستراتيجي بهذا القدر من الحرّية»؟ فرد عون «أنّ الشيعة سيكتشفون أن ليس أمامهم أيّ خيار، وليسوا في حاجة إلى الخوف من مسألة نزع سلاحهم في ظل رئاستي».


وأشار عون إلى أنّ «حزب الله يحكم قبضته على شيعة لبنان عبر التلاعب بالمخاوف، وحالما يتحقق السلام بين لبنان وإسرائيل، وبعد رحيل حكومة (رئيس الوزراء السابق فؤاد) السنيورة، حينها لن يكون لدى حزب الله أيّ عدو من أجل حشد الدعم». فعلّق السفير بالقول أنّ «حزب الله يصنع الأعداء متى يريد وكيفما يحتاج»، فردّ عون على كلام فيلتمان قائلا: «اتركوا حزب الله لي».



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved