صنعاء – أبو بكر عبدالله

ساد التوتر المحافظات اليمنية امس مع تنظيم مئات الآلاف من مناهضي النظام ومؤيديه تظاهرات في مراكز المدن اشاعت مخاوف من مواجهات بين الفريقين، نتيجة الاحتقان الذي خلفته محاولة اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح الجمعة الماضي في القصر الجمهوري.
وكشفت وزارة الدفاع اليمنية ان محاولة اغتيال الرئيس ادت الى اصابته وثلاثة من احفاده هم عفاش طارق محمد عبد الله صالح، ومازن توفيق صالح عبد الله صالح، وكنعان يحيى محمد عبد الله صالح، الى 51 ضابطا من قادة الحرس الجمهوري و11 من الحرس الخاص بالرئيس قالت انهم اصيبوا في حادث سير لدى اسعاف الرئيس و11 من طياري الرئاسة و46 من الحرس الخاص اصيبوا خلال محاولة الاغتيال والمواجهات التي اعقبتها مع مسلحي الشيخ حميد الاحمر في منطقة حدة بوسط العاصمة.

في غضون ذلك، شهدت العاصمة مشاورات مكثفة بين القوى السياسية في شأن مطالب المعارضة تأليف مجلس انتقالي وتطبيق المبادرة الخليجية وسط رفض من قادة الحزب الحاكم الذين طالبوا بارجاء البحث في نقل السلطة الى حين عودة الرئيس.
وسارت في 17 محافظة يمنية تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف استجابة لدعوة اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية الى تظاهرات "جمعة العهد لاهداف الثورة"، في موازاة حشد صنعاء عشرات الآلاف من انصارها في تظاهرات "جمعة الوفاء للوطن وللقائد" في ميدان السبعين القريب من القصر الجمهوري.

وادى عشرات الآلاف من مناهضي النظام في شارع الستين المجاور لساحة التغيير صلاة الجمعة وصلاة الميت على ارواح الشهداء يتقدمهم زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الاحمر الذي شوهد وسط المتظاهرين وسط حراسة امنية مشددة وردد معهم هتافات تطالب بعدم عودة علي صالح وتأليف مجلس انتقالي ومجلس رئاسة موقت لادارة شؤون البلاد.
وادى المتظاهرون قسم الولاء للثورة، قبل ان يشيعوا جثامين 41 من قتلى المواجهات بين الجيش وانصار الشيخ الاحمر، وجابوا الشوارع مرددين هتافات "الشعب يريد مجلسا رئاسيا انتقاليا"، وشعارات الوفاء للثورة ودعوا الى "تطهير اليمن" من اركان النظام السابق. كذلك نددوا بـ"جرائم النظام" التي اوقعت سبعة قتلى ومئات الجرحى خلال الاحتفالات التي اقامها انصار الرئيس باطلاق النار في الهواء ابتهاجا بنجاح الجراحة التي اجريت له في الرياض، كما نددوا بمنع قوات الامن والحرس الجمهوري الموالية لعلي صالح الآلاف من دخول صنعاء للمشاركة في التظاهرات.

تنظيم "القاعدة"
وأكدت دوائر سياسية يمنية مشاركة طائرات أميركية من دون طيار في العمليات العسكرية التي شنها الجيش اليمني على مسلحي تنظيم "القاعدة" في محافظة أبين والتي أسفرت عن مقتل العشرات من أعضاء التنظيم الاصولي وقادته.
وجاء ذلك غداة تقارير أميركية عن تصعيد واشنطن حربها السرية على "القاعدة" في جزيرة العرب، تحسبا لاستغلال التنظيم الفوضى الحاصلة في اليمن للتمدد وتنظيم صفوفه.
وقال مسؤول محلي في أبين ان الجيش اليمني شن الجمعة غارات جوية على معقل المسلحين في منطقة جعار مما أدى الى مقتل ثلاثة من أفراد عائلة قيادي في "القاعدة" يدعى نادر الشدادي، فيما تحدثت مصادر أخرى عن شن الغارة بواسطة طائرة أميركية.
واستمرت المعارك بين الجيش ومسلحي التنظيم في منطقتي دوفس والكود وفي المناطق المحيطة بمدينة زنجبار التي يحاول الجيش استعادتها من المسلحين الذين يرفعون رايات كتب فيها "أنصار الشريعة".

قتلى في لحج
في غضون ذلك، قتل ثلاثة جنود ومدنيان على الاقل وأصيب آخرون بجروح في مواجهات نشبت في محافظة لحج الجنوبية بين الجيش ومسلحين من رجال القبائل في منطقة ردفان. وقال سكان ان الجيش قصف مناطق المسلحين وخطف عددا من رجال القبائل لا يزال مصيرهم مجهولا.