خليل فليحان

ذكّرت رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية السفيرة نجلا رياشي عساكر بالجريمة التي كان ارتكبها الزعيم الليبي معمّر القذافي قبل 33 عاما بإخفاء رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وظل ينكر الجريمة التي ارتكبها. ولم يتجاوب مع المساعي التي بذلتها سوريا وايران لمعرفة مصير الامام المغيّب.

وفعل تذكير عساكر بجريمة القذافي تجاه المقام الروحي فعله لدى مندوبي الدول الـ46 الممثلة بشكل دائم لدى مجلس حقوق الانسان وباقي الدول الاعضاء في المنظمة الدولية التي تحضر الجلسات بصفة مراقب ومنها لبنان. وركزت فيها ليس فقط على ممارسات النظام الليبي المدانة بل ايضا على ان تشمل مهمة اللجنة التي أيد لبنان التجديد لها لاستكمال التحقيقات بما يجري في ليبيا من قمع.
وأتى كلام مندوبة لبنان امام المجلس الذي خصص جلسة امس للاستماع الى التقريرالذي اعده "رئيس اللجنة الدولية لتقصي الحقائق عن الوضع في ليبيا شريف بسيوني" والذي كان كلفه هذه المهمة في 25 نيسان الماضي في ختام الاجتماع الاستثنائي الذي انعقد لمناقشة التطورات الامنية واضطهاد السلطات الليبية للشعب المطالب باصلاحات سياسية.

وتأجل الاجتماع من الاثنين الماضي بسبب الاشكالية التي نشأت عن الجهة التي تمثل ليبيا هل هي ممثل "المجلس الوطني الانتقالي الموقت" أم رئيس الوفد الذي أرسله القذافي مصطفى شعبان. وطلب المجلس رأيا استشاريا من المكتب القانوني في نيويورك الذي أكد ان حكومة القذافي ما زالت حتى الساعة الممثل الشرعي لليبيا. وقرَّ الرأي بعد ثلاثة أيام من المشاورات على ان يتكلم ممثل النظام وأصر مندوبو أميركا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وقطر والاردن على اعطاء المنبر لممثل "المجلس الوطني الانتقالي الموقت" لاطلاع المجلس على الممارسات التي يتعرض لها المدنيون والمدن والقرى من تدمير على يد قوات النظام ومن انتهاك للأعراض. وتبرع مندوب الاردن الدائم لدى المجلس شهاب ماضي ان يتحدث نيابة عن المجلس ولقيت هذه المبادرة الترحيب لدى ممثلي الدول المؤيدة للمجلس.

وأفادت معلومات ان ممثلي تلك الدول أثنوا على تقرير بسيوني لما تميز به من مهنية واحتراف وموضوعية، وعلى الأخص انه اتصل بسلطات القذافي وأشار الى أنهم تعاونوا معه. ولبنان هو من بين الدول المؤيدة لتمديد مهمة بسيوني فترة زمنية جديدة قد تكون ثلاثة أشهر.
وذكر تقرير ورد الى بيروت أمس أن مندوبة الولايات المتحدة الاميركية لاورا دونهيو كانت شديدة القسوة في مداخلتها عن القذافي منذ بداية حكمه نظرا الى الارتكابات التي قام بها في انتهاك حقوق الانسان.
وانتقد مندوب روسيا رد قوات الناتو الذي رأى انها أفرطت في استعمال القوة قياسا مع تلك المستخدمة من قوات العقيد. ووصفها بأنها "غير متناسبة". وأكد أن بلاده هي ضد تمديد مهمة قوات حلف شمال الاطلسي ثلاثة أشهر.
وأشار الى ان مندوب الصين دعا الى وقف فوري لاطلاق النار في ليبيا والى التزام أحكام قرار مجلس الامن لحماية المدنيين في ليبيا.