يتعرض النظام السوري الخميس لضغوط دولية متزايدة لوقف القمع الدموي لحركة الاحتجاج التي دعت الى تظاهرات جديدة الجمعة. وادى تدخل الجيش بعنف في الايام الاخيرة في مدينة جسر الشغور الى فرار اكثر من 2400 سوري بينهم جرحى الى تركيا المجاورة حيث تحدثوا عن تحركات قمعية لقوى الامن ضد السكان العزل.

صرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان اكثر من 2400 شخص عبروا حدود تركيا هربا من العنف في شمال سوريا. وابلغ الصحافيين في ابوظبي: "لدينا مخاوف جديدة في شأن الوضع في سوريا. قبل نصف ساعة تلقيت الارقام الدقيقة... اكثر من 2400 شخص جاؤوا الان الى تركيا لاجئين". واضاف ان الوقت حان لسوريا كي تتصرف "بحسم اكبر" في الاصلاحات السياسية التي اقترحها الرئيس السوري بشار الاسد، الى جانب القمع الدموي للاحتجاجات الذي تنفذه قواته في انحاء البلاد.
ولم تنصب حتى الآن سوى نحو مئة خيمة على ستة هكتارات، لكن هناك 900 خيمة اخرى معدة للاستخدام، استنادا الى ارقام ادلى بها الهلال الاحمر  التركي في نهاية نيسان تشير الى 8500 غطاء ومعدات للطبخ لعشرة آلاف شخص.
ولم يصل اللاجئون الى هذا العدد، لكن وتيرة وصولهم تتسارع بينما لا تريد انقرة احياء ذكرى تدفق اللاجئين الاكراد الهائل من العراق الى تركيا في 1991.

جسر الشغور
وقال ناشط حقوقي ان 60 شاحنة ودبابة على الاقل واكثر من عشر ناقلات جند توجهت مساء الاربعاء من مدينة حلب الى جسر الشغور الواقعة في محافظة ادلب على مسافة 300 كيلومتر شمال دمشق. واضاف ان متظاهرا قتل وجرح ستة آخرون على الطريق الرئيسية بين حلب وادلب بينما كانوا يرشقون القافلة بحجار.

تظاهرات اليوم
ودعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سوريا الى يوم تظاهرات جديد اليوم وناشدوا العشائر الى التحرك ضد النظام.
وجاءت صفحة "الثورة السورية 2011" في موقع "فايسبوك" ان "العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة".
وفي المقابل، افادت السفارة السورية في القاهرة إن سوريا ستشهد خلال الأيام القريبة إطلاق حوار وطني شامل في كل أنحائها بما يخدم تحقيق الطموحات والتطلعات المشروعة لملايين السوريين الذين يتمسكون بوحدتهم الوطنية وسلامة أراضيهم.

مجلس الامن
في غضون ذلك، بدأ مجلس الامن مناقشة مشروع قرار قدمته الدول الغربية للتنديد بالقمع في سوريا ويواجه معارضة شديدة من الصين وروسيا.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية بان روسيا تعارض اي قرار في الامم المتحدة عن سوريا، مشيرا الى ان هذه الخطوة من شأنها ان تزيد الوضع خطورة في هذا البلد. وقال لوكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة، ان "روسيا تعارض، كما اعلن ذلك مرارا على مستوى الرئاسة، اي قرار في مجلس الامن عن سوريا". واضاف ان "الوضع في هذا البلد لا يشكل في رأينا تهديدا للامن والسلم العالميين". وأشار الى ان القرار المقترح قد يؤدي الى "مزيد من التصعيد للوضع الداخلي" في سوريا.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان أحداً لم يستشر الجامعة في مشروع القرار المقدم في مجلس الأمن. وافاد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" ان "لا موقف محدداً للجامعة من أمر لم يعرض علينا"، موضحا ان "هذه مسألة خاصة بفرنسا وبعض الدول امام مجلس الأمن، ونحن نتابع عن بعد لأننا لم نُستشر ولم يرسل إلينا مشروع القرار".

جوبيه
وانتقدت وزارة الخارجية السورية تصريحات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن شرعية الرئيس السوري، معتبرة انها تشكل عودة الى "الاستعمار القديم ومندوبيه السامين". وقالت في بيان ان "سوريا تدين بشدة تصريح آلان جوبيه... الذي ادعى لنفسه الحق في توزيع شرعية قيادات الدول او سحبها".
لكن جوبيه جدد في ابو ظبي اتهام النظام السوري بارتكاب مجازر في حق المدنيين، واعتبر مواقفه "غير مقبولة". وقال على هامش اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا: "ان موقف سوريا غير مقبول. لا يمكن مواصلة ذبح المدنيين بذريعة ان الشعب يتطلع الى المزيد من الحرية والديموقراطية". واعرب عن الامل في طرح مشروع قرار يدين القمع في سوريا على مجلس الامن خلال الايام المقبلة.

البابا
■ في الفاتيكان، حض البابا بينيديكتوس السادس عشر لدى استقباله السفير السوري الجديد لدى الفاتيكان، السلطات السورية على "مراعاة كرامة الذات البشرية". وقال ان "وحدة اي امة واستقرارها يمران عبر مراعاة كرامة الذات البشرية غير القابلة للتصرف. ينبغي أن تكون في قلب المؤسسات والقوانين ونشاط المجتمعات". ورأى ان الاحداث التي يشهدها الكثير من دول المتوسط ومنها سوريا "تبرهن على الضرورة الملحة لاجراء اصلاحات حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وشدد على انه "من المفضل الا يحدث ذلك في اطار عدم التسامح والتمييز او النزاع، وبالطبع ليس العنف، ولكن في اطار الاحترام المطلق للواقع والتعايش والحقوق المشروعة للافراد والجماعات وكذلك في اطار المصالحة".

نفي ايراني
■ في طهران، نفت ايران اتهامات وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بدعم حليفتها العربية الرئيسية سوريا في قمعها العنيف للاحتجاجات.
ونقل موقع التلفزيون الحكومي الايراني عن مسؤول في الخارجية الايرانية قوله للقائمة بالاعمال البريطانية جين ماريوت ان "هذه الاتهامات لا اساس لها ولا تستند الى شيء بل هي محض اكاذيب".
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)