مع استمرار الغارات الجوية النهارية لحلف شمال الأطلسي على طرابلس، رأى الأمين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن أن سقوط الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مسألة وقت، بينما لم يكن في وسع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن تحديد موعد لذلك. وحظي الثوار باعتراف دولي جديد، هذه المرة من إسبانيا، وشددت الصين على أن الأولوية لوقف النار.

أمس سمع دوي أربع غارات نهارية على الأقل في طرابلس، بعد نحو خمس قبيل الفجر، في إطار الحملة المستمرة على مجمع باب العزيزية حيث مقر القذافي ومنشآت الرادار والقواعد العسكرية المحيطة به.

وفي وقت سابق صرح الناطق الرسمي الليبي موسى ابرهيم بأن "حلف شمال الأطلسي نفذ هجوماً مشيناً على طرابلس التي قصفها بأكثر من 60 صاروخاً"، مما أدى الى مقتل 31 شخصاً وسقوط "عشرات الجرحى". وتحول المجمع الرئاسي أنقاضاً يتصاعد منها الدخان وقد هدمت كل مبانيه تقريباً. ونقلت السلطات مراسلي الصحافة الدولية الى المكان لمعاينة الأضرار. وأشار أحد أعضاء حرس القذافي الى مبنى مهدم قال إنه كان مكتباً "يستقبل فيه (الزعيم الليبي) زواره".
وفي المقابل، قال ناطق باسم الثوار إن الآلاف من أفراد كتائب القذافي يتقدمون نحو مدينة مصراتة التي تتعرض لقصف من ثلاث جهات أدى إلى مقتل عشرة من المعارضين وإصابة 36 بجروح بالغة.

في بنغازي
في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث في بنغازي بعد لقائها رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبد الجليل: "أنا هنا اليوم لأؤكد أن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي". وأضافت: "ما تريده الحكومة الإسبانية هو ما يريده الشعب الليبي، وهو الديموقراطية والحرية، ولهذا ستتعهد الحكومة الإسبانية مساعدة المجلس الوطني الانتقالي".
وبذلك باتت إسبانيا أحدث دولة تعترف بـ"المجلس الوطني الانتقالي" ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الليبي، بعد فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا والأردن.
وكان رئيس الوساطة الافريقية الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز اعتبر الثلثاء أنه "لم يعد في إمكان القذافي ان يحكم ليبيا"، وذلك بعدما صار رحيله "ضرورة". ويزور الرئيس السنغالي عبدالله واد بنغازي اليوم.
كما انتقل الموفد الخاص للأمم المتحدة لليبيا الأردني عبدالاله الخطيب من طرابلس الى بنغازي.

الأطلسي
وفي بروكسيل، أكد وزراء الدفاع لدول حلف شمال الأطلسي  تصميمهم على مواصلة المهمة في ليبيا الى ان تحقق أهدافها. وجاء في بيان أصدروه: "كثفنا تحركاتنا، وخصوصاً بنشر طائرات وطائرات هليكوبتر مقاتلة اضافية، ونحن مصممون على مواصلة عمليتنا لحماية الشعب الليبي ما اقتضى الأمر... الوقت ليس في مصلحة معمر القذافي الذي خسر بوضوح اي شرعية وصار عليه مغادرة السلطة".

لكن دول الحلف لم تبد استعداداً لأن تفعل المزيد كما يريد راسموسن. إذ قال نائب وزير الدفاع الألماني كريستيان شميت إن بلاده "متمسكة بموقفها وهو عدم المشاركة العسكرية". وأفادت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون ان مدريد ستستمر في دورها الخاص بالمساعدة في تطبيق منطقة حظر الطيران، لكنها لن تشارك في الغارات الجوية. وقررت نروج تقليص دورها في الغارات.
والتقى الوزراء الى غداء عمل  نظراءهم في الإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر وأسوج الذين تشارك بلدانهم في العملية.
أما راسموسن، فأكد ان "الوقت حان للتخطيط ليوم توقف النزاع. القذافي صار من التاريخ". ولاحظ أن "المسألة ليست معرفة ما إذا كان سيرحل بل متى. قد يستغرق الامر أسابيع، لكنه قد يحصل غداً، واذا رحل، على المجتمع الدولي ان يكون مستعداً". وأضاف: "لا نرى دوراً قيادياً لحلف شمال الأطلسي في ليبيا بعد انتهاء الأزمة. نرى الأمم المتحدة تضطلع بدور قيادي في مرحلة ما بعد القذافي".

مولن
وفي القاهرة، صرح الاميرال مولن بأن "موقف الولايات المتحدة هو ان القذافي يجب أن يرحل، (لكن) أحداً لا يستطيع تحديد موعد لذلك. من وجهة نظر عسكرية، كل ما اراه يشير الى الرغبة في مواصلة تصعيد الضغط لإرغام القذافي على الرحيل. بطبيعة الحال نتمنى ان نرى هذه النهاية في أسرع وقت ممكن". غير أن "التقدم الحاصل بطيء جداً، وأعداد متزايدة من اعضاء هذا النظام ينشقون، وبعضهم من العسكريين".
وفي العاصمة المصرية أيضاً التقى مبعوث الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الخاص لأفريقيا ميخائيل مارغيلوف منسق العلاقات المصرية - الليبية المستقيل أحمد قذاف الدم. وأبدى استعداده لزيارة طرابلس لنقل الأفكار التي قُدمت إليه في بنغازي.

الصين
وفي بيجينغ أبلغ وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي  أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي عبدالعاطي العبيدي أن "الصين تعير اهتماماً كبيراً تطورات الوضع في ليبيا، وتعتقد أن المهمة الأكثر إلحاحاً هي ان يطبق جميع الأطراف وقفاً فورياً للنار وتجنب إحداث كارثة انسانية أسوأ". ودعا إلى حل الأزمة "من طريق الحوار والنقاش وبالوسائل السياسية".
و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ