SAT 26 - 10 - 2024
 
Date: Jun 9, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
حشود للجيش السوري حول جسر الشغور وتركيا تفتح حدودها
مشروع غربي في مجلس الأمن تعارضه روسيا والصين والهند

حشدت سوريا مزيدا من القوات حول مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، فيما فتحت تركيا حدودها أمام سوريين فروا من المنطقة خوفا من عملية عسكرية واسعة ضد من تصفهم دمشق بـ"التنظيمات المسلحة" في المدينة بعدما اتهمتهم بقتل 120 شرطيا مطلع الاسبوع.
وفي مواجهة هذه التطورات، يعقد مجلس الامن اليوم جلسة مشاورات اضافية على مستوى الخبراء للبحث في الوضع السوري، وذلك عقب جلسة انعقدت أمس وظهر فيها تصلب في موقف روسيا ومعها الصين والهند حيال مشروع قرار معدل أعدته بريطانيا وتبنته معها فرنسا والمانيا والبرتغال وأيدته الولايات المتحدة، في محاولة لاستمالة الدول المعارضة ولتجنب استخدام حق النقض "الفيتو".


واستمع أعضاء مجلس الأمن في الجلسة المغلقة التي استمرت نحو ساعتين الى احاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون للشؤون السياسية لين باسكو. ووزعت خلالها بريطانيا مشروع القرار المعدل بصورة طفيفة والذي "يندد بالإنتهاك المنهجي لحقوق الإنسان" مع تدهور الأوضاع في سوريا، ويدعو الى "انهاء فوري" لأعمال العنف هناك والى اتخاذ "خطوات للتعامل مع التطلعات المشروعة للسكان"، ويطالب السلطات السورية "برفع الحصار على البلدات المتأثرة، بما في ذلك جسر الشغور ودرعا" وكذلك بالبدء في "تحقيق نزيه وذي صدقية... ومحاسبة أولئك المسؤولين عن الهجمات على المتظاهرين المسالمين". ولعل التعديل الأبرز يتعلق بالتشديد على أن "الحل الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا يتم عبر عملية سياسية شاملة بقيادة سورية"، في إشارة الى استبعاد الخيار العسكري الذي اعتمد في ليبيا على سبيل المثال.
وعقب المشاورات، خرج المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة البريطاني السير مارك ليال غرانت والفرنسي جيرار آرو والبرتغالي خوسيه فيليبي مورايس كابرال والقائم بأعمال البعثة الألمانية ميغيل بيرغر ليتحدثوا معا الى الصحافيين. وقال غرانت: "الوضع خطير جدا ويتدهور"، مشيراً الى سقوط 200 قتيل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وأمل في "التحرك للتصويت على القرار في الأيام المقبلة".


وأفاد آرو أن "قلقنا هو من أن البلد (سوريا) سينزلق الى حرب أهلية. ونعتقد أن على المجلس أن يتصرف". واضاف أن مشروع القرار "يوجه ببساطة رسالة تدعو السلطات السورية الى اختيار طريقة الحوار السياسي ووقف القمع" الذي "أظهرت وقائع الأسبوع الماضي أنه لا يستطيع مطلقاً وقف احتجاجات الشعب السوري".
وأبلغ ديبلوماسي غربي رفيع المستوى "النهار" طالباً عدم ذكر اسمه، أن هناك "تصلباً شديداً" من روسيا، التي شارك ديبلوماسيوها للمرة الأولى في مشاورات ثنائية ومتعددة الطرف في شأن  التعديلات المتعلقة بمشروع القرار. ورفض التكهن سلفا بما قد تؤول اليه المفاوضات المتواصلة مع موسكو، على مستوى الأمم الأمم المتحدة أو بين العواصم.


ورداً على سؤال لـ"النهار"، اكتفى المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بأن التعديلات التي أدخلها الغربيون على مشروع القرار "هي مجرد تبديل لوضع جملة من هنا وجملة من هناك". وأبدى نظيره الهندي السفير هارديب سينغ بوري أيضاً تحفظاً عن صيغة مشروع القرار المعدل لأنه "غير جيد بما فيه الكفاية" لتغير نيودلهي موقفها منه.
وتريث نظيرهما الأفريقي الجنوبي بازو سانغكو في إبداء رأي في المشروع الجديد، علماً أن بلاده كانت عارضت الصيغة الأولى من مشروع القرار.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال في وقت سابق أمام مجلس العموم البريطاني إن لندن وباريس ستتقدمان الى مجلس الامن بمشروع قرار يندد بسوريا لقمعها المحتجين المطالبين بالديموقراطية وأنه اذا صوتت أي دولة ضده فان "الأمر متروك لضميرها".

 

سكان جسر الشغور يفرّون خشية عملية واسعة وأنقرة تفتح حدودها للهاربين
كاميرون يحضّ على عدم السكوت عن تجاوزات دمشق والاتحاد الأوروبي إلى عقوبات 


بينما يفرّ سكان مدينة جسر الشغور في شمال غرب سوريا من المدينة خشية عملية عسكرية واسعة النطاق لقوات النظام السوري، أعلنت انقرة ان حدودها ستبقى مفتوحة امام السوريين الهاربين من القمع في بلادهم، لكنها تخشى في الوقت عينه تدفقاً كثيفاً للاجئين قد يزعزع الاستقرار في تركيا.

صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد وصول مجموعات جديدة من اللاجئين السوريين: "في هذه المرحلة، من غير الوارد ان نقفل الابواب" (الحدود مع سوريا). ونقلت عنه وكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية ان "قلقنا يتزايد... فلنأمل في ان يقوم (النظام) السوري بخطوات عاجلة على صعيد الاصلاحات وبطريقة تقنع المدنيين".


وكان اردوغان يتحدث بعد وصول مجموعة جديدة من 160 لاجئا سوريا فروا من اعمال القمع ومعظمهم من النساء والاولاد الى منطقة في جنوب تركيا محاذية للحدود مع سوريا ليصل عدد الفارين في غضون يومين الى 351 شخصاً.
ويتحدر معظمهم من مدينة جسر الشغور السورية حيث يقوم الجيش بعمليات تمشيط.
وأفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "قوات عسكرية شوهدت على مسافة 15 كيلومتراً من جسر الشغور. السكان يواصلون الفرار خشية عملية عسكرية كبيرة". وقال ان مدينة جسر الشغور التي يقطنها 50 الف شخص "باتت مقفرة".


ويقوم الجيش السوري بعملية تمشيط منذ السبت في جسر الشغور. وتتمركز القوات المسلحة في قرية اورم الجوز وفي مدينة اريحا القريبة. وقالت السلطات السورية الاثنين ان "تنظيمات مسلحة" قتلت 120 شرطيا في هذه المدينة. وبث التلفزيون الرسمي صورا عن "مجازر" ارتكبتها "هذه العصابات الارهابية المسلحة التي تستخدم سيارات حكومية ويرتدي عناصرها الزي العسكري".
وعبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن مخاوف بلاده من اضطرارها الى مواجهة تدفق اللاجئين السوريين. وقال ان تدفقا كثيفا للاجئين "ليس امرا مستحبا على الاطلاق". واضاف في تصريح لشبكة "ان تي في" الاخبارية للتلفزيون: "اتخذنا كل التدابير الاحتياطية الضرورية على الحدود"، مؤكداً ان السلطات التركية "تسيطر على الوضع" في الوقت الراهن. ودعا بدوره النظام السوري الى احراز تقدم في اتجاه اصلاحات سياسية واسعة في اطار جدول زمني محدد يمكن شرحه للشعب. وخلص الى ان "السوريين يأملون في رؤية آخر النفق... يجب اعلان خطة عمل" لاقناع الناس.


روايات جرحى 
وفي الايام الاخيرة ادخل عشرات السوريين المصابين بجروح مستشفيات في انطاكيا. وروى هؤلاء من اسرة المستشفى في تركيا تفاصيل قمع النظام للتظاهرات في جسر الشغور باستخدام رشاشات المروحيات والقناصة الذين استهدفوا المشيعين خلال الجنازات.
واستيقظ سليم (28 سنة) الاثنين في سرير مستشفى بمدينة انطاكيا بجنوب تركيا. لكنه لا يعلم كيف وصل الى هناك. فقبل 24 ساعة، كان العامل الشاب في جسر الشغور. وقال: "آخر ما اذكر هو اطلاق قناص النار علي. اخترقت رصاصة عظمة الترقوة وخرجت من خاصرتي اليسرى. وفيما حاولت انذار اصدقائي، اخترقت رصاصة اخرى يدي. بعد ذلك فقدت الوعي".
أما محمد (31 سنة) الذي يعمل في طلاء المباني فاصيب كذلك الاحد في جسر الشغور. وقال: "اطلق علي عناصر امن بملابس مدنية النار الاحد. اخترقت رصاصة يدي اليمنى وشلت حركة ثلاثاً من اصابعي"، مشيرا الى ذراعه الملفوفة بضمادة سميكة. واضاف: "بعد ساعة كنت على الحدود التركية. نقلت في سيارة الى المعبر وبعد اجتياز الاسلاك الشائكة نقلتني سيارة اسعاف تركية الى المستشفى".


وحكى محمد، وهو اسم مستعار، عن القمع الذي ساد المدينة. وقال: "السبت كنا ندفن موتانا. بعد الانتهاء من الدفن بدأت قوى الامن باطلاق النار. استهدفونا من مبنى البريد المركزي، ومن جميع الجهات". واكد "شاهدت الكثير من الجثث، لكنني كنت احاول الاختباء". ونفى لجوء المتظاهرين او جماعات مسلحة الى العنف ضد الامن.


واكد الجريح حسن الخمسيني الذي اصيب في فخذه الايمن هذه الشهادة قائلاً: "اضرموا النار في مقر حزب البعث لايجاد ذريعة كي يقتلوا الناس"، وشدد على انه لم ير جثث شرطيين او جنود.
 وتحدث محمد وشهود آخرون عن مشاركة مروحيتين الاحد في اطلاق نيران الرشاشات على شوارع المدينة. وقال: "اتى الجنود الاحد واطلقوا النار على الناس من مروحيات، كانوا يرشون الرصاص عشوائيا".
وأبدى رئيس المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين في استوكهولم انطونيو غوتيريس قلقاً من تزايد اعداد السوريين الهاربين من قمع النظام. وحذر في مؤتمر صحافي من ان "عددا كبيرا من السوريين عبروا الحدود التركية... وهذا بالتاكيد يشكل مصدر قلق كبير  لنا".


السفيرة السورية
ونفت السفيرة السورية في فرنسا لمياء شكور بشدة ان تكون قدمت استقالتها احتجاجا على اعمال القمع في بلادها، واتهمت في مقابلة مع قناة "بي اف ام تي في" الفرنسية شبكة "فرانس 24" بالقيام بحملة تضليل، مشيرة الى ان امرأة انتحلت صفتها خلال مقابلة قالت الشبكة انها اجرتها معها عبر الهاتف.
وصرحت خلال لقاء معها داخل السفارة السورية في باريس ووراءها صورة للرئيس السوري وعلم سوريا: "اتهم فرانس 24 بانتحال شخصيتي وبنقل اكاذيب على لساني... سأتقدم بشكوى للتنديد بالخبر الكاذب الذي يندرج ضمن حملة تضليل وتشويه انطلقت منذ آذار على سوريا".
وقالت نائبة مدير تحرير قناة "فرانس 24" رينيه كابلان إن القناة الفرنسية ربما كانت خدعت حين بثت تسجيلا صوتيا على انه للسفيرة السورية. وسارعت صحيفة "الوطن" السورية الى توجيه انتقادات حادة الى مجمل وسائل الاعلام في فرنسا.
 
كاميرون
■ في لندن، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجلس العموم ان بريطانيا وفرنسا ستقدمان مشروع قرار الى مجلس الامن "للتنديد بالقمع" في سوريا. واشار الى ان "ثمة تقارير موثوقاً بها تشير الى سقوط الف قتيل واعتقال نحو عشرة الاف، وتعرض متظاهرين مسالمين للعنف هو امر غير مقبول على الاطلاق". وقال: "بالطبع يجب الا نبقى صامتين ازاء هذه التجاوزات ولن نسكت عن ذلك... كنني اعتقد انه يجب ان نذهب ابعد من ذلك، واليوم في نيويورك، ستقدم بريطانيا وفرنسا مشروع قرار امام مجلس الامن يندد بالقمع ويطالب بالمحاسبة واتاحة ايصال المساعدات الانسانية".
 وأضاف انه "اذا صوت احد ضد مشروع القرار او حاول استخدام حق النقض ضده، فانه سيتحمل وزر افعاله".


عقوبات اوروبية
■ في بروكسيل، افادت مصادر ديبلوماسية ان دول الاتحاد الاوروبي تفكر في تشديد العقوبات على سوريا لتستهدف خصوصا المؤسسات، في ظل تزايد القمع في هذا البلد. وقال احدها: "هناك افكار تتردد للذهاب ابعد في العقوبات المفروضة على سوريا مع تدابير اضافية. هذه الافكار في الاجواء ولكن لا نص مطروحا على الطاولة في الوقت الحاضر" لبدء التحضيرات الملموسة.


وقال ديبلوماسي اخر  ان "محادثات غير رسمية جرت" في هذا الشأن، "لكن لا شيء نهائيا بعد"، موضحا ان الفكرة ان تحققت فستستهدف "مؤسسات معروفة بارتباطها بالنظام او تدعمه".
■ في واشنطن عبر ديبلوماسي اوروبي عن وضوح اكبر في هذا الصدد، فقال: "اننا نعمل في الوقت الحاضر على حزمة ثالثة من العقوبات تستهدف مؤسسات القطاع الاقتصادي"، وان هذا الامر يجري بالتعاون مع الولايات المتحدة مثل سابقاتها.
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ  



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved