صنعاء – أبو بكر عبدالله:

في مشهد لم يألفه كثير من مناهضي نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، نظمت في عدد من المحافظات اليمنية امس، احتفالات ابتهاجاً بـ"العهد الجديد" وما اعتبر مرحلة جديدة في تاريخ اليمن بعدما غادرها علي صالح جريحاً للعلاج، استجابة لدعوة اطلقتها اللجنة التنظيمية لثورة الشباب السلمية، مع انحسار كبير لاعمال العنف والمظاهر المسلحة في المدن واستقرار نسبي للخدمات الاساسية.
وجاء ذلك وسط غموض مثير للقلق يكتنف مستقبل العملية السياسية تزامن مع تحركات ديبلوماسية اوروبية وخليجية منسقة استهدفت أحياء خطة التسوية التي اقترحتها المبادرة الخليجية.

وكادت الهدنة بين الجيش الموالي للرئيس اليمني والشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد ان تنهار امس غداة مقتل ثلاثة من رجال القبائل برصاص قناصة قرب منزل الشيخ الأحمر، في ما اعتبر محاولة من بعض الاطراف المستفيدين من القتال لتفجير الصراع المسلح مجدداً.
وعلم ان نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي لم يتسلم رسمياً سلطات الرئيس بموجب الدستور الذي يخوله صلاحياته في حال عجزه عن ممارسة مهماته، إلا أنه حظي بدعم اقليمي ودولي عبر عند سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الذي عقدوا معه سلسلة اجتماعات تناولت الجهود المبذولة لانهاء مظاهر الاحتقان السائد ومعاودة جهود الحل السياسي للأزمة استناداً الى المبادرة الخليجية.

وافادت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" ان محادثات نائب الرئيس مع السفراء شملت كذلك الاجراءات المتخذة لتثبيت الهدنة وتكريس الامن والاستقرار ووقف النار وما ينبغي عمله من اجل تجاوز الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن حاليا، مشيرة الى ان الفريق هادي اكد للسفراء ان الاولوية "تكمن اليوم في تثبيت وقف النار وفتح الطرق وتثبيت الامن والاستقرار وتوفير لوازم الحياة".
لذا عقد نائب الرئيس اجتماعات ضمت اركان الحكومة وقادة الحزب الحاكم واللجنة الامنية العليا وهي اعلى هيئة عسكرية في اليمن، في حضور النجل الاكبر للرئيس العميد احمد صالح قائد قوات الحرس الجمهوري وعرض معهم التطورات على الساحة الوطنية والاجراءات المتخذة لوقف النار في العاصمة وجهود تثبيت الامن والاستقرار والسكينة العامة. وشدد الفريق هادي على ضرورة استنهاض الهمم وتوحيد الجهود من اجل توفير الخدمات الاساسية والعمل على التثبيت الصارم لوقف النار بصورة شاملة، واكد تعاون المعارضة وسائر مكونات المجتمع من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار.
وفي اجتماعه الثاني مع اركان الحكومة والحزب الحاكم، افاد انه تواصل مع الرئيس علي صالح حيث يتلقى العلاج في الرياض مرتين، مشيرا الى ان صحة الرئيس في تحسن وانه يتعافى وسيعود الى اليمن خلال الايام القريبة.

احزاب المعارضة
اما المعارضة، فأعربت عن دعمها الكامل لنقل فوري للسلطة الى نائب الرئيس باعتبار ذلك خطوة مهمة لارساء الامن والاستقرار في اليمن وازالة مسببات العنف، ولمحت الى انها تعد مغادرة علي صالح اليمن للعلاج بمثابة تنح عن الحكم واكدت ان نقل صلاحياته الى نائبه سيمهد الطريق لتطبيق بقية بنود المبادرة الخليجية وان لم يوقعها الرئيس.
وقال سياسيون يمنيون لـ"النهار" ان الجهود الاقليمية والدولية لانهاء الازمة اليمنية لا تزال تجبه بعراقيل، وخصوصا في ظل تعثر اجراءات نقل سلطات الرئيس الى نائبه، وسط ارباكات اشاعتها تقارير متضاربة عن مباشرة صنعاء تأليف مجلس عسكري للحكم يضم قادة الجيش الموالين لعلي صالح، وهي الخطوة التي قوبلت بمعارضة شديدة من واشنطن والاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.