شدد رئيس حزب «الوفد» الليبرالي المعارض في مصر السيد البدوي، على ضرورة حماية الثورة من نفسها، موضحا أن هذا تحدٍّ يواجهها، كاشفا في حوار مع «الراي»، أن حزبه سينسق مع حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمون».
وفيما يلي نص الحوار:

• ما موقفكم من الجدل الدائر حاليا في الأوساط السياسية في شأن إقرار الدستور أولا أم انتخابات الرئاسة؟
- الدستور لابد أن يكون سابقا على اختيار الحاكم لنعرف النظام الذي سنحكم به، ولدينا دساتير جاهزة لا تحتاج لأي جهد مثل دستور 54، ويجب أن نختار ما بين النظام البرلماني أو الرئاسي أو شبه الرئاسي، لأننا لن نعيد اختراع العجلة من جديد.
• ما النظام الأفضل من وجهة نظرك؟
- أرفض النظام الرئاسي حتى لا يتحول الرئيس المقبل الى ديكتاتور أو فرعون، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، والرئيس يجب أن يعين حكومة الغالبية، لكن لا يملك عزل أيٍّ من وزرائها، والواقع يقول إنه لا يوجد تيار بمفرده يستطيع أن يشكل الحكومة منفردا الآن، ووعدت «الوفديين» بأنه في حال عدم الاشتراك في ائتلاف حاكم سأترك رئاسة الوفد وأدعوا لانتخابات داخلية.
• التيار الديني أكثر تنظيما من الليبرالي... وهذا تحدٍّ يواجهكم؟
- إذا شارك الشعب كله فسيتحول هذا التيار الى أقلية ويأخذ حجمه الطبيعي وفق التوجهات الأيديولوجية للغالبية، ولا ننسى أن هذا التيار استفاد من تدين الشعب المصري، ولكننا سنظل ضد استخدام الدين في العمل السياسي، وإذا كان «الإخوان» يحصلون على غالبية في ظل مشاركة تصويتية لا تزيد على 14 في المئة، سيشارك المرات المقبلة نسبة لا تزيد على الـ 70 في المئة.
• وكيف ستخوضون الانتخابات هذه المرة؟
- سنطور حملتنا الإعلامية، وسنستخدم قناة «المصري» في الدعاية الى جانب وسائل الإعلام الأخرى، وسنتصدى للأفكار المتطرفة التي تصنف الليبرالية على أنها كفر أو ضد الإسلام، وسننافس على 50 في المئة من المقاعد.
• كيف سيكون اختياركم للمرشحين؟
- سيكون التركيز على العناصر ذات الشعبية وذات القدرة المالية أيضا، لأن عنصر المال سيكون له تأثير كبير، خصوصا في ظل النظام الفردي، والمجموعة التي ستتحرك بنظام القائمة تحتاج جهدا مشتركا ومضاعفا.
• وماذا عن التنسيق مع جماعة الإخوان؟
- لم نعد نتعامل مع جماعة، وإنما حزب «الحرية والعدالة»، والتنسيق مع جميع القوى السياسية الآن ضروري من أجل مصلحة مصر، لأن فلول الوطني تعيد هيكلة نفسها في أحزاب، كما حدث مع حزب «الحرية الجديد» ونصر على ضرورة حل المحليات وإعادة انتخاب أعضائها مع العزل السياسي لجميع عناصر الوطني.
• كيف ترى إجراء الانتخابات في موعدها.. كما أعلن المجلس العسكري؟
- كان لنا رأي آخر، ولكن إجراءها في موعدها يتطلب ضمان إنهاء حالة الفراغ الأمني.
• وما رأيك في الجمع بين النظام الفردي والقائمة في الانتخابات المقبلة؟
- القانون يجعل اختيار غالبية المقاعد بالنظام الفردي، وهذا خطر، لأن هؤلاء سيشعلون المعركة الانتخابية بقبلياتهم وعائلاتهم، ولهذا كنا نرى ضرورة أن يعد القوانين سياسيون على أن يصيغها رجال القانون.
• هذه الأفكار قدمتموها للمجلس العسكري؟
- نعم، والمشكلة أن الصياغة لا يقوم بها سياسيون وليس رجال قانون.
• كان الحزب أعلن عن أنه سيرشح شخصا من خارجه للرئاسة..هل لاتزال الفكرة قائمة؟
- نعم مازالت قائمة، وسيعرض اسمه على الهيئة العليا للحزب أولا.
• لماذا لم يشارك الوفد في مليونية الثورة «الثانية»؟
- الحزب لا يشارك في مليونيات غير محددة الهدف، ونتفهم أن بداية الحرية يصاحبها بعض الفوضى والارتباك، والأحزاب يجب ألا تشارك في التظاهر من أجل التظاهر، وإنما لتحقيق أهداف محددة، ومادام أنه تمت إحالة الرئيس للجنايات فلنترك العدالة تأخذ مجراها، وحماية الثورة من نفسها واجب في ظل الخلاف بين الثوار أنفسهم.