MON 21 - 10 - 2024
 
Date: Jun 4, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
علي صالح الجريح والمحتجب يتوعّد آل الأحمر "عاجلاً أم آجلاً"
الحكومة تتهم "إرهابيين يريدون السلطة" وواشنطن تدعو لوقف النار

صنعاء – أبو بكر عبدالله:


في تصعيد خطير للوضع في اليمن، اصيب الرئيس علي عبدالله صالح بجروح في هجوم بقذيفة صاروخية استهدفته بينما كان يؤدي الصلاة في مسجد القصر الرئاسي، بينما قتل امام المسجد الشيخ علي محسن المطري وثلاثة من الحراس.
وتوعد الرئيس الذي منعته "خدوش" أصيب بها من الظهور علنا، في رسالة صوتية مقتضبة بثها التلفزيون اليمني خصومه من آل الاحمر زعماء قبيلة حاشد الذين ألقى عليهم تبعة محاولة اغتياله بمحاربتهم وملاحقتهم.
وقال: "سنتابع الجناة عاجلاً أم آجلاً بالتعاون مع كل اجهزة الامن ونحيي ابناء القوات المسلحة في كل مكان الثابتين لمواجهة هذا التحدي والصلف من عصابة خارجة عن القانون ليس لها علاقة بثورة الشباب".


وبدا علي صالح متأثراً باصابته، ووصف مسلحي الشيخ صادق الاحمر زعيم قبيلة حاشد بانهم "عصابة مسلحة احتلوا مؤسسات الدولة والوزارات وليس لها علاقة بأي ثورة وهي حركة انقالبية". وأمل ان "يخرج الشعب اليمني من هذه المحنة"، مشيرا الى ان "الحادث وقع في ظل وساطة بين الدولة وعصابة التمرد من اولاد الاحمر... نهيب بالقوات المسلحة تصفية مؤسسات الدولة من هذه العصابة". وافاد ان الحادث تبسب بمقتل سبعة ضباط.
وتضاربت الانباء عن مدى خطورة الاصابة التي لحقت بعلي صالح، اذ قال مسؤول كبير في الحزب الحاكم ان "الرئيس صالح اصيب اصابة خفيفة في مؤخر الرأس". وقال مسؤول آخر انه اصيب بجروح طفيفة في رقبته.
ونفى آل الاحمر ان يكونوا وراء الهجوم واتهموا الرئيس اليمني بتدبيره لزج البلاد في حرب أهلية.


صنعاء تعلن إصابة علي صالح بجروح في هجوم صاروخي على القصر الجمهوري
الحكومة تتهم "إرهابيين يريدون السلطة" وواشنطن تدعو لوقف النار 


اتخذت الاحداث في اليمن أمس منحى بالغ الخطورة، اذ أصيب الرئيس علي عبدالله صالح بجروح في هجوم بقذيفة صاروخية استهدف مسجداً كان يؤدي فيه صلاة الجمعة في القصر الرئاسي. ورفع هذا التطور مرحلة المواجهات المستمرة منذ أكثر من ثلاثة اشهر الى مستوى التصفيات المباشرة والاغتيالات.


أول الامر، قالت صنعاء "ان الرئيس صالح لم يتعرض لاذى" في الهجوم الذي وصفته بأنه "اعتداء غاشم وغادر نفذ بواسطة قذيفة صاروخية سقطت على مقدم مسجد دار الرئاسة، مما أدى الى استشهاد خطيب الجامع وثلاثة من افراد الحراسة الخاصة بالرئيس واصابة عدد من المسؤولين والضباط بجروح". وتحدثت مصادر مستقلة عن اصابة علي صالح في رأسه.
وبعد تضارب المعلومات عن مصير علي صالح عقب الهجوم على المسجد، خرج نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي ليعلن في مؤتمر صحافي بصنعاء ان الرئيس بخير، داعياً الاعلام الى التعامل مع ذلك على انه "حقيقة لا يوجد خلفها أي شيء غير معروف".
وقال ان الرئيس في صحة جيدة وان المؤتمر الصحافي الذي كان سيعقده تأجل نظرا الى وجود "خدوش". واكد ان علي صالح "سيتماثل في القريب العاجل الى الشفاء وسوف يظهر امام الاخوة في الداخل والخارج". واضاف: "لا شيء يؤثر على صحته... فخامة الرئيس في صحة جيدة وفي القريب العاجل سوف تقابلونه في مؤتمر صحافي وسيوضح لهؤلاء الجبناء والخونة انهم... ارادوا له الموت واراد الله له الحياة".
ولم يوجه الجندي اتهاما مباشرا الى جهة محددة، الا انه قال انهم "ارهابيون لكنهم يريدون السلطة"، في اشارة على ما يبدو الى الخصوم السياسيين لعلي صالح.


إصابات
وقبل المؤتمر الصحافي للجندي، عاش اليمنيون ساعات عصيبة بعد اعلان صنعاء ان الرئيس اليمني سيظهر في التلفزيون لالقاء بيان او في مؤتمر صحافي، لكن هذه الخطوة ألغيت واكتفت صنعاء بالاعلان عن مؤتمر صحافي لنائب وزير الاعلام لايضاح الحادث.
واكد قادة في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم مقتل اربعة من الحرس الخاص للرئيس وإمام المسجد واصابة عدد من المسؤولين الكبار بعضهم في حال حرجة، ونقلوا جميعا الى المستشفى العسكري في العاصمة اليمنية وسط اجراءات امنية مشددة، بينهم رئيس الوزراء الدكتور علي مجور ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والامن اللواء رشاد العليمي ورئيس مجلس النواب اللواء يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون المحلية صادق امين ابو راس ومحافظ صنعاء نعمان دويد، وجميعهم اصيبوا بجروح بالغة الى آخرين من ضباط الجيش.
واثار الهجــوم ردود فعــل عسكرية وامنية واسعة، واشاع الذعر في ارجاء العاصمة التي تحولت مدينة اشباح على وقع دوي القذائف الصاروخية والمدفعية في شمال المدينة حيث منـــزل الشيخ الاحمر وفي جنوبها حيث منازل اللواء المنـــــــــــشق علي محسن الاحمر قائــــــد الفرقة الاولى المدرعة واشقاء الشيخ صادق الاحمر والتي تعرضت لقصف كثيف ادى الى تدميرها كليا وسط انباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.


وقال مسؤولون ان الحادث حصل بعدما كان الشيخ حميد الاحمر وقع اتفاق هدنة مع الرئيس علي صالح في القصر الجمهوري، فيما قالت مصادر عسكرية ان القذيفة الصاروخية اطلقت غداة قتال عنيف بين الجيش ورجال القبائل الموالين للشيخ صادق الاحمر زعيم قبــــــــــــيلة حاشــــد والذين احتشدوا في الاحياء الشمالية للعاصمة الخاضعة لسيطرتهم بعد استهداف قوى الامن والحرس الجمهوري منزل الشيخ الاحمر بالمدفعية والصواريخ والدبابات.
واتهمت صنعاء ابناء الشيخ عبدالله الاحمر الذين يخوضون قتالا في الاجزاء الشمالية من العاصمة مع قوات الجيش بشن الهجوم.


لكن مدير مكتب الشيخ الاحمر عبد القوي القيسي قال ان لا صلة لمسلحي الشيخ الاحمر بالحادث. وذكر ان قوات علي صالح قصفت مسجدا يقع غرب دار الرئاسة، الى قصف منزل الشيخ حميد الاحمر عقب الهجوم على القصر الرئاسي، وكذلك منازل اشقائه في منطقة حدة جنوب صنعاء.
ووصف قادة في المعارضة الحادث بأنه "مسرحية" لتبرير استخدام العنف ضد المحتجين المطالبين باسقاط النظام، فيما اعتبره آخرون مدبراً "لخلط الاوراق والتخلص من بعض أركان النظام لجر اليمن الى حرب أهلية".


معارك ميدانية
في غضون ذلك، استمرت المعارك الضارية بين الجيش ومسلحي الشيخ صادق الأحمر وأدت الى احتراق كلي لمقر شركة الخطوط الجوية اليمنية وسط تبادل للاتهامات بين السلطات وآل الأحمر بقصف مقر الشرطة الذي ارتفعت منه ألسنة النيران حتى الفجر.
وتعرض معسكر الفرقة الاولى المدرعة لقصف صاروخي ليل الخميس للمرة الثالثة وسط اضطرابات خلفها انتشار قناصة على سطوح المنازل لاطلاق النار على المحتجين في ساحة التغيير، قبل أن يقبض على المسلحين. وتحدثت مصادر عن سقوط قذائف في فناء جامعة صنعاء المجاور لساحة التغيير من دون وقوع إصابات.
وشنت قوات الجيش هجوماً عنيفاً صباح الجمعة بعد اعلان مسلحي الاحمر الاستيلاء على دبابات ومدرعات وناقلات جند من قوات الجيش في مواجهات الخميس.
وقالت مصادر محلية إن منزل الشيخ الأحمر دمر كلياً نتيجة القصف الشديد له، كما تعرض منزل حميد الأحمر للقصف عقب صلاة الجمعة.

 

مواجهات في تعز
ودارت مواجهات عنيفة في محافظة تعز الجنوبية بين قوات الحرس الجمهوري ومسلحين غداة هجوم شنته قوات الجيش على آلاف المحتجين الذين احتشدوا في ساحة قرب ساحة الحرية بتعز التي دمرها الجيش في وقت سابق، مما ادى الى سقوط ستة قتلى على الأقل وإصابة 44 شخصاً بجروح.
وأقرت مصادر عسكرية بمقتل ثلاثة جنود واصابة 28 آخرين بجروح.


مجلس التعاون
■ في دبي، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في مقابلة مع قناة "العربية" السعودية جميع الاطراف الى وقف القتال فوراً ووقف إراقة الدماء.
وقال إن المجلس الوزاري لمجلس التعاون يتابع بقلق وأسف الموقف المتدهور واستمرار القتال.


واشنطن
■ في واشنطن، جاء في بيان للبيت الأبيض ان "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات أعمال العنف غير المنطقية اليوم في اليمن بما فيها الهجوم على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء، الى هجمات أخرى في صنعاء وكل انحاء البلاد".
واضاف: "ندعو جميع الاطراف الى وقف الاعمال العسكرية فوراً والانخراط في عملية منتظمة وسلمية لنقل السلطات السياسية، كما يدعو اليه الاتفاق الذي وضع في رعاية مجلس التعاون الخليجي".



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
UN warns of mass famine in Yemen
War turning Yemen into broken state, beyond repair: UN
UN Yemen envoy says Houthi assault on Marib 'must stop'
Yemen rebels mark 2,000 days of 'resistance' with stacks of cash
More than 20 killed in clashes in northern Yemen
Related Articles
If Paris cash went to Yemen women
Yemen war can be breaking point in EU arms sales to Gulf
The Houthi-Tribal Conflict in Yemen
Yemen peace hanging on fragile truce
Diplomats strive to forge peace in Afghanistan, Yemen
Copyright 2024 . All rights reserved