TUE 22 - 10 - 2024
 
Date: Jun 4, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
المدن السورية تشهد أضخم التظاهرات منذ آذار في "جمعة أطفال الحرية"
عشرات القتلى والجرحى في حماه يوقظون في المدينة الذكريات المؤلمة لأحداث 1982

شهدت سوريا في "جمعة اطفال الحرية" اضخم التظاهرات منذ انطلاق حركة الاحتجاج على النظام منتصف آذار، وتحولت يوماً دامياً وخصوصا في حماه حيث قتلت قوى الامن 34 شخصا على الاقل واصابت العشرات بجروح. كما قتل مدني برصاص قوى الامن خلال تظاهرة في بلدة حاس بمحافظة ادلب، وآخر في الرستن بمحافظة حمص. وتوقع شهود وناشطون حقوقيون ان ترتفع حصيلة الضحايا نظراً الى الجروح البالغة التي اصيب بها البعض.
في حدث يتكرر كل يوم جمعة منذ منتصف آذار، خرج المحتجون أمس من المساجد بعد صلاة، لتقابلهم قوى الأمن التي عقدت العزم على إخماد الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحكم سوريا منذ 11 سنة.


وصرح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له: "قتل ما لا يقل عن 34 شخصا في حماه برصاص قوى الامن، لكن هذه الحصيلة قد ترتفع نظرا الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح بالغة". واضاف ان عدد المشاركين في التظاهرة في حماه فاق الـ 50 الف شخص. ولفت الى ان "تظاهرات اليوم (أمس) هي الاضخم في سوريا منذ بدء الاحتجاجات، على رغم قرار العفو الذي اصدره الرئيس الاسد. هذا يدل على ان الشعب لم يعد يثق بالنظام". وأكد ناشطون ان قوى الامن اطلقت النار "مباشرة" على المتظاهرين قرب مقر حزب البعث في مدينة حماه. وقال احدهم: "لقد اطلقوا النار مباشرة على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعدما اطلقوا النار". وأضاف ان المتظاهرين كانوا يرددون "سلمياً" هتافات تطالب بالحرية وتدعو الى اسقاط النظام.
لكن ناشطاً آخر قال انه قبل اطلاق النار احرق المتظاهرون مكتب حزب البعث في حماه وانه لم يتضح كيف بدأ اطلاق النار.
وتحدث ناشط ثالث عن عدد من القتلى "قد يتجاوز الخمسين". وقال: "ما جرى مجزرة حقيقية".


وابلغ شاهد اسمه عمر "رويترز" من مدينة حماه: "بدأ اطلاق النار من فوق سطوح المنازل على المتظاهرين. رأيت عشرات الاشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والازقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان... يبدو لي كأنه أصيب مئات الأشخاص، لكنني كنت في حال من الذعر وأردت البحث عن ساتر. بدأت جنازات الشهداء فعلا".
في المقابل تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن "نحو 10 آلاف" متظاهر في حماه، وأكد "مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم لمبنى حكومي في حماه وتصدي قوات الشرطة لهم".
ويقول ناشطون انه كان هناك بعض الحالات التي حاول فيها المواطنون مقاومة قوات الأمن باستخدام الأسلحة الشخصية، وحالات اطلقت فيها قوى الشرطة النار على جنود من الجيش رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين.
والاحتجاجات في حماه لها صدى خاص منذ هاجمت قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد المدينة عام 1982 لسحق انتفاضة إسلامية مسلحة، مما ادى الى مقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وسويت أجزاء من المدينة بالأرض.


تظاهرات المناطق
وفتحت القوات السورية النار على تظاهرات في مدينة دير الزور بشرق البلاد وفي منطقة برزة بدمشق. وقال عبد الرحمن: "إن شهيداً سقط في بلدة الرستن بمحافظة حمص حيث شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة".
وفي منطقة البوكمال، على الحدود السورية مع العراق، سجلت اكبر التظاهرات منذ انطلاق الاحتجاجات، ولم تشر التقارير الى حصول أي صدام نظراً الى عدم انتشار قوى الامن في هذه المنطقة. واللافت كان رفع المتظاهرين العلم السوري القديم، الذي تتوسطه ثلاث نجمات، علما أن العلم الجديد تتوسطه نجمتان. وفي حلب، سارت تظاهرة محدودة ضمت العشرات، استناداً الى شهود. وانطلق المحتجون من منطقة سيف الدولة ومن "جامع آمنة".
وفي شمال سوريا، احتشد عشرات الاف الاشخاص اتوا من المناطق المجاورة، في معرة النعمان.
وأفاد الناشط الكردي في مجال حقوق الانسان حسن برو ان اكثر من خمسة آلاف شخص تظاهروا ايضا في القامشلي وراس العين وعامودا. وبثت صفحات المعارضة في موقع "فايسبوك" لقطات فيديو عن تظاهرات في كفرنبل والقامشلي، حيث سمع المتظاهرون يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"الشعب يريد دستور جديد"، وعبارة "آزادي"، التي تعني "الحرية" بالكردية.
وفي الساحل الغربي، قال احد الناشطين ان اكثر من خمسة آلاف شخص تظاهروا في مدينة بانياس الساحلية .وفي الجنوب، اطلقت قوى الامن النار في الهواء لتفريق تظاهرة في جاسم قرب درعا مهد

 

الاحتجاجات
واحتشد آلاف المتظاهرين ايضا في دمشق والقرى المجاورة، كما قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي.
وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان "مئات الاشخاص" احتشدوا في حماه وتحدثت عن تجمعات في محافظة ادلب.
في هذه الاثناء، توقفت خدمة الانترنت صباحا في معظم المدن وخصوصا دمشق واللاذقية.
وكانت خدمة الانترنت قطعت يوماً مطلع نيسان بسبب عطل نجم عن الضغط عل الشبكة، استنادا الى شركة الاتصالات السورية.
وكان الناشطون المطالبون بالديموقراطية دعوا الى تظاهرات امس الجمعة تكريما للاولاد "الشهداء" الذين سقطوا خلال التظاهرات، على ان تبدأ بعد صلاة الجمعة.ويقول صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" ان 30 ولدا على الاقل قتلوا بالرصاص منذ بداية الاحتجاجات في 15 آذار.


تنديد دولي 
في نيويورك، رأى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ان تصاعد اعمال العنف في حق المتظاهرين في سوريا يثير "الصدمة".
في باريس صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: "على رغم الاعلانات عن العفو ورفع حال الطوارئ، تستمر الانتهاكات الكثيفة لحقوق الانسان والحريات وتتفاقم". وقال ان باريس "تدعو السلطات السورية الى وقف اعمال العنف الوحشية هذه، وتطبيق اصلاحات تتسم بالصدقية واجراء حوار سياسي وطني شامل. وتدعو شركاء سوريا الى حشد جهودهم للتنديد بالاعمال غير المقبولة التي يجب ان تتوقف".


داود أوغلو 
في أنقرة، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو بأن بلاده تتبع سياسة متوازنة حيال منطقة الشرق الأوسط . وقال في مقابلة تلفزيونية : "إننا نريد الأفضل دائما لسوريا، ولا نريد التدخل في شؤونها الداخلية، وستكون تركيا في مقدم البلاد التي تتضرر من مناخ الفوضى في سوريا بحكم الجوار بين البلدين، ومن هذا المنطلق لم يكن ممكنا بالنسبة الى تركيا أن تقف صامتة أو متفرجة على ما يجري من تطورات هناك، وقد أعلنا تأييدنا للخطوات الإيجابية التي تُتخذ، مثل قرار العفو العام عن السجناء السياسيين" .
وعن استضافة تركيا مؤتمر المعارضة السورية في مدينة أنطاليا بجنوب البلاد، قال إن "هذا أمر ربما أزعج الإدارة السورية، لكن تركيا هي بلد ديموقراطي على أي حال" ... إذا أرادت الجماعات المؤيدة للرئيس السوري أن تجتمع في تركيا فلا يستطيع أحد أن يمنعها من ذلك . وأضاف: "نريد لتركيا أن تكون دولة مرجعية ومرموقة، يستطيع كل الأطراف أن يلتقوا فيها، حيث تتمازج الأفكار ويتم تبادل الآراء ووجهات النظر بكل حرية ".


توقعات إسرائيلية
في تل ابيب، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، أن "الأسد أخذ يضعف وقد يستغرق الأمر بضعة اشهر أو سنة ونيّفاً، لكن النظام لن ينجح على ما يبدو في النهوض، وأربعون عاما لحكم عائلة الأسد في طريقها الى الانتهاء". وأضاف أن "الأسد فقد الشرعية في نظر أبناء شعبه، ولذلك يبدو أن مصيره قد حُسم وكل نهاية أسبوع تجري فيها التظاهرات تزيد وضعه خطورة". ولاحظ أن المعضلات التي يواجهها النظام السوري تراوح بين "المزيد من التنازلات للمتظاهرين التي تفسر على انها ضعف وتؤدي في نهاية المطاف إلى تزايد المحاولات لإسقاطه، واتخاذ وسائل أكثر عنفا لقمع الاحتجاجات التي من شأنها التعجيل في سقوطه". وعبر عن اعتقاده انه ليس "لديه احتمال (للبقاء) أمام المعارضة، وهذه نهاية حكمه".
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

 



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved