SAT 19 - 10 - 2024
 
Date: Jun 2, 2011
Source: جريدة الراي الكويتية
صعود الشباب السوري في أنطاليا وانقسام حول انتخاب هيئة تمثيلية
ناشطون من الداخل ضد النظام ينقلون مشاهداتهم ومعاناتهم

| انطاليا (تركيا) - من حسين عبد الحسين |

 

في سورية، كما في مصر وقبلها تونس، ثورة يقودها الشباب. وفي مؤتمر انطاليا للمعارضة، الذي يختتم اعماله اليوم، يتصدر الشباب كذلك. الاعلام الغربي والعربي يلاحقهم، فآخر الاخبار من داخل سورية بحوزتهم، وهم يرون قصص المواجهات ويعرفون ادق التفاصيل. وهم مثاليون، يبتعدون عن الاعيب السياسيين، ويصرون على مضيهم في ثورتهم حتى نجاحها.
يقول عمر المقداد، الناشط الشاب، الذي غادر درعا منذ اسابيع قليلة ويشارك في المؤتمر، ان محافظة درعا هي خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد حاليا. ويروي لـ «الراي» ان لا وجود للمؤسسات الحكومية او لمقار حزب البعث او الامن السياسي او المخابرات في المحافظة.


«نظام الاسد موجود فقط بدبابته وعناصر الجيش التي تتصرف بمثابة احتلال في الشوارع، لذا قمنا بمناصرة حماة الديار (اي الجيش) بأن يتخلى عن النظام وينحاز الى المتظاهرين»، على حد قوله.
هذه واحدة من قصص كثيرة تغيب عن الاعلام ويرويها لنا عمر، الذي خدم في الجيش واكمل دروسه في قسم العلوم السياسية في جامعة دمشق. «كثيرون مثلي يريدون حريات وحقوقا سياسية، ولذلك خرجنا نطالب بالتغيير».


يقول عمر ان الشباب السوري اثبت حنكة تفوق فيها على اجهزة الامن. «قطعوا ارسال الخليوي، فصرنا نستخدم شبكة زين الاردنية... قطعوا الكهرباء، صرنا نرمي ببطاريتين في كوب ماء ثم نصل الكوب الى الخليوي فيتم تعبئة بطاريته لاستخدامها في التصوير وتحميل الصور والتواصل مع العالم الخارجي».
يتابع ان هناك الكثير من الاساليب التي يستخدمها الشباب في الداخل، والتي لن يفضحها امام الاعلام كي «لا يحرقها» وكي «يسمح للشباب بالاستمرار باستخدامها في تنظيمهم المستمر للتظاهرات المطالبة بتنحي بشار (الاسد)».
يتوقع عمر ان تنجح «الثورة السورية حتى لو اخذت المزيد من الوقت»، ففي «مصر قالوا انه من غير الممكن الاطاحة بنظام لديه مليوني عنصر مخابرات، ولكن المصريين نجحوا، ونحن في سورية سننجح، والتظاهرات الاسبوعية ستستمر وسيزداد عدد المتظاهرين».


عمر يستبعد نشوب حرب اهلية. «انا خدمت في الجيش خدمتي الالزامية... اكثرية الجنود هم من الشعب، ولن يستمروا باطلاق النار على اهلهم، حتى لو اصر بعض الضباط على ذلك». ويقول عمر انه رأى اوامر بعض الجنود، وهي «أمرتهم باطلاق النار على اسرائيليين او ارهابيين، وعندما لم يجد الجنود الا اهلهم امامهم في الشوارع، رفضوا اطلاق النار، فتمت اعدامات بحقهم».
ويضيف: «بعض الجنود فروا وتم اطلاق النار عليهم اثناء فرارهم، ووصلوا الى بيوت آمنة وتمت معالجتهم وهم في اماكن آمنة وبعيدة عن ايدي النظام». كما ينفي وجود «اي طابع طائفي او ديني»، ويقول: «جاء مسيحيون كثر وقضوا معنا ليلة ما قبل التظاهرات في المساجد... كما فتحوا كنائسهم لنختبئ فيها وقاموا بمعالجتنا».
اسامة، الذي يتجنب ذكر اسم عائلته، يقول ان «بعض الحركات السياسية، ومنها الدينية، تحاول ان تصورنا وكأننا جزء منها». ويضيف: «هذا غير صحيح، هذه الحركات في واد، ونحن في واد آخر... هم ديناصورات وقد التصق بهم الغبار».


ويروي اسامة ان في احد اجتماعات المؤتمر المخصصة للشباب، حاول البعض من غير الشباب المشاركين «القوطبة علينا... لم نسكت له، فلا صغير ولا كبير بيننا، كلنا مواطنون ولنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات».
اسامة، الذي يعمل بجد منقطع النظير في احدى ابرز «وسائل اعلام الثورة» على موقعي «فايسبوك» و«يوتيوب»، يقول: «خسرنا ثلاثة شباب منا في الداخل بعد ان كشفهم الامن واعتقلهم وقام بتعذيبهم ثم قتلهم».
ويقول الشباب انهم لا يمانعون من اشراك «الخارج» في ثورة الداخل، «لذا نشارك في هذا المؤتمر، ونعلم ان كثيرين داخل سورية يعولون عليه وينتظرون نتائجه». لكن «الاساليب تختلف اليوم عن الماضي»، حسب عمر واسامة، و«المطلوب ثورة بمواصفات حديثة كالتي يقوم بها الشباب والشابات السوريون حاليا، ثم مجموعة عصرية لتقود المرحلة الانتقالية بعد رحيل بشار (الاسد)، ثم حكومة سورية منتخبة وعصرية على حجم تطلعاتنا».
بيد ان بعض المعارضين قد يكونون متخلفين عن اللحاق بشبابهم وبمن يقودون ثورتهم داخل سورية ومشغولين بأمور شكلية.


وفي هذا السياق، علمت «الراي» ان انقساما وقع ولم يتم حسمه بعد بين المؤيدين لانتخاب المؤتمر لهيئة منبثقة عنه، وبين المعارضين لها. وفي الاسباب ان المؤيدين للانتخاب وعدوا بتوقيع وثيقة تقضي بعدم مشاركتهم في حكومة انتقالية بعد الاسد، فيما اعتبر المعارضين للانتخاب ان هذا الترتيب ما زال مبكرا الحديث عنه، وان الانتخاب قد تشوبه مشاكل تقضي في تحديد من يحق له الانتخاب. بالاضافة الى ان اي عملية انتخابية ممكن ان تؤدي الى انشقاقات او توتر بين المشاركين.
وفي الوقت الذي كثف فيه المشاركون مباحثاتهم من اجل التوصل الى حل لقضية التصويت والنص النهائي للبيان الختامي، واصل الشباب والشابات لقاءاتهم، ومعظمهم يلتقون وجها لوجه للمرة الاولى بعد معرفة عبر الانترنت، وعكف المنظمون والممولون المشاركون على تأمين المساحة الاكبر لهؤلاء الشباب وشؤونهم.


مؤيدون للنظام يتظاهرون... احتجاجا

«المؤتمر السوري للتغيير» يدعو  الى إسقاط النظام ومحاكمة الأسد في لاهاي 

 

انطاليا (تركيا) - ا ف ب، يو بي اي - بدأ مؤتمر المعارضة السورية اعماله في انطاليا صباح امس، بحضور نحو 300 شخص، متجاهلا العفو الرئاسي الذي اعلنه الرئيس بشار الاسد عن السجناء السياسيين، في حين دعت غالبية الخطباء إلى إسقاط النظام ومحاكمة الأسد أمام محكمة لاهاي.
وحده رئيس وفد «الاخوان المسلمين» ملهم الدروبي اشار الى العفو الرئاسي في كلمته، الا انه دعا الحاضرين الى «عدم الالتفات اليه».
وقال، «ننظر الى المرسوم 61 الذي اصدره بشار بالامس (الثلاثاء) بعين الريبة اذ جاء متأخرا وغير كاف واتساءل من يحتاج للعفو حقيقة ابناء سورية الاحرار ام من قام بقتلهم»؟
وفي تصريح لـ «فرانس برس»، اضاف ان «مرسوم العفو الذي صدر بهذا التوقيت هدفه التشويش على مؤتمر انطاليا وقد يكون الاسد ظن ان هذا القرار يمكن ان يمثل رشوة للاخوان او غيرهم».


وعن امكانية الحوار مع النظام، قال الدروبي «قبل اي حوار على الرئيس السوري ان يفرج عن جميع المعتقلين وان يعيد الشبيحة والامن والجيش الى ثكناتهم وان يسمح بالتظاهرات السلمية وان يعتذر من ذوي الشهداء، فاذا قبلوا اعتذاره ننظر في مسالة المشاركة في طاولة مستديرة».
وقال عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر، ان «النظام لا يقدم اي تدابير ثقة رغم كل ما يدعيه عن الحوار ولا حوار معه الا بعد توقف المذابح». واكد ان «الشعب يريد اسقاط النظام».


وجرى المؤتمر وسط اجواء حماسية حيث كانت كلمات الخطباء تقاطع دائما بهتافات من قبل الحضور مثل «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد» و»الشعب يريد اسقاط النظام» و«يا بشار ما منحبك ارحل عنا انت وحزبك» و«اسلام ومسيحيي كلنا بدنا حرية».
كما توزعت في قاعة المؤتمر صور عملاقة لقتلى سقطوا في مدن سورية عدة خصوصا في درعا، وجثثهم ملطخة بالدماء.
وكان المسؤول الاعلامي في المؤتمر الشاب محمد دغمش (25 عاما) افتتح اعماله نحو الساعة 9،30 (6،30 تغ) فانشد الجميع النشيد الوطني ثم وقفوا دقيقة صمت حدادا على «ارواح شهداء الثورة».


والقى رجل الاعمال غسان عبود صاحب قناة «اورينت» كلمة ترحيبية اعلن فيها ان «قرارنا ان ننبذ كل الخلافات لاننا نريد الوصول الى وطن كريم».
واكد الشيخ محمد مراد الخزنوي ابن العلامة الكردي محمد معشوق الخزنوي ان «ما نطمح الى تحقيقه مطلب شرعي ومساندتكم للثورة امر شرعي لكن هذا لا يعني اننا نبغي اقامة امارة اسلامية».
واضاف وسط تصفيق الحضور، «ندعو الى دولة القانون ودولة ديموقراطية ليبرالية علمانية على اساس فصل الدين عن الدولة وليس معاداة الدولة للدين».
اما فراس الغنام (19 عاما) الناطق باسم ائتلاف صفحات الثورة السورية ضد نظام الاسد على «فيسبوك»، فقال «لسنا ابطال المعارك. ابطال المعركة في الداخل (...) ولا نتبع لاي جهة ولا لاي جماعة ولا لأي حزب».


كما القى ضياء الدين دغمش، الناطق باسم «شباب التعبئة» كلمة، وهو احد الناشطين في الداخل الذين خرجوا قبل ايام من سورية للمشاركة في اعمال المؤتمر.
والقى صلاح بدر الدين كلمة باسم «الاكراد الاحرار» وسط هتافات الكثير من المشاركين الاكراد الذين كانوا يهتفون «ازادي» اي كلمة الحرية بالتركية.
واكد، «نعمل جميعا على تحقيق الهدف الاساسي وهو اسقاط النظام».
كما القى الشيخ عبد الاله ثامر طراد الملحم من مشايخ عشيرة العنزة كلمة.
ورفعت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نحو الساعة 11،00 (8،00 تغ) واستؤنف المؤتمر اعماله نحو الساعة 12،00 (التاسعة تغ) في جلسة مغلقة.
في المقابل، تظاهرت مجموعة من المؤيدين لنظام الأسد اعتراضاً على «المؤتمر السوري للتغيير».
وأفادت «وكالة الأناضول للانباء» بأن مجموعة من 135 شخصاً من سورية ومحافظة انطاكيا تجمعوا قرب فندق «مادي»، بنية الاحتجاج ضد مؤتمر المعارضة.
ولم تسمح القوات الأمنية التركية للمحتجين بالتوجه إلى الفندق.
واضافت الوكالة التركية بأن المؤتمر سيطلق اعلاناً كـ «خريطة طريق» لسورية، كما سيجري خلاله تأليف لجنة إدارية من 31 شخصاً.
كما يعقد معارضون مؤتمراً في بروكسيل في الرابع والخامس من يونيو الجاري، قالوا انه يهدف الى دعم الحراك الشبابي لاقامة دولة مدنية حديثة في سورية.



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved