عواصم - وكالات - قتل خمسة مدنيين واصيب العديد من الاشخاص، امس، في سورية، بنيران قوات الامن في مدينتي الرستن وتلبيسة قرب حمص (وسط) اللتين يحاصرهما الجيش منذ الفجر. يأتي ذلك، فيما دعا النشطاء إلى جعل اليوم الاثنين، يوما لإحراق صور الرئيس بشار الأسد «في كل مكان في سورية والعالم، احتجاجا على القتل والقمع والظلم». وقال ناشط حقوقي رافضا كشف هويته، ان «خمسة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن» في هاتين المدينتين غير البعيدتين من حمص. واضاف: «تم نقل اكثر من مئة جريح الى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص»، ثالث كبرى المدن السورية والتي تبعد 160 كلم شمال دمشق. وكان النظام السوري الذي يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة ارسل في الاسابيع الاخيرة الجيش الى العديد من المدن وخصوصا تلكلخ (150 كلم شمال غرب دمشق) وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) ودرعا (جنوب) التي شكلت مهد التظاهرات. وكان الناشط قال لـ «فرانس برس» في وقت سابق ان «عشرات الدبابات طوقت مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا» الواقعة بين حمص وحماة. وقال ان «الدبابات تقطع الطريق السريع التي تربط بين حمص وحماة، عند البلدات المحاصرة».
وقال أحد سكان الرستن اتصلت به «رويترز»، ان قوات مدعومة بالدبابات طوقت الرستن صباحا، وبدأت في اطلاق نيران أسلحة ثقيلة في شوارع المدينة التي يسكنها 80 ألف نسمة. واضاف الشاهد، وهو محام رفض نشر اسمه، «هذا محض انتقام»، في اشارة الى الاف المحتجين الذين طالبوا يوم الجمعة باقالة الاسد. وتقع الرستن في منطقة زراعية على الطريق الرئيسي السريع في الشمال الممتد بين دمشق وحلب، ثاني اكبر المدن السورية. وقال المحامي ان الانترنت وامدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الارضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت في خطوة يستخدمها الجيش في العادة قبل اقتحام المدن. بدوره، قال رامي عبد الرحمن رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» في اتصال هاتفي من لندن ان جنودا انتشروا في محيط تلبيسة. واضاف: «بدأت عمليات تفتيش في هذه المدينة» التي شهدت مساء الجمعة تظاهرة كبيرة مناهضة للنظام.
وحذر النشطاء على موقع «الثورة السورية» على موقع «فيسبوك» من انتشار القناصة في شكل كثيف على أسطح المباني المرتفعة، وتهديدهم للأهالي بأن كل من يخرج من بيته سيتم قتله مباشرة. وقال النشطاء إن أصوات القذائف تسمع داخل تلبيسة، وتم قطع الكهرباء وخدمة الاتصالات الأرضية عن المدينة منذ فجر امس، ما أثار تخوفا من هجوم الجيش وقوى الأمن. وأوضحوا أن الأمن قام باختطاف عدد من المصابين لدى وصولهم إلى المشفى الوطني في حمص، وتم نقلهم إلى جهة غير معلومة. واضاف رئيس «المرصد»، أن حماة «شهدت الليلة (قبل) الماضية تظاهرات للتنديد بمقتل الصبي حمزة الخطيب (13 عاما) وجرى تفريقها بالمياه والقنابل المسيلة للدموع من قبل الأجهزة الأمنية وسُمعت خلالها أصوات اطلاق رصاص، كما جرت تظاهرات ليلية في كل من اللاذقية وبلدة بنش وبعض القرى في محافظة ادلب، وفي محافظة ديرالزور، وفي حي القابون في العاصمة دمشق، وفي الجيزة في محافظة درعا، اضافة إلى تلبيسة والرستن».
وقال «إن الناشط السياسي محمد عوض العمار أُحيل اليوم (امس) على القضاء في دمشق، بعد ما كان اطلق مبادرة من خلال توجيه رسالة قبل أكثر من شهر تدعو إلى اخراج سورية من المأزق الذي تمر فيه والتقى مسؤولاً عسكرياً رفيع المستوى وناقش معه مبادرته». واضاف أن الأجهزة الأمنية «اعتقلت العمار لاحقاً في محافظة درعا واحالته إلى القضاء بتهم تعكير صفو الأمة والنيل من هيبة الدولة ونشر أنباء كاذبة».
وفي بلدة دير الزور، في شرق سورية، قال شاهد ان رجلا واحدا على الاقل أصيب السبت، عندما فتحت قوات الامن النار، لتفرقة تظاهرات ليلية. واضاف الشاهد، وهو من سكان المدينة في مكالمة هاتفية، «كنت أسمع أصوات الاعيرة النارية والمحتجين وهم يهتفون - الشعب يريد اسقاط النظام - في الوقت ذاته». وبثت قناة «الجزيرة»، صورا لخمسة من جنود الجيش ينزفون في انتظار تلقي العلاج. وقال ناشطون حقوقيون إن الخمسة رفضوا طاعة أوامر قادتهم بقتل المتظاهرين العزل في مدينة درعا، فما كان من زملائهم الجنود إلا أن أطلقوا النار عليهم. من ناحية اخرى، ذكرت «المنظمة الوطنية لحقوق الانسان» ان السلطات السورية اقدمت في مطار دمشق في 23 مايو الجاري، على الاعتقال «التعسفي» بحق عضو المنظمة الدكتور احمد الخفاجي (51 عاما) من التابعية العراقية. واوردت في بيان تلقت «يونايتد برس انترناشونال» نسخة منه، امس، انه بعد محاولات عدة من الجانب العراقي بقصد الإفراج عنه، أصرت السلطات السورية على أن الخفاجي ليس لديها.
«الأزهر» يدعو إلى حقن الدماء في سورية وليبيا واليمن
دعا الأزهر الشريف، المصريين إلى التوحد حول غاية واحدة، هي تمهيد الطريق أمام مصر لتتابع مسيرتها إلى المستقبل المشرق الذي يرجوه لها الجميع، مجددا دعمه لثورة 25 يناير. وحذر في بيان عقب اجتماع طارئ لمجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب أول من أمس، من مخاطر الفوضى الحادثة الآن، مشددا على أنه «في هذه المرحلة الدقيقة من تاريح مصر يجب الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية والنظر بعين الرعاية إلى مصلحة الوطن». وأعرب المجمع عن قلقه البالغ «لانجراف بعض ردود الأفعال بين بعض الأطياف والفئات أو وسائل التعبير في مصر إلى ممارسات تعود على الوطن بأوخم العواقب وأفدح الأضرار». عربيا، جدد الأزهر، مناشدته لأولي الأمر والشعوب العربية الشقيقة في سورية واليمن وليبيا، بأن يسارعوا إلى حقن الدماء وصون الأعراض والحفاظ على وحدة الوطن، وأن يبذلوا غاية الجهد في البحث عن مخرج آمن من هذا المأزق الخطير، وحلول عملية تضمن حقوق المواطنين في أن يعيشوا حياتهم في أمن وسلام على أرضهم وبين أهليهم وذويهم ويحققوا طموحاتهم في الإصلاح والتغيير. وأكد أن الذي يحدث في الدول الثلاث «لا يليق بمكانة الأمة العربية والإسلامية ولا بتاريخها ولا بحضارتها».</< p></< div>
|