يؤكد خبراء ان الجيش السوري يبرهن منذ بدء حركة الاحتجاج الشعبي على ولاء لا يتزعزع للرئيس بشار الاسد، لكن من غير المستبعد ان يتخلى عن النظام في نهاية المطاف. وقال اندرو تيريل، المدرس في معهد «يو اس ارمي وور» (الكلية العسكرية الاميركية)، ان «الجيش مبني ليكون مواليا للنظام». واضاف ان القوات الخاصة في الفرقة الرابعة للجيش والحرس الجمهوري المشاركين في قمع التظاهرات يقودهما شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد، وتابع ان «الجيش يخضع ايضا لمراقبة قوات الامن السورية»، «والفعالة جدا جدا في ما تفعله». ورأى تيريل ان «الامر لن يحدث كما في مصر حيث بدأ الجيش يصدر صوتا مستقلا ويقول للنظام ما عليه فعله».
وقد تنضم بعض العناصر الى المتظاهرين الذين يمدون لهم ايديهم، لكن «مجموعة غير منظمة» من المتمردين يمكن ان تصطدم مع الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري. وتابع: «قد يصبحون في وقت ما وبعد نضال طويل قادرين على دحر الفرقة الرابعة لكنه ليس أمرا سيحدث بين ليلة وضحاها»، مشيرا الى ان ذلك يمكن ان يسبب حربا اهلية دامية. من جهته، يقول المنشق السوري عمار عبد الحميد، الذي يدير مؤسسة ثورة المتمركزة في واشنطن، ان «الجنرالات قد يبدأون بمراجعة حساباتهم وعلاقاتهم مع نظام الاسد» اذا اتخذت الولايات المتحدة موقفا مباشرا مع المتظاهرين. واشار الى ان واشنطن والعواصم الغربية دعت حتى الآن الرئيس الاسد الى قبول الاصلاحات او مغادرة السلطة ما يتطلب تعزيز الاصلاحات. واضاف «انها ليست ثورة للسنة ضد العلويين. انها ثورة سورية ضد فساد (...) ونريد ان يلعب الجيش دورا في العملية الانتقالية». وتابع ان الجيش يمكنه ان يكون «حامي مصالح الاقلية» خلال الانتقال.
اما عهد الهندي، من منظمة حقوق الانسان «سايبر.ديسيدنت.اورغ» فتذهب ابعد من ذلك. وتقول ان «الجيش يمكن ان يكون العنصر الاكثر رغبة في الانضمام الى الانتفاضة في النظام». وتضيف في مقال في مجلة «فورين افيرز»، ان «عددا كبيرا من كبار الضباط علويون لكن غالبية الجنود ليسوا كذلك». وتتابع ان «الجنود يمكن ان يقوموا بعصيان ويجبروا قادتهم على الانقلاب على الاسد». وقالت «لكن لاقناع الجيش بتغيير موقفه يحتاج المنشقون الى مساعدة الاسرة الدولية» التي عليها فرض عقوبات محددة الاهداف للتسبب في فرار عناصر وتعزيز الانقسامات بين الجيش وفرق النخبة التي يقودها ماهر الاسد. من ناحية ثانية، صرح رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي، لـ «فرانس برس»، امس، بان 12 شخصا قتلوا بنيران قوات الامن اثناء مشاركتهم في تظاهرات «جمعة حماة الديار»، في حين جرت تظاهرات، في «سبت الشهيد حمزة الخطيب»، (13 عاما) الذي عرضت صور جثته المشوهة على وسائل اعلام عدة. ويؤكد نشطاء، ان الفتى الخطيب، قضى تحت التعذيب على ايدي السلطات الامنية في درعا (جنوب). ودعوا الى تظاهرات يومية.
|