ارتفعت حصيلة قتلى المتظاهرين في "جمعة حماة الديار" في المدن السورية برصاص قوات الامن الى 12، في حين حاصر الجيش امس مدينة الحراك في ريف درعا ويقوم بعمليات بحث عن فارين من صفوفه في داعل. ووجهت المعارضة دعوات جديدة الى التظاهر، بينما نفت انقرة اي علاقة لها بمؤتمر المعارضة الذي سيعقد الثلثاء في مدينة انطاليا التركية.
افاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي ان "مواجهة السلطات السورية للمتظاهرين باطلاق النار ادى الى سقوط 12 شهيداً (اول من) امس في مدن سورية عدة". واورد لائحة باسماء القتلى تظهر سقوط اربعة منهم في داعل في ريف درعا وثلاثة في قطنا في ريف دمشق واثنين في ادلب وقتيل في الزبداني في ريف دمشق وقتيل في حمص وقتيل في اللاذقية. وميدانيا، افاد ناشط حقوقي فضل عدم ذكر اسمه "ان الجيش يحاصر مدينة الحراك" في ريف دمشق، مرجحا "ان يكون ذلك تمهيدا لقصفها". واضاف ان "الجيش انسحب من مدينة داعل" غداة مقتل اربعة متظاهرين فيها برصاص رجال الامن الجمعة، مشيرا الى "حملات تفتيش تجري في المدينة بحثاً عن فارين من الجيش التجأوا اليها". وبث التلفزيون السوري أن جماعات مسلحة قتلت تسعة اشخاص من الشرطة والمدنيين الجمعة.
الى ذلك، اعلن رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير المحامي خليل معتوق ان المعارض والقيادي في التجمع الوطني الديموقراطي مازن عدي المعتقل منذ 11 أيار احيل على القضاء "بتهمة الانتساب الى جمعية سرية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والسياسي والاجتماعي". واضاف: "كما وجهت اليه تهمة النيل من هيبة الدولة واثارة النعرات الطائفية والمذهبية وذلك على خلفية انتسابه الى حزب الشعب واتصال وسائل الاعلام به لمعرفة رأيه حول التظاهرات" التي تشهدها البلاد منذ 15 آذار .
دعوة الى التظاهر وتزامنت هذه الاحداث مع دعوة جديدة لناشطين على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الى التظاهر تضامنا مع الفتى حمزة الخطيب (13 سنة)، مؤكدين انه قضى تحت التعذيب على ايدي السلطات الامنية في درعا . وسلمت السلطات جثة الفتى الى ذويه الاربعاء وعليها آثار تعذيب بحسب صور نشرتها مواقع عدة. كما وضع الناشطون صورة الخطيب على واجهة صفحة "الثورة السورية" مع عبارة "لن نسكت ابدا". وقال ناشط ان "قوات الامن السورية اعتقلت والد الصبي علي الخطيب"، مرجحا ان يكون ذلك من اجل "اجباره على الادلاء بتصريحات كاذبة". وحمل "المسؤولية الكاملة للنظام إن حصل أي مكروه لأبي حمزة".
واعتبر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع "وكالة الصحافة الفرنسية" "ان ما يجري من حالات تعذيب في الملعب البلدي في درعا وغيرها لا يمكن السكوت عنها". واكد "وجود سبعة جثامين لاشخاص قضوا تحت التعذيب، وبعضها تعرض لكسر في الرقبة في المشفى الوطني في درعا". وتحدث عن "شهادات حية لاشخاص مازالوا على قيد الحياة الا انهم تعرضوا للتعذيب الشديد خلال اعتقالهم"، مشيرا الى ان هذه الحالات تحصى بالمئات. كما اشار الى "اعتقال اعضاء الوفد الذي شكل من بانياس للتفاوض مع الحكومة" قائلاً انهم "يتعرضون للتعذيب". ومن بين اعضاء الوفد رئيس بلدية بانياس وبعض وجهاء المدينة.
مساعدة ايرانية ونقلت صحيفة "الواشنطن بوست" عن مسؤولين اميركيين ان ايران ترسل حاليا مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات المناوئة للحكومة، التي تهدد اكبر حليف لها في المنطقة. واكدت ان ارسال هؤلاء المدربين والمستشارين يضاف الى المساعدة المنتظمة التي تقدمها طهران الى دمشق والتي لا تقتصر على معدات مكافحة الشغب فحسب، بل اجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام الرئيس بشار الاسد بملاحقة مستخدمي شبكتي "فايسبوك" و"تويتر".
داود اوغلو ▪ في أنقرة، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأن بلاده تريد تنفيذ الإصلاحات في سوريا من طريق الرئيس الأسد . وأبرز في مقابلة مع قناة " تي في نت " التركية أهمية موقع سوريا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقع وسط ثلاث مشاكل هي العراق ولبنان وفلسطين، لافتا إلى أن وضع سوريا يختلف تماما عن ليبيا من حيث المفهوم العرقي والمذهبي. وشدد على أن تركيا تولي تحقيق الاستقرار في سوريا أهمية بالغة، وأنها ستقدم الدعم الى الرئيس السوري لإنجاز الإصلاحات وتنفيذ عملية التحول التي يحتاج اليها الشعب السوري . واعتبر أن "الأسد يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي وفي سوريا، ويختلف عن رؤساء مصر وتونس وليبيا لكن تنقصه الإرادة القوية، إلى عوامل أخرى تؤثر على قراراته ومواقفه" لم يذكرها .
وأكد أن تنفيذ الإصلاحات الشاملة في سوريا بنجاح سيؤثر في شكل إيجابي على المنطقة كلها، و"كان بمقدور سوريا أن تصير نموذجا لدول المنطقة لو أنها نفذت الإصلاحات العام الماضي". وأشار الى أن الأسد جدد عزمه على تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اول من امس. ونفت مصادر في الخارجية التركية وجود أي علاقة لأنقرة بمؤتمر المعارضة السورية الذي سيعقد في مدينة أنطاليا الثلثاء المقبل. ولفتت إلى عدم ارتياح الحكومة السورية بسبب موافقة تركيا على استضافة 300 من الشخصيات السورية المعارضة للنظام ممن يعيشون خارج البلاد. وأكدت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا أنها ستشارك في اجتماعات "المؤتمر السوري للتغيير" في أنطاليا، وأن صفتها ستكون رقابية وليست تنظيمية. و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
|