TUE 21 - 1 - 2025
 
Date: May 28, 2011
Source: جريدة الراي الكويتية
فايز سارة لـ «الراي»: لن يحدث فراغ إذا تغيّر النظام في سورية
مقابلة / «توافق كبير في المعارضة الداخلية والخارجية على رفض التدخل العسكري»

| بيروت - من ريتا فرج |

أكد الكاتب والمعارض السوري فايز سارة، أن الحل الأمني لن يؤدي الى وقف الحركة الاحتجاجية في الشارع، داعياً النظام الى «تطبيق الحل السياسي واتخاذ اجراءات اصلاحية»، ومعتبراً «ان مبادرة اطلاق الحوار من السلطة ليست جدية»، ومستبعداً حصول أي فراغ سياسي في حال تغيّر النظام.
وجاءت مواقف سارة في حديث الى «الراي» في ما يأتي نصه:

 

• بعد مرور أكثر من شهرين على الحركة الاحتجاجية، ما أفق تحرك الشارع في ظل استمرار القبضة الأمنية؟
- من الواضح أن الشارع السوري لن يتراجع عن قيادة الحركة الاحتجاجية، التي تتوسع في كل المناطق. الحل الأمني لن يكون له أي فعالية، بل على العكس سيؤدي الى تمدُّد التظاهرات. وفي رأيي انه إذا لم تتجّه السلطة نحو الحل السياسي عبر اتخاذ اجراءات ذات طبيعة اصلاحية، وإذا لم تطلق مبادرات حقيقية، لا يمكنها إقناع الشارع بالتوقف. فحركة الاحتجاج الى تزايد والى انتشار في عدد كبير من المدن السورية، باستثناء عمق دمشق، فالعاصمة في كل دول العالم الثالث تمثل ثقل الحركة السياسية والديبلوماسية والثقافية، ما يؤدي الى تفعيل القبضة الأمنية عليها.


• ثمة من يعتقد أن غياب البديل المعارض يدعم بقاء النظام. هل المعارضة في اطار صوغ بنية أكثر تماسكاً وتقديم برنامج موحد؟
لا أرجح حصول فراغ سياسي في سورية في حال تغيّر النظام، والدليل على ذلك ما حصل في مصر وتونس. وسورية لن تكون مختلفة، ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في تونس ومصر، تساءل الكثيرون عن البديل السياسي في حال سقوط النظام، لكن اتضح أن الفراغ تمت معالجته. إذا وقع أي تغيير في سورية فلن يحدث أي فراغ، على قاعدة أن المجتمعات لا تنتظر. السوريون مع احترامي للجميع لا يحبون الصدامات، وهم أناس يحبون الحياة، وكل أطياف المعارضة السورية من التجمع الديموقراطي الى الحركة الكردية الى الحركة الآشورية وغيرها، لديها اتجاهات قومية وليبرالية ويسارية، وحتى حركة الاخوان المسلمين لديها برنامج سياسي أعلنت عنه، وهو برنامج ليبرالي، والاخوان في سورية ما عادوا كما في السابق، وكانوا من أبرز موقّعي إعلان دمشق للتغيير الديموقراطي الذي يحتوي على تحالف واسع من الشيوعيين والليبراليين والقوميين.


• رغم إطلاق النظام الحوار الوطني مع المعارضة، لم يتحقق أي تقدم حتى الآن. لماذا؟ وما المدخل لحوار من هذا النوع بالنسبة لكم؟
أريد أن أسأل النظام نفسه أين أصبحت مبادرة الحوار الوطني؟ في رأيي ليست هناك جدية لمتابعة الحوار. فكرة الحوار جيدة، لكن ما مضمون الحوار وما بيئته؟ حتى الان يتعلق الأمر بفكرة، وعندما تتوافر الظروف المؤاتية نقرر. مطالب المعارضة بالدرجة الأولى تتمثل بالوقف الفوري للحل الأمني والعمل على تفعيل الحل السياسي.


• في ظل غياب الإعلام عن تغطية الاحداث بسورية، هناك انطباعات متناقضة عن حركة الشارع لجهة ادارتها. هل الحركة الاحتجاجية تحرك عفوي أم ان هناك جهات منظمة لها؟
حركة الشارع بسورية لها طابع عفوي في جزء كبير منها، ومع الوقت بدا أنها تتخذ شكلها التنظيمي ولكنني لا أعلم حجمها.


• كيف قاربتم العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على الرئيس بشار الأسد وقيادات النظام؟
المعضلة الأساسية للمشاكل الداخلية والخارجية تتمثل في المسألة الأمنية. مشكلة النظام مع الخارج ليست نتاج اللحظة وكذلك بالنسبة الى الشعب السوري. وفي رأيي أن المجتمع الدولي والنظام السوري كلاهما يملكان المفاتيح السلبية والايجابية، وكلما جرى تقارب بين الطرفين قد يساعد هذا التقارب على حل الأزمة الداخلية. سورية دفعت فواتير على المستويات الاقتصادية والسياسية والاقليمية بسبب الملف العراقي والعلاقة مع حزب الله ومع ايران.


• بعدما اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما أن أمام الرئيس الأسد فرصة لقيادة التغيير أو التنحي هل تتوقعون موقفاً دولياً أكثر حزماً في ظل استعصاء النظام على الاصلاح؟
حول هذه المسألة لا يمكن الحديث عن توقعات أكثر جذرية، لأنها تتوقف عند طبيعة هذا الغضب الدولي وأسبابه. وفي حال تدهورت الأوضاع بين سورية والمجتمع الدولي قد نصل الى حدود معينة.


• برز نموذجان في تعاطي المجتمع الدولي مع الحركات الاحتجاجية في العالم العربي، الأول بتقديم حزمة من الضغوط والثاني عبر التدخل العسكري. الى أين يتجه الوضع في سورية؟
أتمنى ألا يحدث أي تدخل عسكري في سورية. هناك توافق كبير في أوساط المعارضة الداخلية والخارجية على رفض فكرة التدخل الاجنبي، خصوصاً إذا كان هذا التدخل عسكرياً. أمام النظام خيار أساسي بالتخلي عن الحلول الأمنية والاتجاه نحو الحل السياسي، ولا أريد الخوض في مسألة التوقعات المحتملة.


• في وقت تسعى تركيا الى حضّ الأسد على الحوار والاصلاح، تدعم إيران النظام من منطلق مخاطر سقوطه. كيف تقرأون مثل هذه المواقف؟
كل دولة تنظر الى الأحداث في سورية من زاوية المصالح. الأتراك موقفهم من الحركة الاحتجاجية والدعوة الى الحوار والاصلاح هو في الدرجة الأولى موقف مصلحي، يرتبط بالجوار الجغرافي والحدود ومسألة الاقليات الكردية. أما ايران فإن رؤيتها للأحداث في سورية مختلفة عن تركيا، وتندرج رؤيتها ضمن ملفات متشابكة من بينها ملف حزب الله والصراع العربي - الاسرائيلي. ولكن يبدو أن ايران ضد الحركة الاحتجاجية وضد أطرافها وشعاراتها، في حين أن الأتراك أقرب الى التظاهرات.


• ما مدى صحة المعلومات التي تشير الى دعم الحرس الثوري الايراني للقوى الأمنية السورية في قمع التظاهرات؟
ليست لدي أي معلومات، وأعتقد أن مجرد وقوف ايران الى جانب النظام في مواجهة مطالب المتظاهرين يؤكد الحضور الايراني في الداخل السوري.



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2025 . All rights reserved