طالب زعماء مجموعة الثماني الذين "روعوا" من سفك الدماء في سوريا، نظام الرئيس بشار الاسد بالكف عن اللجوء الى القوة ضد شعبه، والاستجابة لمطالبه المشروعة، لكنهم تراجعوا عن اقتراح للسعي الى تحرك ضد دمشق في مجلس الأمن، وسط معارضة من روسيا التي قالت إن لا أسباب للنظر في خطوة كهذه. وبدا أن تخفيف لهجة البيان الختامي لقمة دوفيل إلى تهديد مبهم لدمشق "بمزيد من الإجراءات" كان نتيجة اعتراض روسيا التي تتخذ موقفاً أقل حدة من الدول الغربية من الزعماء العرب. وأبلغ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الصحافيين في دوفيل أن "لا أسباب للبحث في هذه المسألة في مجلس الامن"، وأن مشروع قرار وزعته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال على اعضاء المجلس الاربعاء في "غير وقته وضار... لن نقرأ حتى النص". وأفاد ديبلوماسيون أوروبيون أن العلاقات القديمة لروسيا مع سوريا وما وصفوه باتصالات وثيقة بها جعلت البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني "أقل حدة" مما كان أول الأمر. ومع أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف حض الرئيس السوري على إجراء الإصلاحات التي وعد بها، وطالبه بتحويل "الاقوال الى افعال"، تحدث علناً ضد التدخل الأجنبي، قائلاً إن بلاده لن تؤيد قراراً لمجلس الأمن في شأن سوريا. ساركوزي وشدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لهجته حيال الاسد، وقال: "يؤسفني أن أقول ان القادة السوريين قد اتخذوا خطوة غير عادية إلى الوراء، وفي ظل هذه الظروف لم تعد سوريا موضع ثقتنا وتدين فرنسا ما يجب ادانته". وأوضح ديبلوماسيون ان جزءا من ممانعة روسيا في دعم قرار سوريا ينبع من حقيقة انها تنظر إلى القرار المتعلق بليبيا على انه فسر على نطاق أوسع مما ينبغي، الامر الذي أتاح للقوى الغربية التحرك سريعاً جداً إلى الضربات الجوية، بينما تحدث القرار في الاساس عن حماية المدنيين. ونسبت "رويترز" الى مصدر في مجموعة الثماني مطلع على المحادثات في شأن سوريا في الأمم المتحدة أن دول المجموعة لم تفاجأ بإلغاء الإشارة الى استصدار قرار من مجلس الأمن. وقال إن مؤيدي القرار جمعوا تسعة من الاصوات الضرورية في المجلس، لكن روسيا أو الصين قد تستخدم حق النقض "الفيتو". وأضاف: "نبحث في ما إذا كان في إمكاننا التفاوض على النص كي يمكننا تحقيق شيء. وإذا استمرتا في الرفض، سنحاول أن ندفعه بالاستعانة بالأصوات التسعة ونأمل في أن تتحملا مسؤوليتهما". شركة على صعيد آخر، أطلقت القمة شركة مع شمال افريقيا والشرق الأوسط تربط المساعدات وائتمانات التنمية بالتقدم على صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية في المنطقة. والتقى زعماء مجموعة الثماني رئيسي الوزراء المصري عصام شرف والتونسي الباجي قائد السبسي والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وبحثوا معهم في تطور الانتفاضتين المصرية والتونسية.
قمة دوفيل: أفريقيا و"الربيع العربي"
صدرت ثلاثة اعلانات في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل، اعلان عام وآخر عن افريقيا وثالث عن "الربيع العربي". وهنا أبرز ما ورد فيها:
- الربيع العربي: "نحن، اعضاء مجموعة الثماني، ندعم بقوة تطلعات الربيع العربي، وايضا تطلعات الشعب الايراني... اطلقنا اليوم شركة دوفيل... ونحن على استعداد لفتح هذه الشركة الشاملة والطويلة الامد لكل دول المنطقة التي تبدأ عملية انتقالية نحو مجتمع حر وديموقراطي ومتسامح. وهذه الشركة تقوم على ركيزتين: عملية سياسية تهدف الى دعم الانتقال الديموقراطي وتشجيع الاصلاحات في مجال الحكم الرشيد... ووضع اطار اقتصادي ملائم لنمو دائم يكون في مصلحة الجميع. ندعو المؤسسات المالية الدولية وهيئات الامم المتحدة المعنية وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني الى العمل معنا في اطار هذه المبادرة. يمكن مصارف التنمية المتعددة الجانب ان تقدم اكثر من 20 مليار دولار... لمصر وتونس للفترة بين 2011-2013 دعماً للاصلاحات المطلوبة. ودول مجموعة الثماني قادرة بالفعل على جمع مساعدة ثنائية كبيرة لمضاعفة هذا الجهد".
■ ليبيا: "نطالب فوراً بوقف اللجوء الى القوة ضد المدنيين من قوات النظام الليبي، وايضا بوقف اي تحريض على القتال والعنف ضد المدنيين. لقد تخلى القذافي والحكومة الليبية عن مسؤوليتهما في حماية الشعب الليبي وفقدا كل شرعية. لم يعد لهما اي مستقبل في ليبيا ديموقراطية وحرة. ويجب ان يرحلا".
■ سوريا: "ندعو القادة السوريين الى الكف فوراً عن اللجوء الى القوة وترهيب شعبهم، وندعوهم الى الاستجابة لمطالبه المشروعة في مجال حرية التعبير والحقوق والتطلعات العالمية. اذا لم تستجب السلطات السورية لهذا النداء، سنفكر في اجراءات اخرى".
■ اليمن: "ندين اللجوء الى العنف ردا على التظاهرات السلمية في كل انحاء اليمن، ونطالب بالحاح الرئيس (علي عبدالله) صالح باحترام تعهداته في الحال، والعمل على مراعاة المطالب المشروعة للشعب اليمني".
■ الشرق الاوسط: "نطالب بإلحاح الجانبين باستئناف المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق اطار على كل قضايا الوضع النهائي. وفي هذا الاطار، نعرب بقوة عن دعمنا لرؤية السلام الاسرائيلي - الفلسطيني التي عبر عنها الرئيس (باراك) اوباما في 19 ايار 2011"... لحظة معاودة عملية السلام قد حانت الان".
■ ايران: "ندعو السلطات الايرانية الى الكف عن قمع شعبها والى احترام تعهداتها الدولية، وخصوصا التي ينص عليها الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية. وندعو ايضا السلطات الايرانية الى رفع القيود على حرية التنقل والاتصال المفروضة على قادة المعارضة الايرانية".
■ الاقتصاد: "لقد تعهدنا مواصلة الجهود لتحقيق نمو قوي ودائم ومتوازن ونعمل مع شركائنا في مجموعة العشرين على تحقيق هذا الهدف. نحن على اقتناع جازم بأن التنمية الخضراء تشكل عنصرا لا غنى عنه لضمان نمو عالمي مستدام وخصوصاً لتحسين فاعلية الموارد وتشجيع إدارة جيدة للمياه ومكافحة التغيرات المناخية وحماية التنوع البيئي". (و ص ف)
|