سعى زعماء قمة مجموعة الثماني الذين يختتمون قمتهم في دوفيل بفرنسا اليوم، الى زيادة الضغط على نظامي الرئيس السوري بشار الاسد والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، العائقين الاساسيين أمام "الربيع العربي" الذي يحرصون على دعمه، إلا أنهم واجهوا معارضة من روسيا التي لا تزال تدعم سوريا وتعارض تحركاً قاسياً ضدها في مجلس الامن لانها شعرت بأنها "حُرقت" بموافقتها على التدخل العسكري الدولي في ليبيا. وتعتبر الدول الغربية النظام السوري والمقاومة التي يبديها نظام القذافي للتدخل الغربي في ليبيا، خطراً أساسياً يهدد مصير الانتفاضات الشعبية التاريخية في العالم العربي. ووزعت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة الثماني مشروع بيان ختامي يشكل حداً أدنى لصيغة توافقية، نظراً الى الخلافات بين البلدان الثمانية، يدعو النظام الليبي الى "الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المدنيين... ودعم التوصل الى حل سلمي يعكس إرادة الشعب الليبي"، كما يناشد "القيادة السورية الكف عن استخدام العنف والترهيب ضد الشعب السوري وبدء حوار واصلاحات اساسية، في استجابة للتعبير الشرعي عن مطالب الشعب".
روسيا ونسبت "الاسوشيتد برس" الى السفير الروسي في فرنسا الكسندر أورلوف أن الحملة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في ليبيا تجاوزت التفويض الذي أقره مجلس الامن. ومن هذا المنطلق، لفت الى أن روسيا لا تريد "قراراً مطاطاً" عن سوريا، موضحاً أن بلاده تندد بالعنف في حق المتظاهرين في سوريا الا أنها "ستكون حذرة جداً" قبل الموافقة على أي قرار جديد. الى ذلك، كشف ناطق باسم الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ان فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة اتصلت بالمسؤولين الروس على هامش قمة الثماني للقيام بوساطة ترمي الى ايجاد مخرج للنزاع في ليبيا.
ساركوزي وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي بأن تشديد العقوبات على النظام السوري سيكون على جدول أعمال القمة "لان العنف الذي يستخدم في سوريا ضد المتظاهرين غير مقبول". واقر بأن الحملة الدولية على ليبيا تسببت بانشقاقات داخل القمة، وأن ثمة"اختلافات كبيرة في الاراء مع روسيا". وأفاد أن الزعيم الليبي لا يزال لديه خيار البقاء في بلده، لكنه يجب ان يتنحى ويسحب قواته. وقال:"لا نقول إن القذافي ينبغي ان ينفى... هذه ليست مشكلتنا... حين نقول إنه يجب ان يرحل، فيجب ان يرحل عن السلطة وكلما عجل في ذلك كان خياره اكبر". ودعا الزعيم الليبي الى أن "يعيد قواته الى ثكنها في مقابل أي اتفاق لوقف النار"، مؤكداً أن الانتفاضة ضد حكومته تحقق "تقدماً حقيقياً". الى ذلك، أعلن ان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه سيتوجه الاسبوع المقبل الى الشرق الاوسط، حاملاً رسالة منه تقول للاسرائيليين والفلسطينيين إن "السلام الذي طالما انتظرناه في متناول اليد"، وان "أطر السلام باتت معروفة تماماً، وان الوقت لا يعمل لمصلحة رجال السلام بل يعمل لحساب الارهابيين والمتطرفين".
مساعدات وفيما يلتزم الزعماء استناداً الى مسودة البيان الختامي علاقة "دائمة" يطلقون عليها اسم "شركة دوفيل"، مع مصر وتونس البلدين اللذين انطلقت فيهما شرارة "الربيع العربي"، اعلن صندوق النقد الدولي في مذكرة الى مجموعة الثماني انه يعتزم اقراض الدول العربية حتى 35 مليار دولار، اذا طلبت حكومات المنطقة مساعدته. وأفاد أن حاجات التمويل الخارجي للدول المستوردة للنفط في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ستزيد عن 160 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وان على البلدان المانحة ان تقدم يد العون. وقالت الحكومة البريطانية إن بريطانيا تنوي تقديم رزمة مساعدات قيمتها 175 مليون دولار لدعم التحول إلى الديموقراطية في دول مثل تونس ومصر.
|