بعد إجراء أميركي مماثل، وضع الاتحاد الأوروبي الرئيس السوري بشار الأسد على لائحة جديدة للعقوبات على خلفية استمرار استخدام السلطات السورية العنف لمواجهة المعارضة، بينما اتهمت دمشق الاتحاد بالتدخل في شؤونها، ووصفت الإجراء بـأنه "خطأ" وتطاول  لن تسكت عنه.
وفي انتظار نشر الأسماء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي اليوم، أوضحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون إن العقوبات تشمل “عشرة أشخاص، بمن فيهم الأسد نفسه”. ونقلت قناة “العربية” الفضائية السعودية عن مراسلها في بروكسيل أن من أبرز الأسماء الأخرى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ونائب رئيس هيئة الأركان آصف شوكت.
وجاء في بيان أصدره وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي انه “تقرر توسيع الإجراءات التقييدية من خلال تحديد أشخاص إضافيين، بمن فيهم من هم في أعلى مستوى في القيادة (في إشارة إلى الأسد)".

وفي لندن، شددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها البريطاني وليم هيغ على أن “هذه الوحشية لا بد أن تتوقف، ولا بد لآمال الشعب السوري المشروعة أن تحترم. وزير الخارجية هيغ وأنا متفقان تماماً في شأن رسالتينا لحكومة الأسد، أوقفوا القتل والتعذيب والاعتقالات، وأطلقوا كل السجناء السياسيين والمحتجزين. ابدأوا بالاستجابة للمطالب المستحقة عليكم من أجل عملية تغيير ديموقراطي شامل وموثوق به”. وقالت إن عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا يناهز الألف.
ورحبت بالخطوة الأوروبية التي تشكل “رسالة واضحة الى الأسد” الذي “يمكنه أن يقود التحول إلى الديموقراطية الذي طلبه شعبه أو يرحل كما قال الرئيس (الأميركي باراك) أوباما”. وأضافت انه “إذا لم يقم بإصلاحات، فإن نظامه سيواجه عزلة مستمرة”.

دمشق
وفي دمشق، رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم عبر التلفزيون السوري بأن “الأوروبيين أخطأوا بهذه العقوبات عندما تطاولوا على الرئيس واتخذوا عقوبات تضر بالشعب السوري... أضافوا صفحة سوداء الى سجلهم الاستعماري القديم في منطقتنا... أوروبا تحتاج الينا كما نحتاج اليها، لكن اوروبا والولايات المتحدة ليستا كل العالم”، وهذا الإجراء “سيضر بمصالحنا كما سيضر بمصالح اوروبا، وسوريا لن تسكت عن هذا الاجراء”.
وقال ان بلاده تعول على روسيا والصين في مجلس الأمن، انطلاقاً من موقفهما السابق حيال ليبيا. واستبعد تكرار السيناريو الليبي في بلاده، إذ “ليس  لدينا نفط كما في ليبيا والعراق، وشعبنا واع. وإن كان هناك خلاف في الرأي، فإنه يكون موحداً حين يشعر بالعدوان”. واستبعد تعرض البلاد لـ”عمل عدواني”.

وقبل ذلك، قال مصدر رسمي سوري للوكالة العربية السورية لللأنباء “سانا” إن “سوريا تستنكر وتدين القرارات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي ضدها وضد شعبها في وقت تسعى لحفظ أمن البلاد والانخراط في حوار وطني شامل ... قرارات الاتحاد الأوروبي، شأنها شأن القرارات التي أصدرتها الولايات المتحدة، تستهدف بوضوح التدخل السافر بشؤون سوريا الداخلية ومحاولة زعزعة أمنها”.
وفي بروكسيل رحب رئيس المنظمة الديموقراطية الأشورية المعارض السوري جورج شاشان بالعقوبات، قائلا إنها “معبرة”، فالأسد “رأس النظام”، واستهدافه بالعقوبات يحمله مسؤولية أعمال القتل في البلاد.
وعرض التلفزيون السوري مشاهد لأسلحة وذخائر وأموال قال إنها صودرت من جماعات “ارهابية”. وروى أفرادها كيف انضموا إلى الجماعة، ومن أين حصلوا على المال والسلاح. وادعى أحدهم أن مصدره لبنان.
وتحدثت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية عن نزوح جرحى سوريين عبر الحدود التركية لتلقي العلاج.

ناشطون
في غضون ذلك، تحدث الناشط مصطفى أوسو عن تظاهرات في حمص وحماه في محافظة إدلب الشمالية، وفي ضاحية دوما قرب العاصمة السورية. وقال ان قوى الأمن فتحت خراطيم المياه على المتظاهرين وأوقفت العشرات. وأشار إلى أن حصيلة قمع تظاهرات الجمعة ارتفعت إلى 58 قتيلاً.
 ودعا الناشط الحقوقي انور البني الى اطلاق جميع معتقلي الرأي في السجون السورية، معتبراً ان ما تشهده البلاد "مرحلة مفصلية وهناك مخاطر كبيرة تهدد البلد... ما نشهده تاريخي فحدث كهذا لا يحصل الا كل 200 عام، ومن الواضح ان ذلك سيولد تغييراً ضخماً".
وأعلنت مجموعة من الشباب إلغاء "وقفة الحداد" التي كان مقررا اقامتها بعد ظهر امس في دمشق، على رغم حصولها على الترخيص من السلطات المختصة.

أسلحة وذخائر
إلى ذلك، عرض التلفزيون السوري مشاهد لأسلحة وذخائر وأموال قال إنها صودرت من جماعات معارضة. وبث اعترافات أعضاء في جماعات "ارهابية". وروى هؤلاء كيف انضموا إلى الجماعة، ومن أين حصلوا على المال والسلاح.
وقال علي زيدان الناصر، الذي عرفه التلفزيون بأنه زعيم "جماعة إرهابية تعمل في درعا" إن جماعته صنعت قنابل باستخدام مسامير ومواد كيميائية.
وتحدث المعتقل الآخر عبد القادر الزير عن الحصول على السلاح من طريق لبنان وتخزينه في مسجد.
(وص ف، رويترز، أب، أش أ)