طرابلس - رويترز اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الليبية طرابلس أمس (الاثنين)، ما أدى إلى سقوط 20 قتيلاً وإصابة 60 بجروح على الأقل، وإغلاق مطار معيتيقة الدولي، خلال ما وصفته الحكومة بمحاولة فاشلة لتهريب متشددين من سجن قريب.
وسُمع دوي إطلاق نيران أسلحة آلية وقذائف مدفعية من وسط المدينة في ساعة مبكرة من صباح أمس، وذكر مطار معيتيقة أنه تم تعليق الرحلات حتى إشعار آخر. ويدير المطار كل حركة المرور الجوية المدنية من العاصمة وإليها.
وكان المطار خالياً عند العصر عندما هدأت الاشتباكات إلى حد كبير، على رغم أن طيارين قاموا بنقل طائرات عدة عبر العاصمة إلى المطار الدولي، المغلق منذ 2014، بسبب ما لحق به من أضرار نتيجة اشتباكات سابقة، في محاولة لحماية هذه الطائرات.
وشاهد مراسل طائرة ركاب من طراز إرباص «إيه 319» تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية في أحد الحظائر، وبها فجوة في السقف بعد إصابتها بنيران مدفعية.
وتعرض ما لا يقل عن أربع طائرات أخرى لأضرار أقل نتيجة إطلاق النار، بينها طائرتان تديرهما شركة الأجنحة الليبية للطيران، والأخريان تابعتان لطيران البراق، وهما من طراز «بوينغ 737»، قالت الشركة إنهما كانتا تستعدان للشروع في رحلة خارج البلاد للصيانة.
ويدور القتال بين أحد أقوى الجماعات في طرابلس وتسمى «قوة الردع الخاصة»، وجماعة أخرى منافسة مقرها حي تاجوراء في المدينة.
وتعمل «قوة الردع الخاصة» وحدة لمكافحة الجريمة والإرهاب، وتسيطر على مطار معيتيقة وسجن كبير بالقرب منه.
وذكرت «قوة الردع»، المتحالفة مع حكومة طرابلس، أن «المطار هوجم من قبل مجموعة يقودها شخص يسمى «بشير البقرة» وآخرين تجري ملاحقتهم بعد هروبهم من سجن تديره «قوة الردع» في منطقة أخرى بطرابلس.
من جهتها، دانت حكومة الوفاق الوطني الاعتداء، منددة بتعريض حياة المسافرين وسلامة الطيران للخطر. وقالت في بيان «هذا الاعتداء كان يستهدف إطلاق سراح الإرهابيين من تنظيمات داعش (الدولة الإسلامية)، والقاعدة وغيرهما من التنظيمات». وأفادت بأنه تم صد الاعتداء، وأن عملية تجري لتأمين المنطقة.
ونشرت «قوة الردع» صورا للشوارع المحيطة بالمطار ظهرت فيها شاحنات صغيرة تعلوها مدافع علاوة على دبابة.
وقال مسؤول في وزارة الصحة إن «ما لا يقل عن 20 شخصا قُتلوا في الاشتباكات، بالاضافة إلى إصابة 60 من بينهم مدنيون».
ومعيتيقة قاعدة جوية عسكرية وسط طرابلس، وأصبحت المطار الرئيس في المدينة للرحلات المدنية، منذ أن تسبب قتال في تدمير جزئي للمطار الدولي في 2014.
وأشارت «قوة الردع» إلى أنها تحتجز في سجن مجاور للمطار حوالى 2500 شخص، بينهم مشتبه بانتمائهم لـ «داعش».
|