TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Jan 7, 2018
Source: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: أزمات للتوظيف... وعتمة زاحفة خانقة!
لم تكن البلاد في حاجة الى عطلة اضافية فرضها عيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية لاستكشاف الجمود المتسع الذي يحكم الواقع السياسي في ظل تمادي أزمة مرسوم الأقدمية العائد لضباط دورة ١٩٩٤ والتي تحولت واقعيا ازمة تنازع على الاجتهادات الدستورية والقانونية بين رئاستي الجمهورية ومجلس النواب . اذ ان مجمل المعطيات المتصلة بهذه الازمة تشير الى ان أي حلحلة ليست متوقعة في الساعات المقبلة وربما في الايام المقبلة بعدما أخفقت كل المحاولات والاتصالات والمساعي لرأب الصدع بين بعبدا وعين التينة وتصاعدت وتيرة التمسك بالسقوف المعروفة لموقفي كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري من مرسوم الاقدميات لضباط دورة ١٩٩٤ ، بل ان الساعات التي سبقت العطلة شهدت تراشقا ضمنيا بالسجالات بين بعبدا وعين التينة . 

اذا فالازمة مفتوحة حتى إشعار آخر ولا جديد في تطوراتها قبل اتضاح ما اذا كان ثمة فعلا وساطة قيد التحضير لرئيس الحكومة سعد الحريري ام لا علما ان تصوير الامر كأنه رهينة مبادرة يطرحها الحريري ربما يهدف الى احراج رئيس الوزراء اكثر من اي شيء آخر خصوصا اذا استمر تمترس بعبدا وعين التينة وراء مواقف متصلبة الامر الذي من شأنه دفع الحريري الى المغامرة بمبادرة محكومة سلفا بالاخفاق . وتعتقد اوساط سياسية معنية بمجريات هذه الازمة ان المناخ السياسي مقبل في وقت قصير جدا على الانتقال بسرعة الى اجواء الاستعدادات للانتخابات النيابية التي ستجرى في ايار المقبل . 

واذ تشير كل المعطيات الى ان الاسابيع القليلة المقبلة ستشهد تزخيما واسعا لانطلاق التحضيرات للانتخابات لدى الأحزاب والقوى والفئات المستقلة والمدنية فإنها لا تستبعد ان يشكل هذا الاستحقاق الضاغط الاول على الجهات الرسمية من اجل استعجال انهاء ازمة مرسوم الأقدمية والحؤول دون تطوره سلبا قبل ان تدهم الجميع الخطوات الملحة المطلوبة من الدولة والقوى والاجهزة الامنية والعسكرية استعدادا للانتخابات . 

واكدت الاوساط في هذا السياق ان الفترة الفاصلة عن نهاية كانون الثاني حدا أقصى ستكون مرحلة استكمال الاستعدادات الاولية لانطلاق الأحلاف الانتخابية وبدء رسم الخط البياني العريض للترشيحات في معظم المناطق اللبنانية بما يعني ان منعطفا جديدا يقف عند مشارف شباط المقبل ستكون معه البلاد امام بداية صورة مختلفة . وهذا التطور سيفرض نفسه على الجميع : الدولة والرئاسات والمؤسسات والقوى السياسية والحزبية بما يثير التساؤلات المستغربة حيال استمرار ازمة الرئاستين مع علم كل المعنيين بها عقم اطالة عمر الازمة الراهنة ما دام الصراع السياسي ذاهبا الى احتكام مختلف وجذري هذه المرة في صناديق انتخابات ٢٠١٨ ؟ ولكن ما لا تسقطه هذه الاوساط من احتمالات هو ان تغدو هذه الازمة واي ازمة اخرى مرشحة للاستنباط منها لاحقا مادة استقطاب وتوظيف سياسي وانتخابي في مناخ تتصاعد معه الخشية من حسابات مجهولة لقانون الانتخاب الجديد كما لتبدل انماط الانخراط في الانتخابات .  

في غضون ذلك لا تثير كل هذه الازمات اي اهتمام لدى اللبنانيين وسط اختناق متسع من جراء ازمة انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عديدة وواسعة متسببة بعتمة شاملة وبتوقف الكثير من الخدمات والتدفئة . واذا كان وزير الطاقة سيزار ابو خليل حاول احتواء الغضب الشعبي العارم حيال تفاقم ازمة التعتيم باعتذاره من الناس لان مؤسسة كهرباء لبنان عجزت عن إصلاح الأعطال ومعالجة اسباب التقنين والانقطاعات بفعل إضراب اعمال ومستخدمي الكهرباء على خلفية مسألة سلسلة الرتب والرواتب فان ذلك لم يقدم ولم يؤخر شيئا في افتضاح العجز المتمادي عن معالجة هذه الازمة التي واكبت اللبنانين طوال أسابيع الاعياد من دون اي بارقة حتى الان لحلها جذريا.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved