لم تمنع الضائقة المالية التي تعاني منها شرائح كثيرة، اللبنانيين من الاحتفال بقدوم السنة الجديدة بفرح، على أمل أن تحمل إليهم تطورات إيجابية على الصعد السياسية والاقتصادية. واستقبلت المناطق السنة الجديدة باحتفالات سادتها أجواء عامرة بالألوان والأمان، وسط إجراءات أمنية مشددة نفَّذها عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لينعم اللبنانيون بليلة لم يسجل فيها أي حادث أمني يعكر أجواءهم الساهرة التي لم تشهد، وللمرة الثانية، سقوط ضحايا في حوادث سير وغيرها... باستثناء بعض الجرحى في حوادث سير بسيطة. وأعلنت غرفة التحكم المروري أنه خلال الـ24 ساعة الماضية، وقع 22 حادثاً و جرح 29 شخصاً.
وهنأ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان «الضباط والرتباء والأفراد الذين شاركوا في التدابير الأمنية وتنفيذ خطة الانتشار لتنظيم السير، وذلك على الجهود والإجراءات الميدانية التي بذلوها، وخصوصاً على الطرق لتسهيل أمور المواطنين والسَّهر على راحتهم والحفاظ على السلامة المرورية، الأمر الذي أشاع ارتياحا لدى جميع اللبنانيين والمقيمين، وأعطى التَّعليمات للبقاء على الجاهزية واليقظة الدائمة».
وحيا عثمان «قيادة الجيش اللبناني وقيادات الأجهزة الأمنية الأخرى على الإجراءات التي قاموا بها لحفظ الأمن والنظام في خلال هذه المناسبة». وقال: «إن قوى الأمن الداخلي إذ تجدد تهنئتها اللبنانيين بحلول العام الجديد، تتمنى لهم أن ينعموا بالاستقرار والطمأنينة، وأن يعم السلام الدائم ربوع وطننا الحبيب».
وشكَّلت ليلة رأس السنة محطة للسهر في المطاعم والمقاهي والمرابع الليلية في حين فضلت الأكثرية التلاقي والسهر في المنازل ومتابعة البرامج الفنية على شاشات التلفزة التي طغت عليها برامج الفكاهة والتوقعات الفلكية والتنبؤات وبعض اللمحات الإنسانية.
وأمضى اللبنانيون ليلتهم بسلام حتى ساعات الصباح على وقع الغناء والموسيقى وإطلاق المفرقعات والأسهم النارية مع تسجيل خروق أمنية بسيطة في أحياء سكنية نتيجة إطلاق النار العشوائي.
وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بيان أكدت فيه أنه «بعد انتهاء ليلة رأس السنة الميلادية، ونجاح عملية حفظ الأمن والنظام التي نفذتها قوى الأمن الداخلي على مختلف الأراضي اللبنانية، لم يسجل أي حادث أمني يذكر، ولم تسقط أي ضحية في حوادث السير باستثناء بعض الجرحى، وذلك حتى الساعة 9 من تاريخ أمس». وأدّت حوادث إطلاق النار في الهواء إلى إصابة 4 أشخاص إصابات طفيفة، وتم تحديد هوية عدد كبير من مطلقي النار وأوقف اثنان منهم، والاستقصاءات مستمرة لتوقيف الآخرين، وسيتم الإعلان عن أسمائهم في بيانات لاحقة، بحسب بيان قوى الأمن الداخلي.
ووضع الصليب الأحمر اللبناني مراكز فرق الإسعاف والطوارئ في حال الجاهزية التامة على معظم الأراضي. وأكد الصليب الأحمر أن «عدد حوادث السير المبلغ عنها لعملياته بلغت 73 حادثاً».
جولات أمنية
وبرز التنسيق الأمني على الأرض قبل 24 ساعة من الاحتفال برأس السنة بين الجيش والأمن الداخلي والأمن العام. وبدأ الاهتمام بالوضع الأمني عشية الاحتفال بتفقّد قائد الجيش العماد جوزيف عون، عدداً من الوحدات العسكرية والاطلاع على التدابير الأمنية المتخذة، ثم اختتم جولته بتفقد غرفة عمليات القيادة وأشرف على سير الخطة الأمنية. وجال اللواء عماد عثمان، على مراكز وحواجز وتمركزات قوى الأمن، «لمتابعة الإجراءات المتخذة لحماية المواطنين وتمكينهم من تمضية هذه المناسبة في جو من الأمان والطمأنينة».
وتفقَّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مراكز الأمن العام ومن بينها مركز أمن عام المصنع الحدودي، حيث التقى ضباط المركز وعناصره واطلع على الإجراءات وسير العمل فيه.
وأثنى إبراهيم مع بداية السنة الجديدة على «الجهد الكبير الذي بذله عسكريو الأمن العام في السنة المنصرمة، والذي ترجم بتنفيذ المهمات الموكلة إليهم».
سياسيون يغردون ترحيباً بـ 2018
وجّه سياسيون التهاني للبنانيين لمناسبة عيد رأس السنة. وقال رئيس الجمهورية ميشال عون في أول تغريدة له في العام الجديد: «بتضامننا، بإرادتنا وبجهدنا، نجعل الغد أفضل من الأمس، والعام الآتي أفضل من الراحل. كل عام ولبنان وشعب لبنان بخير».
وتوجه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري في تغريدة عبر «تويتر» بالقول: «لفخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري، أطيب التمنيات بعام جديد نجتمع فيه دائماً على حماية لبنان وخدمة اللبنانيين. كل عام ووطننا بخير». وأضاف: «عادت بيروت قلب لبنان تنبض من جديد، عادت كما أرادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مزهوة بالفرح متألقة بالجمال وجامعة للبنانيين جميعاً».
وقال الحريري في تغريدة أخرى: «الاحتفالات برأس السنة شهادة جديدة للأمان والاستقرار في لبنان. تحية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ولكل من شارك في توفير الأمن والسلامة للمواطنين».
وغرّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط قائلاً: «مهما كانت الصعاب والتحديات، فلتكن سنة ٢٠١٨ سنة التضامن والبناء والأمل. لن نستسلم لليأس والإحباط والتشاؤم». وكان جنبلاط قال أول من أمس: «كل عام وأنتم بخير مبدئياً، آملين بأن يتقلَّص الدين العام أو العجز، سموه ما شئتم فنكون في العام المقبل بألف خير. في انتظار ذلك واتكالنا على الشبيبة الطيبة أُفضل شخصياً النوم بكير فتصبحون على خير يا أهل الخير».
وكذلك كتب وزير الخارجية جبران باسيل عبر «تويتر»: «نبدأ السنة على بياض الطبيعة حاملين معنا قلوب أطفال بيضاء ... على أمل أن تكتب أعمالنا على صفحات الوطن البيضاء».
وكان الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي تمنى في تغريدة أول من أمس، «للجميع عاماً مجيداً مليئاً بالصحة والخير والعافية، وللبنان السلام والاستقرار وللبنانيين راحة البال». وقال: «كلي أمل بأن تكون السنة الجديدة انطلاقة متجددة للتعاون بين جميع المسؤولين لمعالجة الأزمات الكثيرة المتراكمة، وفي مقدمها الوضع الاقتصادي لخير اللبنانيين ورفاهيتهم».
وأكد وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان «الالتزام بمتابعة المسيرة لتحقيق المساواة الكاملة في لبنان».
ميقاتي يحيّي مواقف عمر كرامي في ذكراه ونجله فيصل يرفع الصوت بوجه التهميش
مع ذكرى مرور ثلاثة أعوام على رحيل الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي، علق رئيس» تيار الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي بالقول: «ثلاثة أعوامٍ يا أبي والحزن كما هو لا ينجلي، والشوق يحرق السنين فيحولها لأيّام، وكأننا بالأمس ودعناك، وكأن اليوم يا أبي هو ذاك الأمس المظلم الذي لم يشرق الصّبح من بعده، ثلاثة أعوام يا قائدي وقدوتي ومرجعيتي وما زلت في كل خطوةٍ أضعُك نصب عينيّ».
وعاهده أن «يبقى مخلصاً لنهجه وحافظاً لمبادئه وقيمه ولن أبدل ما ربيتني عليه تبديلاً، وأرفع الصوت عالياً في وجه كل محاولات الإقصاء والتهميش التي تعرّضت لها في حياتك والتي ما زلت أتعرّض لها من بعدك»، متوجهاً إليه بالقول: «أتعهد يا أغلى الرجال بعدم الركون والسكوت بعد اليوم عمن ظلموك وما زالوا يظلمون، وسأكمل ما بدأته مع الناس على رغم كل الصعوبات، وسأسعى لتحقيق ما أردت في السياسة والمجتمع وعلى امتداد الوطن حتى انقطاع النفس».
واستذكر الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس الراحل، بتغريدة عبر «تويتر» قال فيها: «تحل ذكرى الرئيس الراحل عمر كرامي، سليل البيت العريق من بطل الاستقلال عبد الحميد إلى الرشيد العنيد شهيد لبنان، وإلى الراحل الذي نستذكر مواقفه التي حمت الوطن فكان مثال رجل الدولة الذي يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار».
وقال وزير العمل محمد كبارة عبر «تويتر»: «رحم الله الرئيس عمر كرامي الذي مارس السياسة انطلاقاً من قناعات راسخة، حيث حالف بصدق وخاصم بشرف، لكنه سواء كان حليفاً أم خصماً، فهو كان صديقاً دائماً وأخاً عزيزاً نفتقده اليوم». |