Date: Jun 10, 2011
Source: جريدة الحياة
إتفاق دولي على آلية دعم الثوار الليبيين وتأكيد أن أيام القذافي «باتت معدودة»

فعّلت مجموعة الاتصال حول ليبيا الخميس في أبوظبي رسمياً، وبعد مفاوضات مضنية، الآلية الدولية الموقتة لتقديم الدعم المالي للمجلس الوطني الانتقالي الذي حصل على تعهدات بمئات ملايين الدولارات من المساهمات. وجاء ذلك في وقت قام الرئيس السنغالي عبدالله واد بزيارة لبنغازي ليكون بذلك أول زعيم دولة يزور قيادة المجلس الوطني الانتقالي في «عاصمة الثوار». وقال واد إنه يدعو العقيد القذافي إلى التنحي و «كلما أسرعت في ذلك كلما كان ذلك أفضل».


وفي ابو ظبي، تم توقيع اتفاق آلية تمويل الثوار في ختام الاجتماع الثالث لمجموعة التصال، بمشاركة المجلس الوطني الانتقالي ممثلاً خصوصاً بـ «رئيس وزراء» الثوار محمود جبريل ونائب رئيس المجلس الانتقالي عبدالحفيظ غوقة ومسؤول المال علي الترهوني وممثل ليبيا في الأمم المتحدة (معارضة) عبدالرحمن شلقم. وسيُعقد الاجتماع المقبل للمجموعة في تركيا، ليكوت الاجتماع الرابع بعد الدوحة وروما وأبوظبي.
وركزّ مسؤولون شاركوا في اجتماعات أبوظبي أمس أن أيام العقيد القذافي في السلطة «باتت معدودة». ولوحظ أن وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني دعا الزعيم الليبي إلى «الاستسلام».


وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في مؤتمر صحافي عقب نهاية الاجتماع: «استطعنا أن ننهي الآلية المالية (لدعم) المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بعد مفاوضات مضنية». وأضاف: «توصلنا إلى حل مرض للجميع، شفاف يحظى بمعايير عالية وفي الوقت نفسه يلبي حاجات المجلس الوطني الانتقالي».
وأوضح أن الآلية «مخصصة فقط لمساهمات الدول» وليس لها علاقة بمصادر تمويل اخرى مثل الاموال الليبية المجمدة وعوائد النفط. كما اوضح أن المجلس الانتقالي تعهد أن الديون التي يحصل عليها من خلال مساهمات الدول ستكون في ذمة الحكومة الليبية المقبلة.
وكان غوقة أعلن على هامش اجتماعات أبوظبي تفعيل الآلية الدولية الموقتة لدعم الثوار الليبيين. وتحدد الآلية أسساً سياسية لصندوق مخصص لدعم المجلس، على أن تقوم كل دولة بالمساهمة كما تريد.


وأكد وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح الخميس أن بلاده ستقوم «فوراً» بتحويل 180 مليون دولار لهذا الصندوق. أما ايطاليا فقد تعهدت بالمساهمة بما بين 300 و400 مليون دولار بين ديون ومساهمات بالمحروقات للمجلس الوطني الانتقالي، فيما اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبية مساهمة فرنسية في الصندوق بـ290 مليون يورو. كما أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن مساهمة بلاده بمئة مليون دولار.


وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي حضرت الاجتماع أن بلادها تعتبر المجلس الوطني الانتقالي «المحاور الشرعي» عن الشعب الليبي. وكشف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية طالباً عدم كشف اسمه أن كلينتون «استخدمت عبارة المحاور الشرعي بدلاً من محاور شرعي عن الشعب في سياق وصفها للمجلس الوطني الانتقالي».
وذكر المسؤول أن كلينتون اظهرت هذا التقدم في مستوى الاعتراف خلال كلمة امام ممثلي دول مجموعة الاتصال. وكررت كلينتون هذا الموقف في مؤتمر صحافي في ختام اجتماعات المجموعة. وقالت ان مناقشات عدة ومستمرة تجري مع قريبين إلى القذافي في شأن انتقال محتمل للسلطة.
وأضاف المسؤول «إنها إشارة من جانبها تدل على تقدمنا في إطار العمل مع المجلس الوطني الانتقالي بموجب مخططاته في هذه الفترة الانتقالية».


وقال اليستر بيرت الوزير المكلّف الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية البريطانية إن بلاده يمكن ان تصعد عملياتها العسكرية في ليبيا. وأضاف، رداً على سؤال لـ «رويترز» في أبوظبي عما إذا كان هناك احتمال ان تصعد بريطانيا عملياتها: «سيستمر الضغط ضمن حدود قوات الائتلاف.. سيستمر ذلك ويتصاعد».


وقال وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود للصحافيين ان «التوافق الناشيء في الرأي بين هذه المجموعة من وزراء الخارجية (في أبو ظبي) ان أيام القذافي معدودة حقاً بالفعل». وأضاف ان النهاية «قد تأتي أسرع مما يعتقد أي منكم في هذه القاعة».
وفي مدريد، اعتبرت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينداد خيمينيث انه يتعين «تكثيف الضغوط» لدفع العقيد معمر القذافي الى «التخلي عن السلطة» في ليبيا. وقالت للإذاعة الاسبانية «كادينا سير» من أبوظبي: «لدينا شعور اننا أقرب إلى النهاية لأننا كثفنا الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي. إن نظام القذافي يزداد عزلة يوماً بعد يوم».