Date: Jun 10, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
علي صالح خرج من العناية الفائقة واحتفالات أنصاره أوقعت قتيلين وجرحى

صنعاء – ابو بكر عبدالله:


قتل مدنيان على الأقل وأصيب المئات بالرصاص وحالات إغماء وإجهاض في ليلة رعب عاشتها العاصمة اليمنية وبعض المحافظات بعدما أمرت صنعاء قوات الجيش وأنصارها بإطلاق النار في  الهواء عشوائيا في وقت واحد احتفالا بنجاح الجراحة التي أجريت للرئيس علي عبدالله صالح في الرياض الجمعة ومغادرته غرفة العناية الفائقة إلى الجناح الملكي في أحد المستشفيات العسكرية في الرياض.
وأطلقت قوات الجيش الموالية للرئيس نيران المدفعية والدبابات والمضادات الأرضية في الهواء وفي اتجاه مناطق جبلية خالية، فيما أشعل مناصروه سماء بعض المدن بالرصاص المضيء مما أشاع الذعر في صفوف السكان، خصوصا أن ذلك تم ليلا وقت كانت أكثر المدن اليمنية غارقة في الظلام نتيجة انقطاع إمدادات الكهرباء قبل أن يتوقف بعد توجيه وزارة الداخلية نداء إلى هؤلاء بوقف النار نتيجة تعرض المواطنين لأضرار .


وأكدت مصادر طبية متعددة أن أكثر من 480 شخصا نقلوا إلى المستشفيات في العاصمة والمحافظات بعد تعرضهم لعيارات نارية طائشة، إلى حالات إغماء وإجهاض. وادعت صنعاء أن سماء المحافظات اليمنية ازدانت بالألعاب النارية ابتهاجاً بنجاح  الجراحة للرئيس، وأن استعدادات شعبية ورسمية كبيرة تجري حاليا لاستقباله بعد "استكمال فترة النقاهة وعلاج بعض الحروق السطحية الطفيفة".
واعتبرت وزارة الدفاع "الشائعات والتسريبات الكيدية" عن الوضع الصحي للرئيس"مكائد من أطراف معادين لليمن يرغبون في إثارة البلبلة"، ووصف  الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الحاكم الشيخ سلطان البركاني التقارير التي تحدثت عن إصابات خطيرة للرئيس وحروق في 40 % من جسده بأنَّها " مزاعم مغرضة" .


توتر سياسي
وجاء ذلك فيما خلفت التعقيدات السياسية التي تكتنف قضية نقل سلطات الرئيس إلى نائبه توترا سياسيا حادا وانشقاقا في صفوف قبيلة حاشد التي ينتمي إليها علي  صالح ويقودها قبليا الشيخ صادق الأحمر المناهض لنظامه، مما أضاف مزيدا من التعقيد الى المشهد المحتقن في اليمن.


وأكد وجهاء قبائل في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية تنديدهم الشديد بعملية الاغتيال التي استهدفت الرئيس اليمني، وأكدوا مساندتهم لعلي صالح ولقوات الجيش من أجل الحفاظ على  الأمن والسلام والدفاع عن وحدة اليمن . وتزامن ذلك مع توجهات أعلنها شبان الثورة المناهضين لنظام علي صالح  في التصدي لمحاولات إجهاض الثورة وأهدافها ومواجهة أي عقبات تحول دون تأليف مجلس انتقالي وإعادة هيكلة قوات الجيش والأمن .
ودعت اللجنة التنظيمية "أبناء اليمن الأحرار" إلى المشاركة في تظاهرات "جمعة العهد للثورة الشبابية"، في حين دعت صنعاء إلى المشاركة في تظاهرات "جمعة الوفاء للوطن والقائد".


تظاهرات ومواجهات
وقد أصيب العشرات بجروح في محافظة الحديدة بعدما فتحت قوات الجيش النار لتفريق متظاهرين يطالبون بتأليف مجلس انتقالي ونقل سلطات الرئيس إلى نائبه. وعاد التوتر إلى محافظة تعز الجنوبية غداة اعتراض مسلحين مناهضين للنظام قافلة من قوات  الحرس الجمهوري الموالية للرئيس كانت تنقل أسلحة وذخائر وتدمير بعض عرباتها في الطريق العام .
تنظيم "القاعدة"
وأفادت وزارة الدفاع اليمنية أن 12 من عناصر" تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" على الأقل قتلوا في هجمات نوعية شنتها قوات الجيش على معاقلهم في وسط  مدينة زنجبار ومحيطها بمحافظة أبين الجنوبية بينهم خمسة من أخطر قادة التنظيم الأصولي في اليمن .