Date: Jun 7, 2011
Source: جريدة الحياة
سورية: الأمن يهاجم تظاهرات ليلية في إدلب ودير الزور... ومقتل العشرات في جسر الشغور وقرب اللاذقية

دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال ناشطون وشهود عيان إن آلاف المتظاهرين خرجوا في تظاهرات ليلية في ادلب ودير الزور وحمص والتلبيسة ودرعا في إطار الاحتجاجات الشعبية المتواصلة على الاستخدام المفرط للقوة خلال «جمعة أطفال الحرية» والتي قتل فيها العشرات، خصوصاً في مدينة حماة. ويأتي ذلك فيما قال ناشطون حقوقيون إن عشرات الاشخاص قتلوا أول من امس في مناطق مختلفة في سورية بينهم 35 في منطقة جسر الشغور في شمال غربي البلاد. وفيما تواصل الإضراب العام في حماة لليوم الثالث على التوالي، سلمت قوات الأمن جثة رجل كان قيد الاحتجاز منذ شهر لعائلته في دوما قرب دمشق وفق ناشطين سوريين.


وعن التطورات الميدانية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 35 شخصاً - 27 مدنياً وثمانية عناصر امن- قتلوا في جسر الشغور وفي القرى المجاورة حيث تجرى عمليات عسكرية وأمنية منذ السبت الماضي. وتشهد المنطقة مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن. وكان ناشطون وشهود قد قالوا اول من امس إن المنطقة مطوقة بتواجد امني مكثف وسط مخاوف من اقتحام الجيش لها لإنهاء حركة الاحتجاجات فيها على غرار ما حدث في حمص ودرعا ودير الزور وبانياس ومدن أخرى.


أما في مدينة ادلب، شمال، فقد فرقت قوات الأمن حوالى 1500 متظاهر ليلاً. وأصبحت التظاهرات الليلية احدى سمات الحركة الاحتجاجية في سورية، وذلك هرباً من القناصة وانتشار قوى الأمن صباحاً. كما قتل مدنيان في مدينة جبله قرب مدينة اللاذقية الساحلية كما أفاد عبد الرحمن، بعدما أصيبا برصاص القوات الأمنية التي فتحت النار لتفريق متظاهرين. وكان المتظاهرون يطالبون بالإفراج عن شيخ أوقفته أجهزة الأمن.
وفي دير الزور، وسط شرق البلاد، أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين كانوا ينظمون تظاهرة أمام مبنى لحزب البعث الحاكم ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى ذلك واصل سكان مدينة حماة، 210 كلم شمال دمشق، إضرابهم العام الذي انطلق السبت بعد مقتل 60 مدنياً الجمعة. كما تجمع نحو 100 ألف شخص في تظاهرة في المدينة كما أفاد سكان محليون.


ونددت ست منظمات حقوقية سورية «بالاستخدام المفرط للقوة لتفريق التجمعات السلمية للمواطنين السوريين العزل».
ودعت هذه المنظمات ومن بينهما المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية واللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سورية، الحكومة إلى «وقف دوامة العنف والاغتيالات في الشوارع السورية». وطالبت بإنشاء لجنة تحقيق «مستقلة وشفافة» لكشف المسؤولين عن أعمال العنف. وتقول منظمات حقوق الإنسان إن اكثر من 1100 مدني قتلوا واعتقل اكثر من عشرة آلاف على الأقل منذ بدء حركة الاحتجاج.


وكان اجتماع المعارضة السورية في بروكسيل قد دعا في بيانه الختامي إلى «تشكيل لجنة حقوقية للتعاطي مع الملف الحقوقي والقانوني وانتهاكات حقوق الإنسان ... والعمل الفوري على نقل الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية». كذلك، طالب المشاركون في المؤتمر «المنظمات الأممية ومنظمات حقوق الإنسان بفتح ملف لجان تقصي الحقائق». لكن في وقت لاحق تظاهر نحو 300 شخص مؤيد للرئيس السوري أمام مبنى البورصة في بروكسل، وفق ما نقلت وكالة «بيلغا» عن الشرطة. ورفع هؤلاء لافتات كتب عليها «لا للعقوبات على سورية» و»نعم للوحدة الوطنية في سورية» و»شكراً بشار على الإصلاحات».
كما نقلت «سانا» عن أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة انهم واصلوا «فعالياتهم في مدن أميركية عدة تأييداً لوطنهم الأم سورية ورفضاً لكل محاولة للعبث بأمنها واستقرارها واستنكاراً للطريقة التي تتعاطى بها وسائل الإعلام وخصوصاً الأميركية منها مع الأحداث في سورية وما لاحظوه من تجاهل لحقيقة الوقائع على الأرض حيث لا تمت أعمال التخريب والترويع بصلة لأي تظاهرات سلمية».


ونقلت عن السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى تأكيده «التزام القيادة في سورية بالإصلاح وتحقيق المطالب المشروعة». وقال إنها «لا يمكنها أن تتساهل مع ما يقوم به البعض من تهديد لأمن واستقرار الوطن».
كما أشارت «سانا» إلى أن أبناء الجالية السورية في باريس «احتشدوا في ساحة التروكاديرو تعبيراً عن تأييدهم لمسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس السوري وتأكيداً لرفضهم حملات التشويه الإعلامية التي يتعرض لها الوطن من بعض وسائل الإعلام الفرنسية».


اتحاد علماء المسلمين يدعو دمشق إلى رفع الحصار وسحب الجيش من المدن

الدوحة - محمد المكي أحمد


دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي «السلطات السورية إلى أن «توقف آلة القتل وترفع الحصار على المدن والقرى السورية وتخرج الجيش ودباباته من وسط المدن، وترك الشعب السوري يعبر عن تطلعاته في الحرية والديموقراطية والعدالة والكرامة... والمضي بكل جرأة وشجاعة في إصلاحات حقيقية ملموسة يشعر بها المواطن السوري علها تستعيد ثقته».
وعبر الاتحاد في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه أمس عن استغرابه في شأن «الصمت الكامل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عما حدث ويحدث في سورية منذ شهرين ونصف الشهر، ولذلك نطالبهما بموقف واضح مشابه لموقفهما من ثورة ليبيا، فلا يجوز لها السكوت عن الظلم».


وحذر علماء المسلمين «النظام السوري وحمّله المسؤولية عن هذه الدماء البريئة التي أريقت والتي ستراق، وعن دفع القوى الدولية الغربية بخاصة للتدخل في الشأن السوري من خلال المنظمات الدولية ومن بينها مجلس الأمن الدولي». وقال إنه إذا كانت مراهنته على روسيا والصين لمنع صدور أي قرار من هذا النوع «فلينظر إلى روسيا والصين أين هما من زميله معمر القذافي اليوم، فكلاهما انحاز وبشكل نهائي إلى الشعب الليبي ومجلسه الانتقالي ويعملان معاً على إيجاد مخرج للعقيد قبل فوات الأوان، فهذه الدول لا تبحث إلا على مصلحتها الخاصة».


ودعا البيان تركيا «كدولة جارة ولها علاقات جيدة مع النظام القائم إلى مزيد الضغط عليه حتى يوقف مسلسل القتل هذا، وندعو الأستاذ أردوغان شخصياً بصفته رئيساً للوزراء إلى مضاعفة جهوده والعمل على ألا تتحول سورية إلى ليبيا جديدة (في ما تعلق بالتدخل الدولي) الذي مازلنا نرفضه جميعاً ونطمح إلى تدخل عربي وإسلامي يجنب سورية وشعبها كل ما من شأنه أن يجعلها ساحة للقوى الدولية المعادية للأمة، عندها ستكون الصورة أعقد».


كما ايد اتحاد علماء المسلمين «المبادرات الوليدة التي تسعى إلى توحيد صفوف المعارضة في الداخل السوري والخارج لدعم المتظاهرين ومطالب الشعب المشروعة حتى تتحقق»، ودعا الأمة العربية والإسلامية وبخاصة علماءها وخطباءها إلى الوقوف مع الشعب السوري مادياً ومعنوياً.
وكان الاتحاد أشار في مستهل بيانه إلى أنه بعد ما يفوق شهرين ونصف الشهر من التظاهر السلمي للمطالبة بالحرية والديموقراطية والكرامة الإنسانية مازالت «آلة القتل» للنظام الحاكم في سورية تحصد عشرات الأرواح يومياً في المدن والأرياف السورية، وتتضاعف هذه الأعداد في كل يوم جمعة حتى بلغ عدد الشهداء أكثر من 1200 وآلاف من الجرحى والمعتقلين منذ انطلاق التظاهرات والاحتجاجات في الخامس عشر من آذار (مارس) الماضي.