Date: Jun 4, 2011
Source: جريدة الراي الكويتية
حماة تضامنت مع «أطفال الحرية» فحصدت... مجزرة
العشرات سقطوا برصاص الأمن في أضخم تظاهرات تشهدها سورية ... وفرنسا تتحدث عن «شرعية منتهية»

شهدت، أمس، مدينة حماة السورية مجزرة جديدة سقط خلالها عشرات الشهداء برصاص قوات الأمن أثناء تفريق تظاهرة حشدت نحو 50 ألف مواطن في «جمعة أطفال الحرية»، للمطالبة بإسقاط النظام.
وتحدثت وكالات الأنباء عن «أضخم تظاهرات» منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف مارس الماضي، تكريما للاطفال الذين قضوا في قمع الاحتجاجات، كما تمّ قطع الانترنت على عدد من الاحياء في العاصمة دمشق واللاذقية.
وأكد ناشطون في حماة، ان قوات الامن اطلقت النار «في شكل مباشر» على المتظاهرين قرب مقر حزب البعث في حماة.


وقال احد الناشطين «سقط نحو 67 شهيدا وهناك مئات الجرحى ايضا». واضاف: «اطلقوا النار في شكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعدما قاموا باطلاق النار». واكد ان المتظاهرين كانوا يرددون «في شكل سلمي» هتافات مطالبة بالحرية وتدعو لاسقاط النظام، وتحدث ناشط آخر عن «مجزرة حقيقية قد يتجاوز عدد ضحاياها المئة»، إضافة إلى سقوط أكثر من شهيد في مناطق مختلفة من سورية.
يذكر أن قمعا شديدا لانتفاضة قادتها حركة «الاخوان المسلمين» في حماة ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، أوقع أكثر من 20 ألف قتيل عام 1982.
وفي باريس، هدّد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، بتشديد العقوبات على سورية.
وقال في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»، أمس، «فرضنا نحن الأوروبيين عقوبات، ونحن مستعدون لتشديدها»، منتقداً الرئيس بشار الأسد بالقول انه «عند استخدام الأسلحة الثقيلة والمدافع والدبابات لقمع شعبنا، نفقد كل شرعية».


ولاحقا، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو في ندوته الصحافية، ان فرنسا لا ترى «بداية لتطبيق» العفو الذي اصدرته السلطات السورية، وانما «ازديادا» لانتهاكات حقوق الانسان. وأضاف ان «سكان بضع مدن سورية ولاسيما الرستن وتلبيسة ودرعا، يواجهون في هذا الوقت اوضاعا غير انسانية: فهم محرومون من الماء والمواد الغذائية والكهرباء والخدمات الصحية، ويتعرضون لعمليات قتل واعتقالات عشوائية بما في ذلك في المستشفيات».
وقال ان باريس «تدعو السلطات السورية الى وقف اعمال العنف الوحشية هذه... وتطبيق اصلاحات تتسم بالمصداقية واجراء حوار سياسي وطني شامل. وتدعو شركاء سورية الى حشد جهودهم للتنديد بالاعمال غير المقبولة التي يجب ان تتوقف».
وفي تل ابيب، نقلت صحيفة «هآرتس» امس، عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى ان تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي تشير إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد «سيسقط خلال شهور أو سنة ونيّف».
وتابع ان «الأسد أخذ يضعف وقد يستغرق الأمر بضعة شهور أو سنة ونيّفا لكن النظام لن ينجح على ما يبدو في النهوض و40 عاما لحكم عائلة الأسد في طريقها للانتهاء».


وفي نيويورك، أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس، عن «قلقه الشديد» لتصاعد اعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين، متحدثا عن حصيلة للضحايا تجاوزت الف قتيل.
وقالت ناطقة باسم الامم المتحدة فانينا ميستراتشي ان «الامين العام قلق بشدة ازاء تصعيد العنف في سورية الذي يعتقد انه اوقع ما لا يقل عن سبعين قتيلا خلال الاسبوع المنصرم وحده، ما يرفع عدد الضحايا الاجمالي منذ منتصف مارس الى اكثر من الف قتيل وعدد اكبر من ذلك بكثير من الجرحى والاف المعتقلين».
وهي اول حصيلة للقتلى خلال التظاهرات تصدر عن رئاسة الامم المتحدة.


وقالت الناطقة ان بان كي مون يشعر بـ«قلق شديد ازاء استمرار الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بما في ذلك التقارير المقلقة عن مقتل اطفال جراء التعذيب والرصاص الحي والقصف. يجب اجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف في كل اعمال القتل».
واشار الامين العام للامم المتحدة الى اعلان الرئيس السوري عن عفو عام واطلاق حوار وطني.
غير ان الناطقة لفتت الى ان بان كي مون «يشدد على وجوب وقف القمع العنيف الذي تمارسه قوات الامن والجيش فورا من اجل قيام حوار حقيقي يشمل الجميع ويقود الى اصلاحات شاملة وتغيير يدعو اليه الشعب السوري».