Date: Jun 2, 2011
Source: جريدة الحياة
شباب ينقلون مشاهداتهم ومعاناتهم: هربنا من دمشق لكي نتظاهر في دوما

انطاليا - أ ف ب - انهم شبان من ناشطي الداخل السوري التقوا في انطاليا ليشاركوا في مؤتمر المعارضة السورية ولينقلوا مشاهداتهم ومعاناتهم امام وسائل الاعلام التي تواجه صعوبة كبيرة في تغطية الاحداث في ذلك البلد بسبب منع الصحافيين الاجانب من تغطية الاحداث في سورية. هؤلاء الشباب تتراوح اعمارهم بين العشرين والثلاثين معظمهم يرتدون الجينز والاحذية الرياضية ويشاركون في المؤتمر بصفتهم ممثلي تنسيقيات الداخل، اي ممثلي اللجان التي تشكلت في المدن والقرى السورية لتنسيق حركة الاحتجاج ضد النظام.
ضياء الدين دغمش (25 سنة) طالب ماجستير قانون يتابع دروسه في جامعة الحكمة في لبنان، شارك في اول تظاهرة جرت في «سوق الحميدية» في دمشق في الخامس عشر من آذار، اي في اليوم الذي اصطلح على اعتباره بداية الحركة الاحتجاجية الواسعة.


يروي الشاب دغمش وهو من سكان دمشق لوكالة «فرانس برس»: «في السادس عشر من آذار شاركت ايضاً في الاعتصام امام وزارة الداخلية مطالبين بإطلاق سراح سجناء الرأي، فاعتقلت وضربت بشكل وحشي في ساحة المرجة في دمشق من قبل عشرات العناصر من قوات الامن وانا اتعرض للشتائم والاتهام بانني عميل وخائن وصهيوني».
ويتابع دغمش: «كنا 33 معتقلاً، 22 شاباً و11 فتاة امضينا يومين في فرع الامن العسكري في المزة وبعد ان اصدر القضاء مذكرات توقيف بحقنا نقلنا الى سجن عدرا حيث بقيت 15 يوماً».
ويقول دغمش ايضاً «فور اطلاق سراحي عدت الى دوما في ريف دمشق وشاركت في كل التظاهرات التي جرت في هذه المنطقة، ولما حاولت السفر الى بيروت لمواصلة دراستي في العاشر من نيسان (ابريل) منعت على الحدود من السفر ولدى مراجعتي فرع فلسطين للاستخبارات اتهموني بانني انقل اموالاً من جهات اجنبية الى سورية فاعتقلوني مجدداً في السادس عشر من نيسان».
يتابع الشاب «في اليوم التالي استدعيت للتحقيق فاحضروا امامي لائحة بكل الاتصالات الهاتفية التي كنت اجريها وكل ما كتبته على الفايسبوك واتهمت بـ النيل من هيبة الدولة واضعاف الشعور القومي» ونقلت مجدداً الى سجن عدرا حيث امضيت 32 يوماً وخرجت في منتصف ايار (مايو) عندما توجهت الى بيروت ومنها الى انطاليا».


ويؤكد دغمش ان هذه الفترة في سجن عدرا كانت الاصعب عليه. يقول «ان المعتقلين كانوا يصلون بالعشرات يومياً ولا استطيع ان انسى عجوزاً تجاوز السبعين وقد انتفخت رجلاه بشكل فظيع بسبب الضرب. ولما استفسرت منه عن حالته اكد ان ما يؤلمه ليس ما تعرض له من ضرب بل تعمد عناصر الامن جلد ابنه امامه ثم جلده امام ابنه».
وعما يزمع القيام به بعد مؤتمر انطاليا يقول دغمش «سأعمل كل ما هو ممكن لاسقاط هذا النظام وسأنشط مع المعارضة في الخارج، وفي حال لم اجد ذلك كافياً ساعود الى سورية مهما كانت العواقب وهدفي الاساسي هو نقل ما شاهدته من اهوال في السجون».


ميشال حداد (24 سنة) طالب جامعي من سكان دمشق نحيل للغاية مع ذقن خفيفة يروي مشاركته في اوائل التحركات في الخامس عشر من آذار في سوق الحميدية في دمشق وحتى قبل ايام من انتقاله الى انطاليا. وقد اعتقل في بداية التحركات لبضع ساعات قبل ان يطلق سراحه. ويقول ميشال: «بما ان التظاهرات كانت صعبة للغاية في دمشق بسبب كثافة الانتشار الامني كنت انتقل الى دوما غير البعيدة من العاصمة للتظاهر كل يوم تقريباً وخصوصاً ايام الجمعة».
ويفسر عدم حصول تظاهرات كبيرة في دمشق قائلاً «ان مجرد قيام تجمعات في احدى ساحات دمشق على طريقة ميدان التحرير في القاهرة سيعني بداية السقوط للنظام، لذلك تمنع قوات الامن بشكل مستميت اي تظاهرات في العاصمة».
ورداً على سؤال عما سيقوم به بعد نهاية المؤتمر قال بكل ثقة «سأعود الى دمشق وحياتي ليست اغلى من الذين ضحوا بحياتهم حتى الآن».
حسن شندي (30 سنة) صحافي وناشط سياسي كردي ورئيس منظمة (كردستان بيتنا) للاكراد السوريين. يتحدر من مدينة عفرين الكردية الواقعة على بعد نحو 40 كلم شمال غربي حلب ويؤكد انه دخل السجن حتى الآن ست مرات.