صنعاء – أبو بكر عبدالله:

اشاع انهيار الهدنة بين الجيش اليمني وأنصار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر مخاوف من حرب طويلة الأمد، قد تتجاوز الضاحية الشمالية للعاصمة، وخصوصاً مع وضع صنعاء قوات الجيش في حال تأهب تحسباً لهجمات قد يشنها رجال القبائل المحتشدين في محيط العاصمة، فيما اشتد القتال بين الجانبين أمس في محيط المرافق الحيوية التي عاد مسلحو الاحمر الى السيطرة عليها وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة.
واشتدت المعارك غداة انهيار هدنة استمرت خمسة ايام وسط حال توتر مريع أشاعه استخدام الجانبين اسلحة متوسطة وثقيلة هز دويها أرجاء العاصمة وأجبر المئات من السكان على الفرار، فيما لم تتوافر معلومات دقيقة عن عدد القتلى، في ما عدا سقوط سبعة من مسلحي الاحمر واصابة تسعة جنود وسط تقارير تحدثت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وانهارت جهود الوساطة تماماً نتيجة خلافات بين الجانبين على اخلاء المصالح الحكومية والمباني المحيطة بمنزل الشيخ الاحمر.

وقال مدير مكتب الاخير عبد القوى القيسي: "الشيخ الأحمر رفض اخلاء المصالح الحكومية المحيطة بمنزله"، مشيرا الى ان "انصار الشيخ في حال دفاع عن النفس".
واتهمت صنعاء أبناء الأحمر بخرق الهدنة وقالت انها طلبت من لجنة الوساطة "اخلاء هذه المرافق من مسلحيه والزامهم اعادة المنهوبات التي سيطروا عليها من الوزارات والمنشآت الحكومية".
وتحولت الضاحية الشمالية لصنعاء ساحة حرب بعد دقائق من تعرض منزل الشيخ الاحمر لقصف مدفعي وصاروخي وشوهدت سحب الدخان تتصاعد من محطيه.
وتمكن أنصاره من الاستيلاء على مباني وزارات الداخلية والادارة المحلية والصناعة والتجارة وهيئة المساحة ومجلس الشورى والمقر الرئيسي لحزب المؤتمر الحاكم ومركز للشرطة، فضلا عن مبنى مؤسسة المياه الواقع في الشارع المؤدي الى مبنى التلفزيون.

واستمرت الاشتباكات ليلا في محيط مقر مجلس الشورى، كما شوهد الدخان يتصاعد من مبنى المعهد البيطري.
ودارت معارك عنيفة ليلاً في محيط وزارة الداخلية، التي قال مسلحو الاحمر انهم سيطروا عليها. لكن صنعاء نفت ذلك، مؤكدة ان قوات الجيش احكمت السيطرة عليها، كما استعادت مركزاً للشرطة احتله المسلحون.
وأفاد سكان ان المواجهات اتسعت ليلاً الى شارع مأرب والمنطقة القريبة من ساحة التغيير، حيث يحتشد المعتصمون المناهضون للنظام.

مظاهر عسكرية في تعز
وساد التوتر أرجاء محافظة تعز الجنوبية، بعدما اطلق الجيش النار بكثافة على متظاهرين احتشدوا بالآلاف في شارع جمال عبد الناصر في اطار تظاهرة احتجاج للتنديد بالمجزرة، التي ارتكبها الجيش في ساحة الحرية في العملية التي أوقعت نحو 57 قتيلاً ومئات الجرحى.
وقال ناشطون ان قوات الجيش اطلقت نيران اسلحة متوسطة على هؤلاء بينما كانوا في طريقهم الى ساحة الحرية، فقتلت سبعة واصابت آخرين بجروح.
وشهدت اطراف المدينة حيث احتشد المئات بعد اقفال الجيش منافذ المدينة، مواجهات أوقعت خمسة قتلى في صفوف المتظاهرين.

تنظيم "القاعدة"
وقتل 12 جندياً على الاقل في محافظة أبين الجنوبية التي يسيطر مسلحو تنظيم "القاعدة" على مركزها بعد هجوم شنه مسلحون من اعضاء التنظيم الاصولي على حاجز تفتيش في مدينة زنجبار، بالتزامن مع آخر استخدم فيه المهاجمون سيارة مفخخة واستهداف قافلة عسكرية كانت في طريقها الى المدينة لفك حصار يفرضه المسلحون على موقع عسكري.

السفارة الأميركية
واصدرت السفارة الاميركية في صنعاء بياناً نددت فيه بالهجوم الذي شنه الجيش على ساحة الحرية في تعز، وطالبت الرئيس علي صالح بتنفيذ تعهداته لاتاحة انتقال آمن وسلمي للسلطة، كما طالبت الافرقاء السياسيين بالعمل معاً لبناء دولة اكثر سلماً وأمناً.