Date: May 30, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
مئة يوم على بدء حركة المعارضة في ليبيا
وكبرى العشائر تدرس الاعتراف بـ"المجلس الوطني الانتقالي"

مع دخول حركة المعارضة في ليبيا يومها المئة، تتجه الأنظار إلى مهمة رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي يُتوقع أن يحمل اليوم الاثنين إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي استراتيجية خروج، بينما التقى وزير بريطاني سابق أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي عبدالعاطي العبيدي.
وتعد المعارضة مشروع دستور وتعتزم تعيين "سفراء"، غير أن الأمور على الأرض تنذر بخطر تحولها حكومة موقتة، وفي نصف ليبيا فقط. وقال عضو في "المجلس الوطني الانتقالي" طلب عدم ذكر اسمه إنه "من الطبيعي أن نعمل على مستقبل البلاد وان نتصور نظاماً. لكن الصحيح انه كلما مر الوقت، نخاطر أكثر بوضع نظام لا يلائم غرب البلاد وسيصعب علينا تسويقه لدى الليبيين في طرابلس".
ورأى ديبلوماسي اوروبي في بنغازي ان "حكومة لا تتمثل فيها كل المناطق، وخصوصا طرابلس، تعني تقسيم البلاد، وتالياً انتصار القذافي".
ولا تنفي أستاذة القانون الدولي سلوى الدغيلي، وهي من "المجلس الوطني الانتقالي" ومكلفة الاصلاحات السياسية، أن يكون الثوار يعدون "مسودة مشروع دستور"، أو "خريطة طريق" تشمل مجلساً تأسيسياً وصوغ دستور وقانون انتخابي وانتخابات نيابية.


وأبدى رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل مساء السبت في بيان ارتياحه "بعد مرور مئة يوم على انطلاق هذه الثورة المباركة". ورحب بـ"الموقف الذي تبنته مجموعة الثماني والذي أكد  ضرورة رحيل القذافي، وهذا الموقف يعبر مرة اخرى عن الاجماع الدولي الداعم لتطلعات الشعب الليبي وآماله. كما أرحب بالموقف المتقدم للرئيس الروسي (دميتري ميدفيديف) وأؤكد أهمية دور الاتحاد الروسي في العلاقات الدولية وتطلع ليبيا المستقبل الى بناء العلاقات مع الاتحاد الروسي وتوثيقها على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة".
وفي اسطنبول عقدت عشيرة الوفلي، كبرى العشائر الليبية، اجتماعا لمناقشة الاعتراف بـ"المجلس الوطني الانتقالي". وقال أحد المشاركين لصحيفة "زمان": "إننا متفقون على ضرورة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي ومغادرته وأفراد عائلته البلاد فى أسرع وقت ممكن لإنقاذ ليبيا من سفك الدماء، لأن اعتقاله ومحاكمته سيلحقان الضرر بمستقبل البلاد وسيضعانها في موقف أشد صعوبة من الموقف الراهن".
وكان عبد الجليل زار تركيا الأسبوع الماضي.


خروج القذافي
وفي انتظار ما سيحمله زوما إلى القذافي، كررت طرابلس رفضها أي حل لا يقوم على اقتراح الاتحاد الافريقي. وقال نائب أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي خالد الكعيم إن أي وساطة لإنهاء الازمة يجب ان تجري في اطار الاتحاد الافريقي، ورفض "عرض الوساطة الروسي واي مبادرات من شأنها تهميش خطة السلام التي طرحها الاتحاد الافريقي".
إلى ذلك، التقى العبيدي في تونس السبت الوزير البريطاني السابق اللورد ديفيد وتريفغارن، وهو وزير دولة في الثمانينات من القرن الماضي، ويرئس حالياً مجلس الاعمال الليبي - البريطاني.
وقال اوليفر مايلز، وهو سفير سابق لدى ليبيا: "في وسعي ان اؤكد ان الاجتماع عقد. استمر اكثر من ساعة. لم يخول اي منا عقد الاجتماع سواء من المجلس او من الحكومة البريطانية". ورفض أن يقول ما اذا كان الاجتماع يتعلق بالتفاوض على تسوية سياسية للصراع في ليبيا.
وفي لندن كررت الناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية ان "موقفنا واضح. لا يشارك ممثلون لحكومة جلالتها او وسطاء في المفاوضات مع النظام الليبي في شأن وقف للنار. القذافي يجب ان يرحل كي يستطيع الشعب الليبي ان يحدد مستقبله".
وسئل وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس عن رحيل القذافي، فأجاب :"سيرحل آجلاً أم عاجلاً، والسؤال بالنسبة إلى المحيطين به هو الى متى سيواصلون الاستثمار في شخص سيفشل في نهاية المطاف. رأينا الروس يغيّرون موقفهم هذا الأسبوع".


المعارك
في هذه الأثناء تستمر المعارك على الأرض وفي الجو. فقد تعرض حي باب العزيزية الذي يضم مقر إقامة القذافي لغارات جديدة، وتحدث حلف شمال الاطلسي عن استهداف "مركز قيادة ومراقبة"، مشيراً إلى تدمير أبراج المراقبة في المجمع وثلاث دبابات ومستودعات للذخيرة ومرأب عسكري.
وأوضح جنرال بريطاني أن المجمع "هائل"، و"لم يكن مجرد مسكن له، لكنه ايضا ثكنة رئيسية ومقر للقيادة ويقع في قلب شبكة الشرطة السرية ووكالات الاستخبارات التابعة له".
وفي مصراتة قال مراسلون إن الوضع بدأ يعود الى "طبيعته"، إذ رُفعت جواجز عدة ويعمل موظفون لتنظيف المدينة وأعادت محال تجارية فتح ابوابها. غير أن مصادر طبية أكدت أن القوات الحكومية تواصل القصف.
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ، أ ب