Date: May 29, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
غارات أطلسية جديدة على مقر إقامة القذافي وارتياح في أوساط الثوّار الليبيين إلى الموقف الروسي

شنت طائرات حلف شمال الاطلسي غارات جديدة على القطاع الذي يقيم فيه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في طرابلس، بعد التعهد الاميركي والفرنسي والبريطاني في مجموعة الثماني "انهاء العمل" في ليبيا وممارسة مزيد من الضغوط لحمل القذافي على التنحي، بعدما تخلت روسيا عنه.
فقد هز انفجار قوي العاصمة الليبية في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي. وارتفعت سحابة من الدخان فوق قطاع باب العزيزية، مقر اقامة القذافي، الذي يتعرض لقصف كثيف منذ اربعة ايام.
ونحو الساعة 01:00 ترددت اصداء انفجارين في القطاع نفسه، حيث اكد الحلف انه استهدف "مركزاً للقيادة والتحكم". كما قصفت ثكنة الحرس الشعبي القريبة من مقر اقامة القذافي. وقد انهارت اجزاء من الجدران الضخمة لحرم الثكنة من جراء القاء عشرات القذائف في الايام الاخيرة على الموقع المليء بالمستودعات التي قالت السلطات انها قد افرغتها.


وكانت مدينة القريات في منطقة مزده في جنوب طرابلس، تعرضت ايضا للغارات.
وقتل متمردان خلال مواجهات مع قوات موالية للزعيم الليبي جنوب شرق اجدابيا .
وكان المتمردون تحدثوا عن معارك متفرقة حول مدينة جالو في الجنوب الشرقي الذي يسيطرون عليه.

واتهم الحلف من جهة اخرى القوات الموالية للقذافي باقامة "حقل الغام" حول مدينة مصراتة الاستراتيجية. وقال القائد الاعلى لعمليات الحلف الجنرال شارل بوشار ان الهدف هو "منع تحرك السكان" و"استعادة المدينة من المتمردين". وذكرت مصادر طبية ان هذه القوات تواصل قصف مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرق طرابلس وتوقع ضحايا مدنية.


الموقف الروسي
وعلى الصعيد الديبلوماسي، تلقت طرابلس الجمعة صفعة جديدة كبيرة بعدما تخلت عنها موسكو التي انضمت الى البلدان الغربية للمطالبة بتنحي القذافي. وقال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الذي شارك في قمة مجموعة الثماني في دوفيل بفرنسا، ان "العالم لم يعد يعتبره الزعيم الليبي".
وكان ميدفيديف الذي رفضت بلاده حتى الآن تأييد الدعوات الفرنسية والاميركية لتنحي القذافي، امتنع عن التصويت في الامم المتحدة على القرار 1973 الذي يجيز الضربات الدولية على ليبيا.
ووقع الرئيس الروسي من جهة اخرى الاعلان الختامي لمجموعة الثماني الذي يؤكد ان القذافي "فقد كل شرعية"، وعرض على شركائه "وساطته" في النزاع، معلناً ارسال موفد على الفور الى بنغازي، معقل التمرد الليبي في الشرق.


لكن نائب امين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (نائب وزير الخارجية) الليبي خالد الكعيم قلل اهمية هذا التحول. وقال في مؤتمر صحافي ان "مجموعة الثماني قمة اقتصادية. ونحن لسنا معنيين بقراراتها". ورفض في الوقت عينه احتمال المصالحة مع موسكو، مؤكداً ان طرابلس "لن تقبل اي وساطة تهمش خطة الاتحاد الافريقي للسلام ... وكل مبادرة خارج اطار الاتحاد الافريقي سترفض بما في ذلك من روسيا".


ورحب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل بـ"الموقف (الجديد) الذي اعلنته" روسيا. وقال في تصريح للصحافيين في بنغازي: "نقدر دور روسيا في القضايا الدولية"، لكنه طالب بان تكون العلاقات معها "من ضمن المصلحة المتبادلة والاحترام المشترك". واوضح ان الثوار يتوقعون وصول "وفد روسي الاسبوع المقبل". وكرر "للمرة الاخيرة" موقف المجلس الوطني الانتقالي الذي "ليس في وارد القبول بمفاوضات لا تستند الى تنحي القذافي لوضع حد للنزاع".


عدم ملاحقة
وافادت مصادر في المجلس الوطني أن المجلس قد يغض الطرف عن احتمال موافقة إحدى الدول الأفريقية على استضافة القذافي، حقنًا للدماء وإنهاء للأزمة السياسية والعسكرية المستمرة منذ نحو ثلاثة اشهر.
واعترفت السنغال بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يقود المعارضة الليبية المسلحة "كممثل شرعي للشعب الليبي".
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ