Date: May 29, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
التظاهرات مستمرة في اليمن ولا ضمانات لصمود الهدنة بين الجيش والقبائل
فقدان 3 فرنسيين

توسعت مظاهر التوتر العسكري في اليمن إلى مناطق القبائل التي أعلنت الانحياز إلى جانب زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر المناهض لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، فيما اصطدمت جهود الوساطة لإنهاء مظاهر الاحتقان في العاصمة صنعاء بحائط الخلافات حول ضمانات الأمن في المرافق الحكومية التي أخلاها رجال القبائل في إشراف لجنة الوساطة مقابل وقف الجيش اطلاق النار.
والتقى أعضاء اللجنة أمس الرئيس اليمني الذي طالب بإخلاء فوري للمصالح والوزارات الحكومية من دون شروط، في حين طالب الشيخ الأحمر بضمانات لجهة عدم استخدامها من الجيش بما في ذلك نشر مراقبين دائمين فيها.
وهزت صنعاء سلسلة انفجارات أشاعت المخاوف لدى السكان وخصوصا انها جاءت غداة بيانات تهديد من الحكومة اليمنية والشيخ الأحمر وأثارت الشكوك في إمكان صمود الهدنة التي أوقفت القتال بين الجانبين وسط أجواء متوترة في ضواحي العاصمة نتيجة الهجمات التي شنها رجال القبائل على مواقع عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري.


وبدت حرب القبائل مرشحة للتصاعد مع إعلان العشرات من وجهائها الانحياز إلى الشيخ الأحمر ومؤازرته في حربه ضد نظام الرئيس علي صالح الذي فقد قاعدة واسعة من مؤيديه القبليين بعد المواجهات التي شهدتها صنعاء بين الجيش وأنصاره ووضعت اليمن على شفير حرب أهلية.
وأعلن في صنعاء عن تسليم رجال القبائل في منطقة نهم طائرتين مروحيتين إلى قوات الجيش كانوا استولوا عليهما خلال مواجهات سابقة، فيما حذر وجهاء من معاودة الجيش هجماته على زعيم قبيلة حاشد أو شبان الثورة السلمية وأكدوا أنهم سيردون بمهاجمة المواقع العسكرية في مناطقهم.


حرب بيانات
وغداة بيانات أصدرتها الحكومة اليمنية دعت فيها الشيخ الأحمر وأشقاءه العشرة إلى تسليم أنفسهم إلى أقرب مركز للشرطة بتهم التمرد المسلح ووصفها هؤلاء بأنهم عصابة خارجة على القانون، وجه الأحمر رسالة إلى رجال الحرس الجمهوري دعاهم فيها إلى عدم التضحية بأنفسهم من أجل فرد أو أسرة والوقوف مع خيار الشعب، إلى حضهم على التخلص من الاستبداد والتسلط ليكونوا شركاء في صناعة التغيير، في إشارة إلى الرئيس علي صالح الذي وصفه الأحمر بأنه "العدو المشترك للجيش والشعب".
ووجهت صنعاء ما يشبه الإنذار إلى الأحمر ووصفته وأتباعه بأنهم عصابة، وتوعدت بملاحقتهم، متعهدة مواجهة "كل من يفكر في العبث بالأمن والاستقرار بكل حزم وقوة ".
وعقب مواجهات بين رجال القبائل وقوات الحرس الجمهوري المرابطة في شرق العاصمة أوقعت عشرات القتلى والجرحى، نفت صنعاء استيلاء هؤلاء على أي مواقع عسكرية وأكدت أن مجموعات مسلحة من المعارضة وجناحها العسكري من "الإخوان المسلمين" هاجمت دورية عسكرية على طريق صنعاء – مأرب واشتبكت مع أفرادها مما أدى إلى مقتل ضابط وجرح ستة جنود، فيما تكبد المهاجمون خسائر كبيرة.


تفاعلات سياسية
وجاء ذلك بالتوازي مع تقارير تحدثت عن تحركات عربية للبحث في ملف الأزمة اليمنية في مجلس الأمن في خطوة قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي إنها أثارت قلق صنعاء التي تخشى التدويل وتأمل في حل يجمع الأفرقاء على مائدة الحوار للخروج من الأزمة من دون استبعاد عودة الأطراف إلى المبادرة الخليجية.
ودعا القربي الأفرقاء السياسيين إلى التعقل وعدم الانزلاق إلى فوضى مدمرة، منتقداً نتقد الأطراف الدوليين الذين تحدثوا عن تنحٍ فوري للرئيس علي صالح من دون الحديث عن آليات.


حركة الاحتجاجات
واستمرت التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني في عدد من المحافظات غداة دعوة اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية إلى تصعيد الاحتجاجات لإرغام الرئيس على التنحي ومنع أي مخططات للنظام لإشعال حرب أهلية. وشهدت مناطق عدة في المحافظات مظاهر عصيان مدني شل مظاهر الحياة، وسار الآلاف في الشوارع في تظاهرات طالبت باصطفاف شعبي لمواجهة أي تحركات للنظام تسعى الزج باليمن في مربع الحرب الأهلية.


فقدان 3 فرنسيين
■ في باريس، اكد ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فقدان أثر ثلاثة فرنسيين في اليمن، موضحاً ان السلطات الفرنسية تبذل كل ما في وسعها للعثور عليهم، ليؤكد بذلك معلومات أدلى بها في وقت سابق مسؤول امني يمني.