تعهدت مجموعة الثماني تقديم 20 مليار دولار مساعدات لتونس ومصر، وأبقت احتمال تدفق مليارات أخرى لدعم "الربيع العربي" والديموقراطيات الجديدة التي نتجت من انتفاضات شعبية.
انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الرئيس الاميركي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري الذي يواجه حركة احتجاج قوية، بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحي. وصرح في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل: "هل يمكن أن اقول ذلك؟ نعم. وأوباما أصاب بقولها"، في إشارة الى قول أوباما في 19 أيار إن "الرئيس الاسد الان أمام خيارين، قيادة مرحلة انتقالية او التنحي". وهذه المرة الاولى تتحدث فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الاسد عن السلطة، بعدما كانت تكتفي بالمطالبة بوقف القمع في سوريا واجراء اصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.
ولفت ساركوزي الى ان "لفرنسا بعض الصدقية" في طرح الخيار المعروض الان على الرئيس السوري، قائلا: "لقد فعلنا كل شيء لاعادة سوريا الى منظومة الامم الدولية. كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهمهم...اشعر بالاسف لان اقول ان الزعماء السوريين يقومون بخطوة مدهشة الى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما يجب التنديد به".وخلص الى ان "الرئيس بشار الاسد يعلم تماما ان فرنسا لم تفعل ذلك الا بعد هذا التراجع الديموقراطي الذي لا يمكن قبوله".
كذلك، حض الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الاسد على "الانتقال الى الاقوال من الافعال". وكانت روسيا رفضت في وقت سابق ان يبحث مجلس الامن في مشروع قرار اوروبي يحذر النظام السوري من ملاحقته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الانسانية" في قمعه التظاهرات. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: "اطلعنا على مشروع القرار. لن ندرسه حتى في هذه المرحلة وسننحيه جانباً. انه غير ملائم ويتسبب بضرر". ورأى ان "الوضع السوري يختلف جذريا عن الوضع في ليبيا".
ليبيا وفي الشأن الليبي، رأى ساركوزي انه من المستحيل التوسط مع الزعيم الليبي على رغم ابداء موسكو استعدادها للتفاوض من اجل تنحيه عن السلطة. وقال في القمة: "الوساطة مستحيلة مع القذافي". وذهب ميدفيديف الى مناشدة القذافي التخلي عن السلطة، وقال ان روسيا لن توفر ملجأ له، لكن دولاً اخرى قد تفعل ذلك. وأعلن انه ارسل مبعوثاً الى بنغازي، معقل المعارضة، في اطار الجهود لانهاء الصراع، آملاً في ان تتاح له الفرصة للتحدث مع الجانبين. وعلق نائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض بن رودس بان واشنطن تعتقد ان روسيا يمكن ان تساعد في انهاء الازمة الليبية، وانها ستبقى على اتصال معها في هذه المسألة. وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن "مرحلة جديدة" في الحملة التي يشنها حلف شمال الأطلسي لإسقاط نظام القذافي، مشيرا الى أن ثمة "علامات على أن قوة الدفع ضد القذافي تتصاعد فعلاً. لذلك، نزيد الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي".
البيان الختامي وكان زعماء مجموعة الثماني أصدروا في ختام قمتهم في دوفيل بياناً قالوا فيه: "روعنا لمقتل الكثير من المحتجين السلميين نتيجة الاستخدام الواسع النطاق للعنف في سوريا إلى جانب الانتهاكات المتكررة والجسيمة لحقوق الإنسان"، محذرين من أنهم سيتخذون "المزيد من الاجراءات" إذا لم تشرع السلطات في اصلاحات جدية. والى الشأن السوري، تطرق البيان الى ليبيا واليمن والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية. وأفاد ديبلوماسيون أن زعماء مجموعة الثماني اضطروا الى تخفيف حدة بيان يحض اسرائيل والفلسطينيين على العودة الى المفاوضات لاعتراض كندا على ذكر حدود عام 1967.
مساعدات الى ذلك، أطلقت القمة شركة مع شمال افريقيا والشرق الأوسط تربط المساعدات وائتمانات التنمية بالتقدم على صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية في المنطقة. وستكون أكثر المساعدات لتونس ومصر في شكل قروض لا منح. وأوضح ساركوزي إنه، الى 20 مليار دولار سيقدمها البنك الدولي وجهات إقراض إقليمية أخرى تهيمن عليها القوى الكبرى، سيكون هناك مبلغ مماثل من مصادر أخرى هي عشرة مليارات دولار من دول عربية خليجية وعشرة مليارات من حكومات أخرى. ويمكن أن تأمل دول أخرى في تلقي مساعدات في المستقبل. والتقى مسؤولون مصريون وتونسيون كبار زعماء مجموعة الثماني طلبا لدعم الاقتصادين الهشين لبلديهما. وقال وزير المال التونسي جلول عياد في مؤتمر صحافي: "نشعر بالرضا البالغ حقاً عن البيانات الواضحة والمحددة التي طرحتها كل دول مجموعة الثماني والمؤسسات المالية...من الواضح جدا أن الكل يريد مساعدتنا". (وص ف، رويترز، أب، أش أ، ي ب أ)
|