تحدى آلاف في سوريا التدابير الامنية المشددة وشاركوا امس في تظاهرات احتجاج في عدد من المدن في يوم "جمعة حماة الديار". وتعرض المتظاهرون لرصاص قوى الامن، فسقط ثمانية قتلى، غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الامن يندد بـ"القمع الدموي" في سوريا.
أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان حصيلة قتلى "جمعة حماة الديار" ارتفعت الى ثمانية في مدن سورية عدة. واوضح ان "ثلاثة أشخاص قتلوا الجمعة عندما فرق رجال الامن تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات". واورد عبد الرحمن اسماء القتلى.
وقال "ان ثلاثة متظاهرين على الاقل قتلوا قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) بجنوب البلاد برصاص رجال الامن الذين اطلقوا النار عليهم عندما صعدوا الى سطوح الابنية لاعلاء صوت التكبير". وابلغ شاهد "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل وهم يطلقون هتافات تحيي الجيش" مشيرا الى ان "عناصر الجيش الموجودة لم تتدخل". واضاف: "وبعد قليل جاءت قوى الامن وفتحت النار عشوائيا مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 15 آخرين". كما سقط شخص في منطقة الزبداني في ريف دمشق لدى تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي شخص آخر في مدينة جبلة عندما اصابه طلق ناري بينما كان على سطح احد الابنية وهو يعلي التكبير".
وقال احد السكان في ناوا قرب درعا إن قوى الأمن منعت المساجد من رفع أذان الصلاة وكان القناصة ظاهرين على المباني المرتفعة. وأكد اثنان من السكان أن نحو 40 دبابة لا تزال منتشرة في منطقتين بدرعا حيث بدأت الاضطرابات. وصرح رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي للوكالة نفسها بأنه "وردت الينا أنباء ان قوى الامن السورية اطلقت النار في الهواء لتفريق نحو خمسة آلاف متظاهر التقوا في وسط مدينة دير الزور بعدما خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية". واضاف ان "قوى الامن استخدمت القوة لتفريق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين في دمشق وضربتهم بالهروات". واشار الى ان "قوى الامن استخدمت ايضا القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب" التي كانت نسبيا ظلت حتى الان بعيدة عن موجة الاحتجاجات. وتحدث عن "تظاهرة في منطقة الدرباسية شارك فيها نحو 400 ولد وهم يحملون العلم السوري. كذلك خرجت تظاهرة ايضا في مدينة القامشلي "شارك فيها الالاف". كما خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عمودا شارك فيها نحو 2500 شخص. ويشكل الاكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.
وفي حمص روى شهود ان "تظاهرات عدة سارت في المدينة كانت أهمها في حي باب السباع تهتف بشعارات مناهضة للنظام". وقالوا ان "قوى الامن فرقت احدى التظاهرات في حي جورة الشياح، في وسط مدينة حمص، عندما ضربت المشاركين بالهراوات". واضافوا ان المتظاهرين كانوا يهتفون "يا ضباط الجيش الثوري روحوا عالقصر الجمهوري" و "يا ضباط ويا شرفاء انهجوا نهج الشهداء".
وذكر ناشطون أن احتجاجات خرجت في مدينة البوكمال بشرق البلاد وأحرق المتظاهرون صور الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الذي أغضب خطابه المناصر للرئيس السوري بشار الاسد هذا الاسبوع في بيروت المتظاهرين. وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا حضوا الجيش السوري على الانضمام الى الثورة السلمية للشعب في "جمعة حماة الديار".
أما الوكالة العربية السورية للانباء "سانا"، فتحدثت عن اصابة "سبعة من عناصر الشرطة والامن اليوم (امس) باعتداءات قام بها عدد من المتجمعين بدير الزور" . ونقلت عن محافظ دير الزور حسين عرنوس ان "الاصابات نجمت عن استخدام المتجمعين الحجارة والادوات الحادة والسكاكين ضد عناصر الشرطة والامن الذين وجدوا للحفاظ على الامن".
وبث التلفزيون السوري أن "مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق) يطلقون النار على قوات حفظ النظام" من غير أن يشير الى وقوع اصابات. كما نقل عن مراسليه في المحافظات السورية ان عشرات الاشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام امام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة. وأشار الى "تجمعات" عدة ضمت 150 شخصا في القامشلي و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية والعشرات في طرطوس و150 شخصا في عمودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في رأس العين . واضاف ان هذه التجمعات انفضت من تلقاء نفسها دون "احتكاكات".
مؤتمر المعارضة ودعت المعارضة السورية، قبيل انطلاق أعمال مؤتمر تعقده في مدينة أنطاليا التركية، إلى إجراء تغيير وطني شامل ينقل سوريا من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية، ومن نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديموقراطي.
وأصدرت المعارضة البيان الأول للمؤتمر الذي ستعقده الثلثاء المقبل وهو بعنوان "المؤتمر السوري للتغيير"، أشادت فيه بسلمية الشعب السوري وحرصه على الوحدة الوطنية "على رغم كل محاولات النظام لبث الفرقة بينهم، وكل التضليل الإعلامي الذي يمارسه". وقالت انه التزاماً بالواجب "الوطني والإنساني والأخلاقي تجاه تضحيات الشعب السوري، تعقد أحزاب معارضة وهيئات حقوقية ومدنية وشخصيات وطنية وناشطون مستقلون، مؤتمراً وطنياً واسعاً يناقش الأوضاع الراهنة في البلاد والسبل الممكنة لأداء الواجب وتقديم الدعم والعون لنضال السوريين". وسيشارك في مؤتمر أنطاليا من الثلثاء حتى الخميس أكثر من 300 شخصية معارضة بينها كتاب وناشطون ورجال أعمال وممثلون لحركة "الأخوان المسلمين".
وصرح الناطق الرسمي باسم "إعلان دمشق" المعارض نواف البشير بأن دولا عربية عدة وخصوصا خليجية رفضت احتضان المؤتمر الذي دعت إليه المعارضة السورية، وأبدت تركيا استعدادها الكامل لاستضافته.
ودعت أحزاب سياسية سورية غير مرخص بها في بيان القيادة السورية وقوى المعارضة واعضاء المجتمع المدني الى "ضبط النفس والتمسك بالوحدة الوطنية" من أجل التوصل الى الاستقرار الداخلي اللازم للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني في شأنها. ووقع البيان حزب الاصلاح الديموقراطي الوحدوي، واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والتجمع الديموقراطي الكردي في سوريا، والتجمع الديموقراطي الأشوري السوري، والحزب الديموقراطي السوري.
ضبط أسلحة في غضون ذلك، أفاد مدير البوابة الحدودية في تل أبيض بمحافظة الرقة السورية وليس العلي أن كمية من الأسلحة ضبطت على متن شاحنة آتية من تركيا. ■ في جنيف، أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقها البالغ من الأوضاع في سوريا في ظل ما يرد من تقارير عن الإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين. (و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ)
|