Date: May 27, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
المعارضون السوريون يطالبون الجيش بالانضمام الى الثورة "السلمية" للشعب
داود أوغلو ينصح الأسد بإصلاحات تشكّل "علاجاً بالصدمة"

دعا منظمو الاحتجاجات في سوريا الجيش السوري الى الانضمام الى الثورة "السلمية" للشعب، فيما نددت منظمات حقوقية سورية بالعنف الذي تواجه به السلطات المحتجين وحملة الاعتقالات على الاطباء. ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الرئيس السوري بشار الاسد الى إجراء إصلاحات تشكل "علاجاً بالصدمة".

انتقدت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان لجوء السلطات السورية الى الحل العسكري لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية التي تهز البلاد، مشيرة الى الاعتقالات التعسفية والتعذيب الذي يجري على نطاق واسع على أيدي قوى الامن التي لا تتوالى عن اقتحام المستشفيات وخطف الجرحى. وقالت في بيان ان "السوريين تعرضوا لعنف يفوق الخيال مدة 48 سنة من نظام البعث والان لم يعد في امكانهم تحمل المزيد". واضافت ان "معلومات موثوقا بها وردت من سوريا تشير الى تجاهل واسع ومستمر وجسيم من الجيش السوري وقوى الامن لحقوق الانسان". واوضحت "ان تقارير كشفت عن خطف جرحى من المستشفيات ونقلهم الى السجون العسكرية مما ادى الى حرمانهم العلاج والرعاية الأساسية الامر الذي قد يعرضهم للاعاقة الدائمة او الموت".
وكشف رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "السلطات السورية قامت بحملات اعتقال استهدفت الاطباء الذين يعالجون الجرحى"، مشيرا الى "اختفاء قسري لاطباء في مدينة اللاذقية منذ اكثر من 20 يوما".
وفي المقابل، يتهم النظام "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية" بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين. وصرح مصدر عسكري بان "حصيلة الضحايا لدى القوى الامنية والعسكريين بلغت 112 شهيدا و1238 جريحا"، بينما قالت وزارة الداخلية ان الاحداث اوقعت "31 شهيدا و619 جريحا من عناصر قوى الامن الداخلي".


دعوة الى الجيش
وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا دعوا الجيش السوري الى الانضمام الى الثورة "السلمية" للشعب، في ما اطلقوا عليه امس "جمعة حماة الديار".
وطلب المعارضون في صفحة "الثورة السورية" بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" من المتظاهرين بث رسالة يدعون فيها الى التحرك "يدا بيد لنضم حماة الديار الى ثورتنا السلمية المباركة".
ونشر المنظمون في صفحتهم صورة للبطل القومي يوسف العظمة كتب عليها: "جمعة حماة الديار 27 ايار يوسف العظمة يناديكم". وحماة الديار هما الكلمتان الاوليان للنشيد الوطني السوري.
اما يوسف العظمة، فهو وزير الدفاع السوري الذي سقط في معركة اليرموك عام 1920 لدى مواجهته الجيش الفرنسي بقيادة غورو الذي جاء لاحتلال سوريا.
وبعثت الخميس اكثر من 220 منظمة غير حكومية في 18 دولة عربية برسالة الى اعضاء مجلس الامن ، طالبت منهم "ادانة اللجوء المفرط الى القوة" ضد المتظاهرين في سوريا و"ايصال المساعدة الانسانية فورا".


لوم للعرب
وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها النظام السوري من المجتمع الدولي، لام وزير الخارجية وليد المعلم الدول العربية لعدم اظهارها تضامنها مع سوريا، فيما اظهرته دول اجنبية اخرى.
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن المعلم الذي تحدث في دار السفير القطري بدمشق زايد بن سعيد الخيارين، الذي جمع نحو 20 من ممثلي الدول العربية في منزله: "بكل صراحة اقول اننا عاتبون على اشقائنا العرب من باب المحبة والاخوة على الاقل، ان يظهروا تضامنهم مع سوريا في مواجهة هذه العقوبات بشكل يظهر اننا اصدقاء خصوصا في اوقات الضيق".
ورأى وزير الخارجية التركي في مقابلة مع صحيفة "النيويورك تايمس" ان "ما يحتاج اليه الأسد الآن هو علاج بالصدمة لكسب قلوب شعبه، في أسرع وقت ممكن".
 وسئل عما سيحصل اذا لم يجر الرئيس السوري إصلاحاً دراماتيكياً، فاجاب: "لا ندري، ولهذا السبب نقول علاجاً بالصدمة".
واعرب عن اعتقاده أن الأسد لا يزال قادراً على إجراء إصلاحات، ولكن "سنرى ما يمكن أن يقدم".
في غضون ذلك، قررت سوريا استبدال سفيرها في أنقرة نضال قبلان, الذي أمضى سنتين في مهمته، بنائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري .
وتسلمت السلطات التركية من سوريا ثلاثة من افراد منظمة "حزب العمال الكردستاني" الانفصالي .
و ص ف ، رويترز ، أ ش أ، ي ب أ