Date: May 27, 2011
Source: جريدة النهار اللبنانية
الحكومة الليبية تعرض وقفاً للنار يراقبه الاتحاد الافريقي وعملية سياسية تشمل حواراً ودستوراً جديداً

مع تحرّك السلطات الليبية نحو إسبانيا حاملة عرضاً لوقف النار تشرف عليه الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وتنازلات سياسية مثل حوار غير مشروط مع المعارضة وتعويض الضحايا ووضع مسودة دستور جديد، رأى الثوار أن تنظيم انتخابات يتطلب سنتين، في تراجع عن موقف سابق بأن الانتقال إلى الديموقراطية يتطلب ستة أشهر. 

في مدريد، صرح ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز زاباتيرو بان الحكومة الإسبانية تسلمت رسالة من أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء الليبي) البغدادي المحمودي تحمل عرضاً لوقف النار. وقال إن "موقف إسبانيا من ذلك هو موقف الحكومات الأوروبية الأخرى. بالتأكيد جميعنا نؤيد وجود وقف للنار في ليبيا، لكن ثمة شروطاً وظروفاً سياسية ضرورية لحصول ذلك"، منها أن يكون وقف النار ذا صدقية ويمكن التحقق منه ويقضي بعودة جميع الكتائب الليبية إلى ثكنها والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق.
وأشار الناطق إلى أن الرسالة احيلت على دول أوروبية أخرى. لكن باريس نفت علمها بها.


وأمس حصلت صحيفة "الانديبندنت" البريطانية على نص الرسالة، ولاحظت أنها لم تذكر دوراً للقذافي في مستقبل البلاد.
ونشرت مقاطع منها فيها أن "مستقبل ليبيا سيكون مختلفاً جذرياً عما كان في الأشهر الثلاثة الأخيرة. تلك كانت الخطة. لكننا في حاجة الآن إلى التعجيل في العملية. ولكن لنقوم بذلك، علينا وقف القتال، وبدء الحوار، والاتفاق على دستور جديد، وإيجاد نظام حكومي يعكس واقع مجتمعنا ويتلاءم مع متطلبات الحكم المعاصر. علينا فورياً أن نجعل المساعدة الإنسانية متاحة لكل الليبيين الذين يحتاجون اليها، سواء أكانوا في ليبيا أم خارجها. دائرة العنف يجب إبدالها بدائرة المصالحة. الطرفان يحتاجان الى المبادرة للخروج من الزاوية والانخراط في عملية تقود إلى إجماع... نقترح أن ينعقد البرلمان في جلسة غير عادية لتعيين لجنة تنفيذية تدير الشؤون العامة وتشرف على وقف النار وتقترح آلية للحوار السياسي، وتضم ممثلين لكل المناطق والمجتمع المدني. ستكون مهمتها وضع دستور يتبناه الشعب الليبي ويحدد النظام السياسي في ليبيا. وسيطلق مسار مصالحة يتضمن العفو والتعويض لكل ضحايا النزاع. نحن مستعدون للحوار للمساعدة في التوصل إلى وقف للنار ولإطلاق مفاوضات على الشكل المستقبلي للحكومة الدستورية. لنضع خريطة طريق للمستقبل. إن ما حدث في ليبيا هو جزء من سلسلة أكبر من الأحداث في العالم العربي. نفهم هذا. نحن مستعدون ونعرف ما هو مطلوب منا".


البغدادي المحمودي
وفي طرابلس عقد المحمودي مؤتمراً صحافياً أبدى فيه للمرة الأولى استعداداً للحوار "مع كل الليبيين"، بمن فيهم أعضاء "المجلس الوطني الانتقالي".
وأكد "التزام ليبيا وقف النار"، وقرارات قمة الاتحاد الأفريقي قبل صدورها، بل "ذهبنا إلى أبعد من ذلك وطلبنا من الاتحاد الأفريقي تحديد وقت وساعة معينة لوقف النار وإرسال مراقبين للأشراف على ذلك". وإذ شدد على ان "الحل العسكري لن يؤدي إلى أي نتيجة"، أبدى الاستعداد "لبدء حوار سياسي من طريق الليبيين أنفسهم".
ورأى أن الشعب الليبي وحده "يقرر" مصير القذافي، وهو في "قلب كل ليبي"، و"إذا رحل القذافي، فإن كل الليبيين سيرحلون معه".
أما نائب اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي خالد كعيم فلم يستبعد تنحي القذافي، مقراً "للمرة الأولى، بأن جميع الخيارات السياسية مطروحة على طاولة المفاوضات المقبلة في شأن مستقبل البلاد".


الثوار
وفي بنغازي التي بدأت ترتفع فيها أصوات انتقاد لـ"المجلس الوطني الانتقالي"، قال نائب رئيسه عبدالحفيظ غوقا إن فترة انتقالية من سنة أو سنتين قد تكون مطلوبة بعد إطاحة القذافي المتوقعة. وخلال تلك الفترة، ستشكل المعارضة مجلساً تشريعياً انتقالياً يضع دستوراً ويجري استفتاء عليه، ثم تنشأ أحزاب قبل الانتخابات.
غير أن العضو في المجلس يوسف شريف صرح بأن غوقا "مخطئ" من حيث فترة السنتين، "إلا إذا اتخذ القرار في اجتماع سري ما"، مكرراً الموقف السابق ان "تنظيم الانتخابات لا يتطلب أكثر من ستة أشهر".


الاتحاد الأفريقي
وفي أديس أبابا، دعا الاتحاد الافريقي حلف شمال الاطلسي الى التوقف عن قصف ليبيا، وذلك في ختام قمته.
وأوضح مفوض السلام والأمن في الاتحاد رمضان العمامرة ان هذه الدعوة وردت في الإعلان الختامي للقمة. وقال ان وقف الغارات "جزء من المطالب التي تساعد على ان تصير الحلول السياسية ممكنة".
وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ أن "حلاً سياسياً فقط يمكن ان يحمل سلاماً دائماً ويلبي الطموحات المشروعة للشعب الليبي الى مصير يختاره في اطار من الحرية والديموقراطية ودولة القانون".
وص ف، رويترز، أب، ي ب أ، أش أ، "الانديبندنت"