خلصت مفاوضات ماراثونية خاضتها القوى السياسية العراقية طوال ليلة الأربعاء- الخميس، إلى الإعلان رسمياً عن خمسة تحالفات سياسية واضحة لخوض الانتخابات، فيما تضاربت المعلومات في شأن الموقف النهائي لطريقة ترشيح رئيس الوزراء حيدر العبادي.
واحتفظ رئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي بكتلته، لكن تسريبات لمكوناتها كشفت خلوها من معظم عناصرها السابقة مثل: «مستقلون» و «الفضيلة» و «بدر» و «الإصلاح» وغيرها، وأنها تتشكل بالدرجة الأساس من «حزب الدعوة» وبعض القوى المقربة منه.
وكانت حال من الترقب سادت الأوساط السياسية بعد الكشف عن وجود «حزب الدعوة» الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة حيدر العبادي ضمن «الائتلاف». وتسربت معلومات عن اجتماعات مسائية خاضها العبادي لتشكيل تحالف جديد باسم «النصر»، لكنه لم يعلن رسمياً حتى انتهاء الدوام الرسمي لمفوضية الانتخابات يوم أمس، وهي المهلة النهائية التي منحت لإعلان التحالفات السياسية.
وتحدثت التسريبات عن احتمال تحالف العبادي مع ائتلاف شكله زعيم «منظمة بدر» هادي العامري باسم «الفتح»، ويضم إضافة إلى بدر مجموعات «الحشد الشعبي» مثل «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله» و «المجلس الأعلى» وغيرها.
وبرزت مع تلك التسريبات، مشكلة قانونية في شأن إمكان تحالف العبادي في لائحة أو مشاركته في أخرى خارج حزبه «الدعوة»، إنما من دون إعلان انسحابه من الحزب.
ورأى مراقبون أن العبادي كان ينتظر إقرار قانون الانتخابات الجديد الذي كان يسمح للحزب السياسي بالمشاركة في أكثر من تحالف انتخابي، فيما لا يسمح قانون الانتخابات الساري حالياً والذي أقر عام 2014 بذلك.
وتعددت السيناريوات في شأن موقف العبادي النهائي، إذ ما زال احتمال تشكيله كتلة «النصر» قائماً، في حال أعلنت مفوضية الانتخابات تمديد باب تقديم التحالفات إلى الأحد المقبل، أو أنه قد يضطر إلى الترشح للانتخابات تحت ظل كتلة «دولة القانون» التي رشح بالفعل باسمها في انتخابات في 2014.
وفي حال استمر الوضع كما هو عليه، فإن الساحة السياسية الشيعية ستفرز ائتلافين انتخابيين فقط، في حين تخوض القوى والأحزاب الأخرى مثل تياري الصدر والحكيم وبعض القوى الصغيرة الانتخابات بلوائح حزبية منفردة.
بدورها، أفرزت الساحة السياسية السنية أمس ائتلافين رئيسين، جمع الأول رئيس البرلمان سليم الجبوري مع زعيم «اللائحة الوطنية» إياد علاوي، ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، في مقابل تحالف آخر جمع بين رجل الأعمال خميس الخنجر الذي يتزعم «الحزب العربي» مع نائب رئيس الجمهورية ورئيس كتلة «متحدون» أسامة النجيفي، فيما يتوقع أن تخوض قوى سنية مثل «الحل» و «العزة» وبعض القوى الجديدة الأخرى الانتخابات بقوائم حزبية.
وخلصت الساحة الكردية حتى مساء أمس، إلى تشكيل تحالف واحد باسم «وطن» جمع «حركة التغيير» بـ «الحركة الإسلامية» مع لائحة «الديموقراطية والعدالة» التي يتزعمها برهم صالح، لتنافس بدورها الحزبين الرئيسين «الاتحاد الوطني الكردستاني» و «الديموقراطي الكردستاني» المتوقع أن يخوضا الانتخابات بلوائح حزبية. |