Date: Dec 24, 2017
Source: جريدة الحياة
هدوء قلق في السليمانية ومطالبات بتدخّل بغداد
بغداد – حسين داود 
ساد هدوء حذر في مدينة السليمانية أمس، بعد خمسة أيام من تظاهرات شعبية واسعة شهدت أعمال عنف وصدامات مع قوات الأمن الكردية. وحذّر نواب من «ثورة جياع» تهدد باجتياح محافظات إقليم كردستان، وطالبوا الحكومة الاتحادية بالتدخل لحلّ الأزمة وسط ومخاوف من انفجار الأوضاع.

وحذّرت سروة عبد الواحد رئيسة كتلة «التغيير» الكردية في مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس، من «ثورة جياع تجتاح محافظات كردستان، خصوصاً بعد سحب معظم قوات الأسايش والبيشمركة الكردية من أطراف ديالى وكركوك والموصل إلى داخل السليمانية وإربيل».

وأضافت أن «التطوّرات مقلقة وخطيرة في كردستان، والأوضاع الاقتصادية منهارة بسبب قلة الموارد وعدم دفع رواتب الموظفين»، مبينة أن «التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات قوبلت باستخدام العنف المفرط حتى ضد وسائل الإعلام والناشطين».

وأشارت عبد الواحد إلى أن «المئات زُجّوا في السجون وقُتل عدد منهم واستُخدمت أساليب قمعية منها تهديد الصحافيين والناشطين واعتقال قسم منهم»، ودعت دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية إلى «التدخل ووضع حدّ لما يحدث».

وجددت مطالبتها الحكومة الاتحادية بـ «التدخل لإيجاد مخرج للأزمة وحماية المواطنين في السليمانية وإربيل ودهوك». وأكدت أن شقيقها رئيس حركة «الجيل الجديد» شاسوار عبد الواحد «معتقل بعد اختطافه من مطار السليمانية، وما زال مضرِباً عن الطعام وحالته تزداد سوءاً».

وطالب متظاهرون وأحزاب كردية بتشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان كحلّ للأزمة، التي اندلعت بسبب تفاقم المشكلات المالية وفشل حكومة الإقليم في دفع رواتب الموظفين، فيما اقترح سياسيون إجراء انتخابات في أقرب وقت.

وحذرت النائب عن «الاتحاد الوطني الكردستاني» ريزان شيخ دلير من انفجار الأوضاع في إقليم كردستان. وشددت في بيان على «ضرورة أن يتحمل الساسة في الإقليم مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم في هذا الوقت الحرج الذي تمرّ به الأمة الكردية قبل فوات الآوان وانفجار الوضع وخروجه عن السيطرة».

وأضافت أن «إقليم كردستان مرتبط دستورياً بالحكومة الاتحادية والتي يقع على عاتقها حل جزء كبير من الأزمة القائمة بين الطرفين، وتغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة». وأكدت أن «على رئيس الوزراء حيدر العبادي تحمل مسؤولياته التنفيذية تجاه أبناء شعبه في كردستان وعدم تركهم ضحية لتناقضات المشهد السياسي».

إلى ذلك، تتصاعد المخاوف من اصطدام عسكري بين القوات الاتحادية والبيشمركة في كركوك ومناطق النزاع، بعد هجمات طاولت قوات الجيش في كركوك أول من أمس، فيما أرسلت الحكومة الاتحادية قوات إلى أطراف أربيل. ونفى اللواء زريان شيخوساني في قوات البيشمركة قائد محور مخمور جنوب إربيل، سيطرة القوات الأمنية العراقية على طريق محور مخمور- كوير، وقال إن «قوة أمنية عراقية كانت في السابق في قرية (بونكينه) بحدود محور مخمور- كوير وما زالت في موقعها ولم تقم بأي تقدم حتى الآن ولم تسيطر على الطريق».