Date: Dec 23, 2017
Source: جريدة الحياة
ماكرون وعباس يتفقان على وضع القدس ... ويختلفان حول دولة فلسطينية
باريس - آرليت خوري 
أثمرت قمة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والفلسطيني محمود عباس عُقدت في باريس أمس، اتفاقاً عن «وضع القدس كأساس لحل الدولتين»، ورفض إعلان الرئيس دونالد ترامب في شأن المدينة المقدسة، لكن الزعيمين اختلفا حول أولوية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي اعتبره عباس «استثماراً في السلام»، لكن ماكرون «لا يعتقد أن الخطوة مجدية بل ستكون رد فعل».

وجدد الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع عباس في قصر الإليزيه، تأكيده أن «لا بديل من حل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق حول وضع القدس»، لافتاً إلى أن بلاده «ستعترف بالدولة الفلسطينية عندما يكون الاعتراف يخدم السلام على الأرض».

واستبعد ماكرون مجدداً إمكان طرح فرنسا مبادرة حالياً، مؤكداً أن صوغ عمل ديبلوماسي فاعل «يتطلب تفهماً قبل التحرك». ونفى أن يكون النهج الذي يعتمده في هذا الإطار «نهجاً خجولاً». وقال إنه أعاد التذكير خلال المحادثات بـ «عدم موافقته على قرار ترامب في شأن القدس».

وأضاف: «أنا متمسك بالقانون الدولي وبإحلال سلام دائم وعادل لن يتحقق إلا من خلال التفاوض بين الأطراف»، مشيراً إلى أن تطلعات الشعب الفلسطيني «تلقى صدى واسعاً لدى الأسرة الدولية. الفلسطينيون ليسوا وحدهم ومن حقهم العيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل». وأكد أن فرنسا «صديقة الفلسطينيين وهي حريصة على مواصلة العمل في إطار حوار مثمر مع إسرائيل».

ورداً على سؤال عن الاعتراف بدولة فلسطين، تساءل ماكرون: «هل الاعتراف بفلسطين اليوم مجدٍ؟»، مضيفاً أنه «لا يعتقد ذلك بل سيكون بمثابة رد فعل على قرار أحادي، ويشكل برأيه خطأ عميقاً».

ورأى أن المفاوضات بين الأطراف «ستقود إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسيتم ذلك عندما يكون الاعتراف يخدم السلام على الأرض».

من جهة أخرى، لفت ماكرون إلى أهمية المصالحة الفلسطينية، وأشاد بالجهود المبذولة لعودة السلطة فعلياً إلى قطاع غزة.

في المقابل، حمل عباس على الولايات المتحدة، التي شدد على أنها «لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام وان الفلسطينيين لن يقبلوا أي خطة تصدر عنها بسبب انحيازها وخرقها القانون الدولي»، كما حمل على سياسة الاستيطان المعتمدة من قبل إسرائيل والمخالفة لاتفاقات جنيف إضافة إلى أعمال القتل ومصادرة الأراضي». وأكد أن الاعتراف بفلسطين «هو بمثابة استثمار في السلام وأن الفلسطينيين مستمرون في نشاطهم السياسي على مستوى العالم بأكمله ومستمرون في المصالحة على رغم صعوبتها والعقبات التي تواجهها».

ورداً على سؤال حول زيارته إلى الرياض قال أن «السعوديين يقولون لنا دائماً ماذا تريدون، نحن معكم، ولن نتدخل في شؤونكم بخلاف البعض أما هم فلم يتدخلوا ولم يتأخروا عن الدعم في كل المجالات».

ونقل عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قوله إن «قضية الشرق الأوسط لن تحل قبل قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإنه عاد وسمع الموقف ذاته من المسؤولين السعوديين خلال زيارته الأخيرة».