Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : «انتخابات شو!» - مشرق عباس
الخميس ٢١ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة

الملف: انتخابات
«انتخابات شو!» - مشرق عباس
عرض البرنامج الكوميدي العراقي «البشير شو» صورة عن جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي التي أجريت قبل أيام داخل أروقة المجلس، ليكشف من خلال التدقيق في تفاصيل عملية الاقتراع «السري» عن ممارسات غريبة مثل تصوير نواب ورقةَ الاقتراع الخاصة بهم، وتجول قرابة 5 نواب في الأقل لمراقبة نمط تصويت زملائهم، والضغط عليهم بطريقة مباشرة لانتخاب مرشح معين، ناهيك بالفوضى وتصويت نواب أكثر من مرة!

مضى الأمر، لأنه يمثل في الذاكرة العراقية صورة مستنسخة لـ «الاقتراع النموذجي»، مقارنة بمستويات عالية ومباشرة من الضغط والتأثير والتهديد وشراء الأصوات التي تشهدها الانتخابات العامة في العراق، وهذا ما جعلها عقيمة في نتائجها، وعرضة لمقاطعة شعبية متصاعدة.

القضية لا تخص حصراً محاولة نواب يميلون إلى مرشح معين لرئاسة البرلمان، التأثير في مسار الاقتراع وسط ضعف إدارة رئيس السن، وافتقاره إلى الموقف الحاسم لمنع الفوضى، وربما لم تكن نتائج التصويت لتتغير كثيراً من دون اللجوء إلى هذه الممارسات المهزوزة، بل تتعلق بالثمن الذي يدفعه الشعب العراقي نتيجة الطعن بمغزى الانتخابات وغاياتها، وهي المكسب المفترض الوحيد من «الديمقراطية» التي جردت من كل سماتها الأخرى في التجربة العراقية. وهذا الثمن باهظ، وكان من بين نتائجه فشل الحكومات والممثليات التي أفرزتها الانتخابات في إقناع الأهالي بشرعيتها، وهي تتعرض كل يوم إلى التشكيك والتنكيل والاتهام وحرق المقار الحزبية، على غرار أحداث الجنوب العراقي الأخيرة.


ولو أن الأحزاب والقوى التي وصلت إلى مواقعها عبر آليات وقوانين انتخاب معترض عليها شعبياً، قد اهتمت بتنفيس الغضب الشعبي عبر اختيارات موفقة لهيئاتها الحكومية ورئاساتها لكان في الإمكان تصور منجز في الإمكان الدفاع عنه، لكنها تسعى كما يبدو إلى المجازفة بإشعال السخط، ومواجهة الشارع، بصلافة لا يمكن حتى الصمت عنها.

وقد طرح منذ اليوم الأول لإغلاق صناديق الاقتراع وسط حملة تشكيك واتهامات غير مسبوقة، مقترح تشكيل حكومة مهنية من خارج الأحزاب، تكرس اهتمامها خلال فترة انتقالية معلومة إلى تطوير العملية السياسية والتأسيس لخريطة طريق قانونية قابلة للتطبيق يمكنها إقناع الجمهور المقاطع والناقم بجدوى العملية الانتخابية.

لكن مسارات انتقال السلطات ابتداء من فوضى البرلمان، لا تنبئ باحتمال تحقق هذا الهدف الذي تبناه المرجع الديني الأعلى علي السيستاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وعدد كبير من الشخصيات الفكرية والثقافية والاجتماعية والفاعليات الشعبية على امتداد العراق.

قررت الأوساط الحزبية ابتداء، أن الترحيب الشعبي الاستثنائي الذي تلقاه ترشيح السياسي الكردي برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية، ليس بذي قيمة، وأن رغبة العراقيين في رئيس قادر على مساعدة الحكومة لتجاوز محنة البلد، ليست أولوية، وأن على الجميع القبول مجبرين، بما يفرض عليهم من سلة «المحاصصة الحزبية» التي تدار في غالبيتها خارج البلد.

ومن ثم تمضي تلك القوى نفسها إلى التعاطي مع مطالب الناس بحكومة قادرة على النهوض بالبلاد من وضعها الاقتصادي والخدمي والقانوني المزري، عبر لعبة التسويف، والمراوغة، وجس النبض، وصولاً إلى ترشيح قادة الأحزاب والفصائل المسلحة وأصحاب الشركات الحزبية وزراء للنفط والمال والبلديات والكهرباء والصناعة، وتسريب قوائم هنا وهناك تمهيداً لإعلان الحكومة الجديدة!

لا أحد يمكنه أن يتكهن في شكل دقيق بمآلات مسارات العراق وسط هذه العنجهية الحزبية، لكن الأمور لا تتجه إلى منطقة آمنة، فالأحزاب لا تريد خسارة أي جزء من مكاسبها المالية ولا التضحية بجزء من نفوذها وسطوتها للمصلحة العامة، بل وتستعد كما يبدو إلى مواجهة دموية مع الشارع، فتدرب مجموعات مسلحة على التصدي للتظاهرات المتوقعة، وترفع عمولاتها في صفقات الدولة، ولن تتوانى عن اتخاذ الصراع الإقليمي والدولي مبرراً لضرب الأمن السلم الاجتماعيين!
 


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
الملف: انتخابات
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
الانتخابات المقبلة وضعف النقاش السياسي في المغرب - لحسن حداد
الفلسطينيون يترقبون ترشح البرغوثي لمعركة الرئاسة
النظام الانتخابي في وظائفه ومفاعيله السياسية - فريد الخازن
حول شرعية الانتخابات اللبنانية - منى فياض
الجزائر كنموذج يخشى اختطافه - روزانا بومنصف
ولاية خامسة لبوتفليقة أو الفوضى!- رندة تقي الدين
"هيئة الإشراف" تُعاين في تقريرها "جروح" الانتخابات - رضوان عقيل
البحرين: أول رئيسة منتخبة للبرلمان - سوسن الشاعر
أسوأ المجالس البلدية - علي القاسمي
«التطابق» لا ينزه الانتخابات - مشرق عباس
العراق: تدارك أزمة الانتخابات - مشرق عباس
حول اعادة صوغ «الكتلة الأكبر» - مشرق عباس
الاستبداد الناعم - عبد الحسين شعبان
الممتنعون عن الاقتراع في الانتخابات النيابية من يمثلهم؟ - جورج ابرهيم طربيه
الانتخابات تنهِك العراق بمزيد من الأزمات - كامران قره داغي
«تقبيطة الكيا»! - مشرق عباس
العلمانيون واليساريون بعد الانتخابات (اللبنانية): صِفْر - طلال خواجة
البرلمان اللبناني الجديد: الأكثريات التي انتخبت رؤساء جمهورية ليسوا منها - أسعد الخوري
البلوكات البرية بعد البحرية - فريد الخازن
الانتخابات العراقية تفتح ملف الصراع مع نظام طهران - خالد غزال
انتخابات الكومبارس مقابل سياسة الهامش في لبنان - سامر فرنجيّة
بدائل لا نصيب لها من اسمها - حسام عيتاني
قانون الانتخاب تشابك الاسوأ بين النسبي والاكثري - فريد الخازن
عن يوم أحد أجريت فيه انتخابات نيابية في لبنان - سامر فرنجيّة
انتخابات لبنان لا طائل منها؟ أنطوان قربان
الانتخابات في لبنان والعراق ذات النتائج المعروفة - مرزوق الحلبي
ولي الفقيه العراقي - حازم الأمين
الانتخابات: عندما يصبح دراكولا بابا نويل - جهاد الزين
المشهد غداة الانتخابات اللبنانية - حسام عيتاني
خلفياتُ زّج النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في بازار الإنتخابات اللبنانية - مي الصايغ
الانتخابات اللبنانية «النووية» - وليد شقير
مدينتا بيروت: دُمّلةُ ما بعد الانتخابات - جهاد الزين
انتخابات العراق ولبنان ومآلات الصراع في الشرق الأوسط - بوتان تحسين
«الشعب» أسوأ من مرشحيه - حازم الأمين
أنا المغترب، من أنتخب؟
علي الأمين واللائحة وإعلامنا - حازم صاغية
انتخابات فولكلورية لقانون النسبية سليم نصار
كساد فكرة التغيير في لبنان - حسام عيتاني
حول قانون العدد وما يُرجّحه في انتخابات 2018 - أحمد بعلبكي
اللجنة الأوروبية إذا شاءت، لا الدولة، هي مرجعية الانتخابات - جهاد الزين
نحتاج 161704 أشخاص لمراقبة اقتراع 82000 مغترب! - طنوس فرنسيس
الانتخابات العراقية: جيوش إلكترونية ومزاد لشراء أصوات الناخبين
إلى لجنة الرقابة الأوروبية على الانتخابات اللبنانية:كيف ستواجهين عمليات التزوير؟ - جهاد الزين
دفاعاً عن «الخرزة الزرقاء» - حازم الامين
لبنان 2018: ما الجدوى من الانتخابات العامة؟ - جوزيف مايلا
مقاطعة الانتخابات: الداخل والخارج - حازم صاغية
ماذا بعد الانتخابات المصرية؟ - مأمون فندي
انتخابات بلا معنى ولا فاعليّة - حازم صاغية
انتخابات لبنانية في رداء حرب أهلية - خالد غزال
الاستابلشمنت اللبناني المشوَّه والمشوِّه - أنطوان قربان
صاعقة الانتخابات - محمد صلاح
العراق: انتخابات أم مزاد علني للبيع والشراء؟ - حميد الكفائي
الانتخابات النيابية ترفع وتيرة التصعيد بين أهل الحكم - خالد غزال
الانتخابات اللبنانية:الزبائنية لحشد التأييد سامي عطاالله - زينة الحلو
مسودة قراءة في الانتخابات اللبنانية - منى الخوري
الانتخابات وقانونها: "الولايات اللبنانية المتحدة" - فريد الخازن
أداة تأديبية تدعى الانتخابات النيابية في لبنان - سامر فرنجيّة
مراجعة متأخّرة لمقاطعة 92 المسيحيّة - حازم صاغية
ورثة الطوائف في الانتخابات اللبنانية - حازم الامين
هل سيكون للرأي العام من تأثير في الانتخابات المقبلة؟ - منى فياض
دعوة إلى مقاطعة الانتخابات غير «المدنية» في لبنان - حازم الامين
حرب أم انتخابات في لبنان؟ - حازم صاغية
الأحلام الانتخابيّة للمجتمع المدني في لبنان - حسام عيتاني
انتخابات الرئاسة المصرية: تعظيم المشاركة عبر الفتاوى الدينيّة - كرم سعيد
الاستحقاق العراقي: انتخابات إشكالية ومشكلات بنيوية على وقع انقسامات جديدة - عبدالباسط سيدا
المشاركة في انتخابات الرئاسة على قمة تحديات السلطة المصرية
البلديات تعيد رسم المشهد المغربي - محمد الأشهب
«العدالة والتنمية» يستعد للانتخابات التشريعية - محمد الأشهب
استمالة الناخبين - محمد الأشهب
الانتخابات البلدية في المغرب - محمد الأشهب
محطة الانتخابات البلدية في المغرب - محمد الأشهب
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة