الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
آب ٣١, ٢٠١٨
المصدر:
جريدة الحياة
روسيا لن تضعِف إيران في سورية - قسطنطين ستروغونوف
دارت الحوادث البارزة الأخيرة في المفاوضات بين موسكو وواشنطن وتل أبيب، على الحؤول دون اقتراب طهران من الحدود الإسرائيلية في سورية. ولا شك في أن روسيا مستعدة إلى حد ما للوصول إلى اتفاق مع أميركا وإسرائيل حول هذه المسألة. أما إيران، فلا تريد طبعاً الابتعاد من الحدود مع إسرائيل. والمسألة هذه قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في أوساط القوى الموالية لروسيا في التحالف الأسدي بسبب خطر تعرضها لضربات أميركية - إسرائيلية. وتسعى واشنطن في هذه المرحلة من الحرب السورية إلى منع إنشاء حزام شيعي يمتد، من جهة، من طهران إلى الحدود الإسرائيلية مع لبنان وسورية حيث ترمي إيران إلى إنشاء قواعد عسكرية، ومن جهة أخرى إلى المتوسط.
وتقتضي مصلحة روسيا تجنب سيناريو يقود إلى هزيمة إيران. فإذا تمكنت الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من الدول العربية، من إخراج القوات الموالية لإيران من سورية، حلت كارثة بمصالح الدولة الفارسية لم تكن ممكنة قبل ثلاث أو أربع سنوات. واليوم، تستثمر موارد بشرية ومادية ضخمة في الحرب السورية. وعليه، يخلف فشل استراتيجية الحزام الشيعي أثراً مدمراً في المجتمع الإيراني. وهذا الإخفاق قد يؤدي إلى انفجار معارض لسلطة الملالي. ومثل هذه المعارضة الإيرانية لن تكون في منأى من استغلال اللاعبين الخارجيين. وهؤلاء لن يتوانوا عن إرسال المرتزقة والإرهابيين، وتحريض الانفصاليين الأكراد، والأذريين والبلوش.
والحق يقال هزيمة إيران في سورية تتهدد مصالح روسيا الحيوية. ويقتضي فهم ضخامة الخطر هذا، إلقاء نظرة على الخريطة، وتحديداً النظر إلى القوس الهائل المساحة الممتد من البحر المتوسط إلى آسيا الوسطى. ففي هذا القوس كله، لا يفوت الناظر ملاحظة الاضطرابات وغياب الاستقرار. وعلى خلاف دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إيران هي الدولة الوحيدة، من سورية إلى أفغانستان التي لا يجوز وصفها بالدولة الفاشلة. فالسلطة الإيرانية تمسك بمقاليد الأمور، على رغم المشاكل التي تجبهها. وإذا لقيت إيران مصير سورية، انهارات التوازنات على نطاق إقليمي واسع، وتزعزع الاستقرار من القوقاز إلى آسيا الوسطى. وتفشي عدوى الاضطرابات في آسيا الوسطى والقوقاز يهدد روسيا، وينذر بسيول ضخمة من اللاجئين إليها. ومشكلة قطع الحزام الإيراني إلى المتوسط والحدود الإسرائيلية هي من أبرز المسائل المطروحة على القيادة الروسية. وتمس الحاجة إلى استراتيجية تعزز قوة إيران على المدى الطويل. وشد عود القوة الإيرانية يصب موضوعياً في مصلحة روسيا.
* باحث عن «كوريير» الروسية، 9/8/2018، إعداد منال نحاس
الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة