Deprecated: Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : دفاعاً عن «الخرزة الزرقاء» - حازم الامين
الخميس ٢١ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: نيسان ٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة

الملف: انتخابات
دفاعاً عن «الخرزة الزرقاء» - حازم الامين
أثار اختيار تيار المستقبل في لبنان «الخرزة الزرقاء» شعاراً لحملته الانتخابية استغراب وسخرية كثيرين من المعلّقين والمدونين اللبنانيين، ذاك أن التيار خاطب في اختياره الشعار ما دأبت عليه العامة في غابر الأيام من اعتقاد في أن الخرزة الزرقاء تصد عيون الحاسدين وتحمي صاحبها من ضربات الزمن ومن قبيح أيامه. و «المستقبل» لم يخف هذه الرغبة، فهو ذيّل الخرزة الزرقاء في ملصقاته الانتخابية بعبارات من نوع «المنطقة تحترق ولبنان بأمان... نحنا الخرزة الزرقا».

والحال أن موقع تيار المستقبل وزعيمه رئيس الحكومة سعد الحريري تعوزه أحجبة تصد ضعفاً وظلامة شابا موقع التيار وموقع الجماعة الأهلية التي يمثلها في السنوات العشر الأخيرة. والتيار إذ اختار الخرزة الزرقاء سعى أيضاً إلى التشبّه بأمهاتنا عندما كنّ يضعن لنا في صغرنا خرزات زرقاً تقينا عيون الحاسدين، فالأم حقيقة قوية إلا أنها في البيئة التي يخاطبها «المستقبل» بشعاره ضمنية ومحجوبة وعرضة للظلم.

بهذا المعنى لم يبتعد «المستقبل» بشعاره الانتخابي هذا عما تفترضه الانتخابات من مخاطبة للمعاني الضمنية في وعي الناخب، ومنتقدو الخرزة الزرقاء فاتتهم حقيقة أن الانتخابات في لبنان ليست فرصة لاستعراض الذكاء، بل على العكس، هي مناسبة للاقتراب من المساحات الأقل ذكاء لدى المقترعين. «الخرزة الزرقاء» تماماً كما «لبنان القوي» وهو شعار التيار العوني، و «بدك عيتاني؟» وهو شعار أحد مرشحي تلك العائلة البيروتية، شعارات أكثر قدرة على الوصول إلى أمزجة الناخبين، وأكثر فعالية في استدراجهم إلى صناديق الاقتراع من شعارات مرشحين سعوا إلى الإيحاء للناخب بأنهم نُخَب عليه أن يختار «ذكاءهم» وقدراتهم الذهنية وخبراتهم الأكاديمية.

ثم أن «الخرزة الزرقاء» جزء من أحجية أهلية حاضرة في الشعارات الانتخابية لمعظم القوى السياسية الكبرى في لبنان. فـ «التكليف الشرعي» وهو تقنية «حزب الله» في ضبط ناخبيه بلوائحه تستدرج استهوالاً وإدانة ولا تستدرج سخرية، وهو في وعينا علامة على قوة «حزب الله» وعلى صلابته التنظيمية، إلا أنها في النهاية جزء من موروث لا يقل مفارقة عن الخرزة الزرقاء، فالولي الفقيه سيكون مع الناخب وسيراقب مدى التزامه بالفتوى. و «التكليف الشرعي» أقل ديموقراطية من «الخرزة الزرقاء» وإذا كانت الأخيرة تخاطب فينا ما أورثتنا إياه أمهاتنا، فالتكليف سقط علينا من خارج وعينا وخبراتنا.

والشعارات الدينية والأيديولوجية حاضرة بكثافة في حملات «حزب الله»، وهي أفضت إلى إعجاب أو استهوالٍ من قوة الحزب، إلا أنها في وعينا نحن خصومه وأنصاره، جزء من «ذكائه». ونحن هنا سقطنا مرة أخرى في فخ إعجابنا بـ «أب» قائد صاحب سطوة سقط علينا من خارجنا هو الولي الفقيه، وأنكرنا على أمهاتنا قدرة الخرزة الزرقاء على صد الشؤم الذي يتربص بنا.

ثمة شيء أهلي في شعار «المستقبل»، وهو امتداد لشيء غير نزاعي، وصاحبه مسالم وغير راغب في خوض حروب كبرى وصغرى. جل ما يريده أن يكف الأشرار شرورهم عنه. وفي غياب قوته، يناشد صاحب الشعار قوة غيبية كي تحميه. ولهذا تماماً يشبه «المستقبل» بيروت المقترعين بينما يشبه منافسوه بيروت السياسة والحزبية، وهو أمر يرشح التيار للفوز بالانتخابات ومنافسيه للعودة إلى منازلهم عشية الانتخابات كي يعلنوا خيبتهم من ناخب لم يقدّر ذكاءهم.

أميل إلى الشعور كلما قرأت شعارات تيار المستقبل إلى قبول عاديتها وانخفاض منسوب ذكائها وذهنيتها على رغم ما تستدرجه هذه الشعارات من ابتسامات تقارب السخرية. فالانتخابات هي حدث لا يعوزه الذكاء بقدر ما تعوزه القدرة على الوصول إلى أمزجة وغرائز عامة الناس. «المستقبل» لن يتأثر بتدوينات السخرية طالما أن أصحابها من غير المقترعين له. وهو باختياره الخرزة الزرقاء لم يبتعد عن أمزجة المقترعين له. الانتخابات ليست حدثاً نخبوياً، بل على العكس، هي فرصة ليقول المرشح للناخب أنه شبيهه، وبهذا المعنى يبدو اختيار «المستقبل» صائباً.


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
الملف: انتخابات
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
الانتخابات المقبلة وضعف النقاش السياسي في المغرب - لحسن حداد
الفلسطينيون يترقبون ترشح البرغوثي لمعركة الرئاسة
النظام الانتخابي في وظائفه ومفاعيله السياسية - فريد الخازن
حول شرعية الانتخابات اللبنانية - منى فياض
الجزائر كنموذج يخشى اختطافه - روزانا بومنصف
ولاية خامسة لبوتفليقة أو الفوضى!- رندة تقي الدين
"هيئة الإشراف" تُعاين في تقريرها "جروح" الانتخابات - رضوان عقيل
البحرين: أول رئيسة منتخبة للبرلمان - سوسن الشاعر
أسوأ المجالس البلدية - علي القاسمي
«انتخابات شو!» - مشرق عباس
«التطابق» لا ينزه الانتخابات - مشرق عباس
العراق: تدارك أزمة الانتخابات - مشرق عباس
حول اعادة صوغ «الكتلة الأكبر» - مشرق عباس
الاستبداد الناعم - عبد الحسين شعبان
الممتنعون عن الاقتراع في الانتخابات النيابية من يمثلهم؟ - جورج ابرهيم طربيه
الانتخابات تنهِك العراق بمزيد من الأزمات - كامران قره داغي
«تقبيطة الكيا»! - مشرق عباس
العلمانيون واليساريون بعد الانتخابات (اللبنانية): صِفْر - طلال خواجة
البرلمان اللبناني الجديد: الأكثريات التي انتخبت رؤساء جمهورية ليسوا منها - أسعد الخوري
البلوكات البرية بعد البحرية - فريد الخازن
الانتخابات العراقية تفتح ملف الصراع مع نظام طهران - خالد غزال
انتخابات الكومبارس مقابل سياسة الهامش في لبنان - سامر فرنجيّة
بدائل لا نصيب لها من اسمها - حسام عيتاني
عن يوم أحد أجريت فيه انتخابات نيابية في لبنان - سامر فرنجيّة
قانون الانتخاب تشابك الاسوأ بين النسبي والاكثري - فريد الخازن
انتخابات لبنان لا طائل منها؟ أنطوان قربان
الانتخابات في لبنان والعراق ذات النتائج المعروفة - مرزوق الحلبي
ولي الفقيه العراقي - حازم الأمين
الانتخابات: عندما يصبح دراكولا بابا نويل - جهاد الزين
المشهد غداة الانتخابات اللبنانية - حسام عيتاني
خلفياتُ زّج النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في بازار الإنتخابات اللبنانية - مي الصايغ
الانتخابات اللبنانية «النووية» - وليد شقير
مدينتا بيروت: دُمّلةُ ما بعد الانتخابات - جهاد الزين
انتخابات العراق ولبنان ومآلات الصراع في الشرق الأوسط - بوتان تحسين
«الشعب» أسوأ من مرشحيه - حازم الأمين
أنا المغترب، من أنتخب؟
علي الأمين واللائحة وإعلامنا - حازم صاغية
انتخابات فولكلورية لقانون النسبية سليم نصار
كساد فكرة التغيير في لبنان - حسام عيتاني
حول قانون العدد وما يُرجّحه في انتخابات 2018 - أحمد بعلبكي
اللجنة الأوروبية إذا شاءت، لا الدولة، هي مرجعية الانتخابات - جهاد الزين
نحتاج 161704 أشخاص لمراقبة اقتراع 82000 مغترب! - طنوس فرنسيس
الانتخابات العراقية: جيوش إلكترونية ومزاد لشراء أصوات الناخبين
إلى لجنة الرقابة الأوروبية على الانتخابات اللبنانية:كيف ستواجهين عمليات التزوير؟ - جهاد الزين
لبنان 2018: ما الجدوى من الانتخابات العامة؟ - جوزيف مايلا
مقاطعة الانتخابات: الداخل والخارج - حازم صاغية
ماذا بعد الانتخابات المصرية؟ - مأمون فندي
انتخابات بلا معنى ولا فاعليّة - حازم صاغية
انتخابات لبنانية في رداء حرب أهلية - خالد غزال
الاستابلشمنت اللبناني المشوَّه والمشوِّه - أنطوان قربان
صاعقة الانتخابات - محمد صلاح
العراق: انتخابات أم مزاد علني للبيع والشراء؟ - حميد الكفائي
الانتخابات النيابية ترفع وتيرة التصعيد بين أهل الحكم - خالد غزال
الانتخابات اللبنانية:الزبائنية لحشد التأييد سامي عطاالله - زينة الحلو
مسودة قراءة في الانتخابات اللبنانية - منى الخوري
الانتخابات وقانونها: "الولايات اللبنانية المتحدة" - فريد الخازن
أداة تأديبية تدعى الانتخابات النيابية في لبنان - سامر فرنجيّة
مراجعة متأخّرة لمقاطعة 92 المسيحيّة - حازم صاغية
ورثة الطوائف في الانتخابات اللبنانية - حازم الامين
هل سيكون للرأي العام من تأثير في الانتخابات المقبلة؟ - منى فياض
دعوة إلى مقاطعة الانتخابات غير «المدنية» في لبنان - حازم الامين
حرب أم انتخابات في لبنان؟ - حازم صاغية
الأحلام الانتخابيّة للمجتمع المدني في لبنان - حسام عيتاني
انتخابات الرئاسة المصرية: تعظيم المشاركة عبر الفتاوى الدينيّة - كرم سعيد
الاستحقاق العراقي: انتخابات إشكالية ومشكلات بنيوية على وقع انقسامات جديدة - عبدالباسط سيدا
المشاركة في انتخابات الرئاسة على قمة تحديات السلطة المصرية
البلديات تعيد رسم المشهد المغربي - محمد الأشهب
«العدالة والتنمية» يستعد للانتخابات التشريعية - محمد الأشهب
استمالة الناخبين - محمد الأشهب
الانتخابات البلدية في المغرب - محمد الأشهب
محطة الانتخابات البلدية في المغرب - محمد الأشهب
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة