Deprecated: GetLink(): Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : الجيش المصري لاعب أساسي يواجه توازنات صعبة
الأحد ٣ - ٨ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: شباط ٦, ٢٠١١
المصدر : جريدة الحياة
مصر
الجيش المصري لاعب أساسي يواجه توازنات صعبة

الأحد, 06 فبراير 2011

القاهرة - أحمد مصطفى


يخوض الجيش المصري، الذي تنظر إليه غالبية المصريين باحترام، اختباراً صعباً بدخوله طرفاً في الأزمة السياسية الحالية. وهو يسعى إلى إحداث توازن بين «الحياد» الذي يلتزمه على الأرض منذ بدء الأزمة، وبين الدعم السياسي الضمني الذي قدمه للرئيس حسني مبارك حتى الآن، إضافة إلى الضغوط الدولية عليه للعب دور أكبر. غير أن المؤكد أن الجيش لن يسمح بتهميشه في ترتيبات ما بعد مبارك.


وكان مشهد أحد الضباط وهو يجلس إلى جوار مصاب من المحتجين في ميدان التحرير ويربت على كتفه، كفيلاً بتأكيد أن العلاقة بين الجيش والمتظاهرين جيدة عموماً، وإن تعكرت بعدما لام المحتجون أفراد الجيش لعدم حمايتهم من اعتداءات جحافل البلطجية المؤيدة للرئيس مبارك التي هاجمتهم الأربعاء الماضي.
لكن القوات المسلحة سعت إلى إرسال رسائل عدة مفادها أنها «لن تتعرض» للمحتجين وهم في ميدان التحرير. وجاءت زيارة وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي إلى الميدان أول من أمس لتعزز هذه التطمينات، إذ تحدث إلى بعض المتظاهرين ومازحهم.


ويرى أحمد ماهر، وهو أحد المحتجين في ميدان التحرير، أن قوات الجيش المرابطة في الميدان «بددت المخاوف من أن يكون الجيش ضدنا»، مشيراً إلى أن قيادات عسكرية أكدت لهم أنها لن تسعى إلى تطويقهم، «بل على العكس هم متفهمون لمطالبنا». وقال لـ «الحياة»: «نعلم أن الجيش يتعاطف معنا لأنه جزء من النسيج المصري، لذلك لن ينقلب على ثورتنا ولن يصوب بنادقه أو فوهات مدافعه إلى صدورنا، وهذا ما فهمناه ضمنياً من زيارة وزير الدفاع التي جاءت لطمأنتنا، والتأكيد أن الجيش لن يطلق علينا النار».
غير أن الجيش لن يكون في موقف المتفرج في حال حدوث فراغ في السلطة، وهو ما بدأت تعيه، على ما يبدو، دول غربية تسعى إلى الالتفاف على هذا الأمر باللجوء إلى تفويض مبارك مهمات الرئاسة إلى نائبه عمر سليمان.


وكانت برقيات ديبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس» تحدثت قبل الاحتجاجات الأخيرة عن أن الجيش قد يصبح «عقبة رئيسية» في وجه تولي نجل الرئيس جمال مبارك للرئاسة.
وتنقسم القوات المسلحة إلى أربعة أفرع رئيسة هي قيادة الدفاع الجوي، القوات الجوية، القوات البحرية، والقوات البرية. وتأتي قطع ومعدات الجيش من مصادر عدة، إذ إن مصر تتعاون عسكرياً مع الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والصين وبريطانيا، كما كان لها تعاون عسكري وثيق مع الاتحاد السوفياتي السابق.


وتقدر القوات المصرية بـ450 ألف مقاتل، ومليون من جنود الاحتياط، وهو أكبر جيش بري في أفريقيا والشرق الأوسط، يمتلك 5200 دبابة قتالية، وعدداً ضخماً من المدافع وفرقاً خاصة مثل «العقرب» و «777» و «الصاعقة»، وشاركت هذه الفرق في مناورات كبرى مع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.


ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الباحث في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية» عماد جاد، أن «الجيش، أي قيادة الأركان وليس المخابرات، لا يريد إعطاء الانطباع بالتدخل لأنه يرغب في تولي السلطة. وهو ينتظر مطالبته بذلك كي يظهر في صورة المنقذ».


ويرى خبير الشؤون المصرية في «أكاديمية البحوث الفرنسية» المرموقة توفيق اكليماندوس أنه يمكن أن تكون هناك تفسيرات عدة لموقف الجيش:


- أولاً «قد يكون الأمر متعلقاً بتوزيع للمهام على طريقة العسكري الجيد، العسكري السيئ، بين الشرطة ومسؤولي النظام في مهاجمة المتظاهرين، وبين الجيش لإعطاء صورة حياد زائفة».


- ثانياً «عدم قدرة الجيش على المحافظة على النظام، فهو لا يملك لا الخبرة أو التدريب أو حتى الرغبة في ذلك ومن الصعب مطالبة المجندين بفتح النار على المدنيين».


- ثالثاً: أن حيرة العسكريين وترددهم على الأرض تعكس حيرة قادتهم، وأيضاً النظام، «فليست لديهم تعليمات من القمة، لأن القمة نفسها لا تدري كيف تتحرك». وهذه القمة «لا تريد مواجهة الشعب، لكنها لا تريد أيضاً طرد الرئيس».


- رابعاً: «كسب الوقت» للتفاوض على خروج مشرف للرئيس وعلى ترتيبات مرحلة انتقالية.
وتشير «فرانس برس» أيضاً إلى أنه «رغم الثقافة السرية التي يتبناها الجيش، ظهرت بوادر عن توترات داخلية، فنائب الرئيس عمر سليمان رجل مقبول لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن بصفته رئيساً سابقاً للمخابرات يجسد أيضاً ميراث حقبة مبارك. وربما تكون هناك أيضاً رغبة لدى ضباط شبان في القيام بدور أكبر في مواجهة حرس عسكري قديم شديد الارتباط بالرئيس الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً».


وتوضح أنه «في هذا الإطار قد يسعى رئيس أركان الجيش المصري سامي عنان، المحاور الدائم للأميركيين أخيراً، إلى الظهور في الصورة، أو أيضاً رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق وزير الطيران السابق، فهذا العسكري المخضرم يمكن أن يطمئن المؤسسة العسكرية وكذلك الأوساط الاقتصادية».

 



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة