الثلثاء ٥ - ٨ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: شباط ٦, ٢٠١١
المصدر : جريدة الحياة
مصر
دعابة المصريين تتنبأ برحيل الشعب بدل النظام ... ومقابلة تونس في النهائي

الأحد, 06 فبراير 2011

القاهرة - أمينة خيري


الطبع يغلب التطبع! وأحداث الثورة والانفلات الأمني والتوتر الغالب على الشارع المصري ومن ثم مشاعر المصريين لم تؤثر في ميلهم الفطري للدعابة حتى في أحلك الظروف وأكثرها تعقيداً. ففي الأيام القليلة التي فصلت بين الثورتين التونسية والمصرية انتشر في الشارع المصري عدد من النكات التي تنبأت بمصير النظام السياسي في مصر. فبين مؤكد بأن النظام قد جهّز عدداً كبيراً من الطائرات للشعب إذا أراد الرحيل، وبين آخر يشير إلى أن رموز النظام السياسي كانوا في جولة تفقدية في المطار فوجدوا طائرة ضخمة جهزتها الجهات الاستخبارية لتأمين النظام في حال اندلاع ثورة، فما كان من رموز النظام إلا أن سألوا: «ما هذا؟ هل قرر الشعب الرحيل؟!».


رحيل ساخر من نوع آخر يتم تداوله منذ فترة، لكنه انتشر بشكل أكبر هذه الأيام. فيقال إن ملك الموت طلب من رموز النظام أن يودعوا الشعب، فما كان منهم إلا أن سألوا الملك: «لماذا؟ هو الشعب رايح فين؟!».


مطالبات ساخرة كثيرة تطالب بتغيير الشعب وليس النظام، ومنها ما قيل عن انضمام عدد من رموز النظام إلى موجة الانتحار حرقاً لتسليط الضوء على المطالب والمظالم. وأعلنت الرموز وهي تضرم النيران في أجسادها أن مطالبها تتلخص في تغيير الشعب.


وإذا كان البعض اختار الانتحار حرقاً للتعبير عن المطالب، فإن آخرين اختاروا نظام التصويت الذي تعلّموه من برامج المسابقات مثل «ستار أكاديمي» وغيره. وقيل إن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي غادر بعدما كان «نومينيه» (المرشح لمغادرة البرنامج) لمدة أربعة أسابيع، وأن قائمة الـ «نومنيز» للأسابيع المقبلة تحوي عدداً من الرؤوساء، وعلى الجميع التصويت لرئيسه المفضل.


ومن التصويت في التلفزيون إلى إهداء الأغنيات في المحطات الإذاعية، ويقال إن عدداً من الرؤساء والزعماء العرب أرسلوا لشعوبهم عبر قناة «الأغاني» أغنية الجميلة نانسي عجرم «أخاصمك آه ... أسيبك لأ».


أغانٍ عدة فرضت نفسها على الأحداث فعاد صوت المطربة نجاة الصغيرة يجلجل منشداً قصيدة «اسألك الرحيلا» لنزار قباني. الطريف أن قباني الذي كتب هذه القصيدة العاطفية التي باتت تستخدم هذه الأيام على سبيل الإسقاط السياسي هو نفسه صاحب قصيدة «متى يعلنون وفاة العرب؟» والتي أغضبت العديد من الزعماء.


وفرض عصر تقنية المعلومات نفسه حتى على نكات المصريين في ظل الثورة. فهذه نكتة تناقلتها «تويتر» في ثوان تفيد أنه أثناء تحميل الحريّة حدث خطأ وتم التحميل بنسبة 99 في المئة فقط. وتظهر رسالة مفادها «برجاء حذف رموز النظام القديم وإعادة التحميل مرة أخرى». ويبدو أن شباب ثورة «الفيسبوك» لم يلتفتوا فقط إلى مطالب التغيير ورفع الظلم والفساد، لكنهم تنبّهوا كذلك إلى محاولات مستميتة من جهات عدة - من بينها أحزاب المعارضة التي كانت مدجّنة وجماعة «الإخوان المسملين» التي كانت محظورة وشخصيات عامة كانت مسافرة - لـ «الركوب على الجاهز على ثورتهم». فكتب أحدهم على «تويتر» أيضاً: «قررت أحزاب المعارضة المصرية إرسال أعضائها في دورات تدريبية إلى جزر الكاريبي للتدريب على ركوب الأمواج».


ولم يفت على شباب «فيسبوك» و «تويتر» التفكه على تغطية التلفزيون الرسمي للأحداث، فأشار أحدهم إلى أن القناة الأولى أكدت القبض على عناصر مندسة في ميدان التحرير مسلحة بجهاز أميركي وفي خلفيته تفاحة مقضومة وهو الرمز الشهير للإنقلاب (في إشارة إلى أجهزة كومبيوتر آبل). وتتوالى النكات على الكثير من التغطيات الرسمية للأحداث حتى وصفها أحدهم بأنها «الكذب حصرياً على التلفزيون رسمياً».


وبالطبع فإن الأمر لا يخلو من قليل من الساحرة المستديرة، فالجميع يؤكد حالياً أنه بعد فوز المتظاهرين في تونس، فإنه في حال فوز متظاهري مصر، فسيتقابل الفريقان في النهائي. وعموماً تبقى النتيجة النهائية في يد الحكم الذي يأمل كثيرون ألا يكون أجنبياً.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة