| الرياض - من صبحي رخا |
أطلق ناشطون سعوديون حملة شعبية على «فيسبوك»، اتخذت شعارا مستلهما من الثورة التونسية ومن بعدها الثورة المصرية، وهو»الشعب يريد إصلاح النظام»، ولم تصل الحملة إلى حد المطالبة بـ «إسقاط النظام».
وتعد هذه الحملة الأولى من نوعها في السعودية. ورفع الناشطون 12 مطلبا قالوا أن تحقيقها سيلبي «حقوق الشعب السعودي وتطلعاته المشروعة»، وتركز على إجراء إصلاحات جذرية، من بينها قيام ملكية دستورية وإجراء انتخابات تشريعية وإطلاق الحريات العامة وإلغاء كل أشكال التمييز ومعالجة البطالة والتوزيع العادل للثروة. وبلغ عدد أعضاء المجموعة التي أطلقت الحملة قبل أيام على «فيسبوك» حتى أمس، 342.
واتهمت مواقع الكترونية إسلامية، من يقفون وراء هذه المجموعة، بأنهم نشطاء شيعيون ينطلقون من مبدأ طائفي، مشيرين إلى المطلب الثامن وهو مواطنة كاملة وإلغاء كل أشكال التمييز، وتهكم بعض المواقع على هذه الحملة بأنها تحظى بدعم إيران خصوصا بعد إشادة المرشد الاعلى علي خامنئي في خطبة الجمعة بالتظاهرات في مصر، ووصفه لها بأنها «ثورة إسلامية»، وأضاف هؤلاء من باب التهكم على شعار الحملة كلمة في إيران ليصبح «الشعب يريد إصلاح النظام في إيران».
وجاء في طليعة المطالب الإصلاحية الدعوة إلى قيام ملكية دستورية تفصل بين الملك والحكم، وسن دستور مكتوب يقره الشعب ويقرر الفصل بين السلطات. وتضمن المطلب الثالث الشفافية ومحاسبة الفساد، والرابع تشكيل حكومة تكون في خدمة الشعب، والخامس إجراء انتخابات تشريعية تحت إشراف قضائي مستقل ونزيه وهو نفسه المطلب العاشر. وتضمنت الحملة أربعة مطالب أخرى في المجال الاجتماعي والحريات العامة شملت الدعوة إلى إطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان، وإنشاء مؤسسات مجتمع مدني فاعلة، ومواطنة كاملة وإلغاء كافة أشكال التمييز، وإقرار حقوق المرأة وعدم التمييز ضدها.
وفي الجانب الاقتصادي دعا الناشطون الى مطلبين فقط، أحدهما تنمية متوازنة وتوزيع عادل للثروة، والآخر معالجة جادة لمشكلة البطالة. وفي سياق متصل، حذرت الصحف السعودية في افتتاحياتها أمس من «الميوعة السياسية» في حال ترك الرئيس حسني مبارك لمنصبه على الفور، كما يطالب المحتجون، ومن استغلال الحكومات الغربية للتظاهرات للتدخل في الشأن الداخلي.
في المقابل، طالب الشيخ صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق عضو هيئة كبار العلماء، مبارك بالتنحي، «حقنا لدماء الشعب المصري». وقال «إن تحقيق رغبة المتظاهرين الذين يقضون يومهم في الميادين العامة وسماع مطالبهم كافة، تحقن الدماء وتحفظ الأمن، فضلاً عن ممارسة الناس في مصر لحياتهم الطبيعية بعيداً عن الزعزعة التي تشق الرأي العام وتولد الفوضى». وأضاف اللحيدان في برنامج «الجواب الكافي» الذي يعرض على قناة «المجد»، إن «مظاهر النهب والتخريب التي شهدتها مصر اخيراً ليست من صفات المسلمين الذين يحثهم دينهم على حفظ المال والنفس».
|