الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٥, ٢٠١١
المصدر : جريدة الحياة
مصر
جماعة «الإخوان» تستعد للانتقال إلى «الشرعية» بعد عقود من الحظر

السبت, 05 فبراير 2011

القاهرة - أحمد مصطفى


يتوقع كثيرون أن تكون جماعة «الإخوان المسلمين» لاعباً رئيسياً في ترتيبات ما بعد حكم الرئيس حسني مبارك. وفي حين تقول الجماعة إنها لا ترغب في الوصول إلى السلطة في هذه المرحلة، إلا أن الظاهر من تحركاتها أنها لن تترك هذه الفرصة التي انتظرتها لسنوات طويلة، تمر من دون مكاسب.


في قلب ميدان التحرير، وجهة المتظاهرين والمحتجين، يسعى الكل إلى إثبات وجوده، ولكن الكل أيضاً يرفض الانضواء خلف عباءة طرف بعينه. وعلى رغم أن مؤيدين للنظام المصري اتهموا جماعة «الإخوان» بأنها تسعى إلى اعتلاء المشهد من خلال الوقوف وراء التظاهرات الاحتجاجية، إلا أن أطرافاً آخرين يقولون إن «أيام الغضب» أظهرت أن الجماعة ليست ذلك التنظيم القادر لوحده «على تعبئة الشارع».


ويجاهد قادة «الإخوان» على أكثر من جبهة، فهم يتواجدون في اجتماعات النخب لبحث مستقبل البلاد «بعد رحيل مبارك»، وفي ذهنهم أن أي اتفاق لن يخرج إلى النور «من دون توقيع المرشد». ويُلحظ وجود مناصري «الإخوان» في شدة في ميدان التحرير، حتى أن بعض معارضي الجماعة بات يقول إن الميدان صار بمثابة «دولة الإخوان». ويُلحظ الوجود الإخواني منذ اللحظة الأولى لمحاولة الدخول إلى الميدان، إذ يصطف فتية من طليقي اللحى (يُعتبرون من مناصري «الإخوان» ولكنهم ليسوا بالضرورة كذلك) لمنع «الغرباء» من الدخول بدعوى حماية المحتجين من «عصابات الموالين للنظام»، الأمر الذي يؤدي أحياناً إلى اشتباكات مع الصحافيين والإعلاميين. ويقف ملتحون آخرون بين المتظاهرين ويدعونهم إلى «الثبات والصمود».


والملاحظ أن الجماعة خففت من زخم خطابها الديني في غمرة الانتفاضة الشعبية غير المدفوعة أصلاً بمطالب إسلامية. كما أن الجماعة تجاهد على الجبهة الدولية في محاولة لتطمين الغرب والأقباط إلى أن «الإخوان» ليسوا بصدد القفز إلى صدارة المشهد في هذه المرحلة «على الأقل».


في المقابل، بدا أن التردد هو السمة الغالبة في موقف «الإخوان» من قضية الدعوات إلى «التفاوض» التي أطلقتها الحكومة المصرية على لسان نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الحكومة أحمد شفيق.
وثمة من يقول إن الجماعة سترضخ لمطالب الحوار مع النظام في نهاية المطاف، وستسعى إلى إبرام اتفاق يتضمن أن يمنحها النظام الجديد «الوجود الشرعي» بعدما ظلّت «محظورة» منذ عقود. ويُتوقع أن تسعى الجماعة إلى تأمين إطلاق المعتقلين كافة، ولجم القبضة الأمنية التي كانت تستهدف مناصريها، وتمتيعها بحقها في خوض المنافسات على مقاعد البرلمان بعدما حُرمت من الحصول على أي مقعد في انتخابات البرلمان السابق أواخر العام الماضي بعدما امتلكت 88 مقعداً في برلمان 2005.


ويقول قيادي في جماعة «الإخوان» لـ «الحياة» إن الفرصة قد حانت لتحقيق بعض «حقوقنا المشروعة ... بعد سنوات عجاف» تم فيها قمع الجماعة. لكنه يشدد على أن الوصول إلى السلطة «ليس من أولياتنا في هذه المرحلة... إننا نعلم الظروف الدولية جيداً، كما نعرف ظروفنا المحلية». ويوضح أن على «الإخوان» التحرك الآن لـ «نيل الشرعية خلال هذه الفرصة المتاحة... وإلا فإن علينا الانتظار مجدداً لسنوات طويلة». وكان نائب الرئيس عمر سليمان دعا «الإخوان» أول من أمس إلى «اقتناص الفرصة»، مؤكداً أنها إذا لم تحسن استغلال فرصة الحوار ربما «ستخسر كثيراً». وقال سليمان في حديثه إلى التلفزيون المصري: «تمت دعوتهم (الإخوان) وهم ما زالوا مترددين». وأضاف: «أقول إنهم مترددون وليسوا رافضين، ومن مصلحتهم الحوار الذي هو فرصة ثمينة لهم». وعلى ما يبدو، فإن جماعة الإخوان ستقبل نصيحة سليمان.


وأظهرت صراحة نائب الرئيس، الرئيس السابق للاستخبارات المصرية عند حديثه عن «الحوار مع الإخوان» تبدلاً في نظرة السلطة تجاه الجماعة التي طالما حمّلها النظام مسؤولية أعمال التوتر في البلاد. وكانت تلك المرة الأولى التي يُذكر فيها اسم الجماعة صراحة عند الحديث عن حوارات تجري بين السلطة والقوى السياسية في مصر. كما ظهر تغيير في تغطية الصحف القومية لنشاط جماعة «الإخوان»، إذ ذكرتها بالاسم مرات بعدما كانت تنعتها دائماً بـ «المحظورة».
وكان المعارض البارز الدكتور محمد البرادعي أكد مرات عدة «حق الإخوان في أن يكون لهم حزب سياسي»، وهو الأمر الذي يبدو أنه بات قريب المنال.

 



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة