السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٥, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
مصر
قمة الاتحاد الأوروبي تدعو الى حكومة تمثيلية ووقف القمع وتلوح بمراجعة اتفاق الشركة... وبرلوسكوني يشيد بمبارك
قلق دولي من استهداف الصحافيين وتظاهرات في العالم دعماً لتحرك شباب مصر

بمثل اللهجة التي يستخدمها المسؤولون الأوروبيون منذ أيام، تمسك زعماء الدول الـ27 للاتحاد الأوروبي في قمتهم ببروكسيل امس بأن تبدأ المرحلة الانتقالية في مصر "الآن" وأن يوقف القمع، ملوحين بإعادة النظر في اتفاق الشركة الموقع مع القاهرة عام 2001 من دون ذكر إجراءات عقابية. وكلفوا الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون التوجه إلى القاهرة. واسترعى الانتباه ان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني الذي كان الخميس أحد موقعي بيان لخمسة زعماء أوروبيين دعا إلى "انتقال سريع ومنظم للسلطة"، أشاد بـ"حكمة" الرئيس المصري حسني مبارك.


وجاء في بيان صدر عن قمة بروكسيل أن "العملية الانتقالية يجب ان تبدأ الآن" بقيام "حكومة ذات قاعدة تمثيل عريضة". كما "يجب التزام جميع الاطراف ضبط النفس وتفادي تصعيد العنف". وطالب السلطات المصرية "بتلبية تطلعات الشعب المصري من طريق تطبيق الاصلاحات السياسية، وليس من طريق القمع". وندد بـ"اولئك الذين يشجعون على العنف ضد المحتجين"، و"الترهيب والاعتداء على الصحافيين".


وأشار الزعماء الاوروبيون الى أن "علاقات الاتحاد الاوروبي مع مصر يجب ان تكون قائمة على أساس المبادئ التي ينص عليها اتفاق الشركة" الموقع عام 2001 و"الالتزامات التي قطعت في هذا الصدد"، في إشارة إلى احتمال اعادة النظر في بنود هذا الاتفاق الذي تتيح لمصر الحصول على مساعدة اقتصادية كبيرة. وكان الاتحاد الاوروبي قرر ان يدفع لمصر مساعدة اجمالية مقدارها 449 مليون أورو خلال ثلاث سنوات بين 2011 و2013.


وكلفت القمة كاثرين آشتون التوجه إلى القاهرة في غضون أيام. وهي اتصلت الخميس بنائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان وناقشا مسألة تعديل الدستور المصري.
لكن البيان لم يشر الى اتخاذ إجراءات عقابية، مثل العقوبات التي فرضت على بيلاروسيا بعد قمع الرئيس الكسندر لوكاشنكو تظاهرات المعارضة، أو تجميد أرصدة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. كما لم يتطرق إلى وضع مبارك وما اذا كان يجب ان يرحل ام لا قبل انتهاء ولايته في ايلول.

تصريحات أوروبية
وحده برلوسكوني وصف مبارك بأنه "رجل حكيم". وقال: "أظن انه يمكن في مصر التوصل الى انتقال من دون قطيعة مع الرئيس مبارك. آمل في انتقال الى نظام أكثر ديموقراطية من دون الاستغناء عن مبارك الذي يعتبر في الغرب، وخصوصاً في الولايات المتحدة، أعقل الرجال كما انه مرجع. آمل في ان تكون هناك استمرارية في الحكم".
وفي وقت لاحق أوضح مساعده ان تعليقاته تعني ان عملية الانتقال يجب ألا تكون "صادمة او عنيفة"، وانه لم يقصد بقاء مبارك.


غير ان موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان اكثر تشدداً، إذ صرح لدى وصوله إلى بروكسيل: "كنا واضحين في أن مصر يجب أن تتخذ خطوات لإظهار أن هناك نهجا واضحاً وموثوقاً به وشفافاً نحو انتقال السلطة. وفوق كل شيء، الرسالة هي، إذا شاهدنا في شوارع القاهرة اليوم (امس) عنفاً ترعاه الدولة، ستفقد مصر ونظامها أي صدقية باقية وأي دعم لها في عين العالم، بما في ذلك بريطانيا".


وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل: "ننتظر من قوات الأمن المصرية الحرص على ان تجري في يوم الجمعة الحاسم هذا، تظاهرات حرة وسلمية".
وقالت آشتون: "من الضروري أن نرى الحركة اللازمة لجعل الشعب في مصر يشعر بأن هناك خطة قائمة، وهذا مجدداً ما ناقشته مع نائب الرئيس سليمان. بصراحة إن الاجراءات التي اتخذت حتى الآن لم تستجب لتطلعات الشعب المصري... من الأساسي جداً ان تطلق السلطات المصرية من دون تأخير حواراً مع المعارضة".

مؤتمر ميونيخ
وفرضت التطورات في مصر نفسها على المؤتمر الأمني العالمي في ميونيخ. وأوضح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان المجتمع الدولي لن يحدد تاريخاً محدداً لرحيل مبارك. ورأى ان التحركات الشعبية الممتدة من تونس إلى اليمن تبرز الحاجة إلى التغيير في الشرق الأوسط وتبرز الحاجة إلى إحياء عملية السلام، وعلى الزعماء الاسرائيليين أن يدركوا ذلك.
وشدد وزير الدفاع الألماني كارل - ثيودور غوتنبرغ على وجوب بقاء معاهدتي السلام المصرية والأردنية مع اسرائيل أيا تكن التغيرات السياسية في القاهرة وعمان، مشيراً إلى ان "لأوروبا نفوذاً في هذه البلدان، وعلينا استخدامه".

مواقف
وفي جنيف أكدت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان "على الحكومات ان تصغي الى شعوبها وتنفذ التزاماتها في مجال حقوق الانسان. إن الأنظمة التي تحرم شعوبها حقوقها الاساسية وتعتمد على جهاز امني لا يرحم لفرض ارادتها، محكومة بالسقوط على المدى الطويل". وأضافت ان "التغيير جار في مصر كما حدث في تونس، لكن اعمال العنف واراقة الدماء يجب ان تتوقف... كنا امام مشاهد تثير الصدمة لمجموعات تتواجه بقذائف حارقة" وحجارة. و"مرة جديدة كان لافتاً غياب الشرطة، وقد فشل الجيش في الفصل بين المجموعتين وترتبت على ذلك عواقب وخيمة". وأشارت الى انه "يجب اجراء تحقيقات لتحديد اذا ما كانت اعمال العنف هذه مدبرة".


وأبدت وزارة الخارجية الروسية قلقها من "المعلومات التي تتحدث عن هجمات على صحافيين خلال الأزمة السياسية الداخلية في مصر... نعتبر القمع لمندوبي وسائل الاعلام الذين يتصرفون في اطار القانون غير مقبول".


وفي بروكسيل أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين توجيه رسالة الى رئيس الوزراء المصري احمد شفيق تطالب بوقف الهجمات على الصحافيين التي "يقوم بها مؤيدون لرئيسك". وأسف لـ"تحريض التلفزيون الرسمي على العنف ضد الصحافيين الأجانب من طريق لوم الصحافة الدولية على ما يحدث في مصر".
واتصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمبارك، وبحث معه "في الحلول السلمية التي من شأنها عودة الهدوء والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة في مصر الشقيقة"، على ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".


ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ كل "الاطراف المعنيين في مصر إلى وضع مصالح البلاد فوق كل الاعتبارات الخاصة والعمل بإخلاص في اتجاه قرار مبكر للخروج من الأزمة الراهنة من طريق الوسائل السلمية والحوار".

تظاهرات
وتظاهر أكثر من الف بحريني في شارع الكويت قرب السفارة المصرية. ورددوا هتاف "معكم معكم يا أحرار"، ورفعوا أعلاما مصرية وبحرينية. ويذكر ان المنامة كانت منعت الثلثاء تظاهرة للجمعيات السياسية امام السفارة المصرية، لكنها عادت ورخصت لتظاهرة امس.


وخرجت تظاهرات تأييد للانتفاضة المصرية في الأردن وتونس. وتجمع آلاف من الاشخاص في اسطنبول وانقرة بعد صلاة الجمعة للتنديد بالرئيس المصري وأحرق بعضهم صوراً له.
واستخدمت الشرطة الماليزية خراطيم المياه لتفريق تظاهرة شارك فيها 600 شخص طالبوا بتنحي مبارك أمام السفارة الاميركية في كوالالمبور. وتظاهر 300 شخص في جنوب افريقيا دعماً للتحركات الشعبية المصرية.
(وص ف، رويترز، ي ب أ، أش أ، أب)



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة