بيان
يشهد عالمنا العربي منذ أسابيع حراكاً شعبياً وسياسياً لم يشهد مثيلاً له في تاريخه المعاصر. وقد تُوّج هذا الحراك بثورتين شعبيتين كبيرتين في تونس ومصر ولّدتا آمالاً كبيرة لدى شعوب عربية عديدة، تتطلع إلى غد أفضل تؤسسه الحرية والمساواة، وتضبط إيقاع مؤسساته ديمقراطية حقة، تكرّس دولة القانون.
إن ما جرى يعبّر بوضوح عن توق الشعوب العربية الى الحرية والكرامة والعدالة، وعن حقها المشروع في تغيير أوضاعها من دون عنف وحروب.
ونحن، كباحثين وناشطين من البحرين واليمن والأردن ولبنان ومصر والجزائر والمغرب، إلتقينا منذ سنوات لتأسيس شبكة تعنى بدراسة الديمقراطية وآليات التحول الديمقراطي ومفاهيم التداول المواطني بهدف التغيير، نعلن اعتزازنا بإنجازات الشعبين المصري والتونسي، ونتضامن مع كل المصريين في وجه الاعتداءات الإجرامية ومحاولات الترهيب التي يتعرّضون لها من جانب الموالين للنظام ورئيسه، ونأمل أن تعمّ الحركات الإصلاحية والتغييرية السلمية مختلف أرجاء العالم العربي من أجل إعادة بناء مجتمعات تعيش عصرها ومستقبلها باستقرار وحرية وفي ظل سيادة للحق والقانون.
ونعلن أيضاً أن تحصين كل تحوّل ديمقراطي يتطلب:
- إحترام حقوق الانسان وتأكيد المساواة بين المواطنين نساءً ورجالً.
- سن تشريعات جديدة تنهي حال الطوارئ وتطلق حريات العمل السياسي وتحترم حرية التعبير وتقر قوانين انتخابية جديدة تضمن عدالة التمثيل.
- إصلاح القضاء وتأمين استقلاليته وسلطة القانون على الجميع.
- إصلاح الإدارات العامة وسن قوانين لمكافحة الفساد والزبائنية.
- القيام بتعديلات دستورية تحد من الصلاحيات المطلقة للرؤساء ولملوك وتعتمد فصل السلطات توازنها.
- تنظيم انتخابات عامة نزيهة تنتج مجالس نيابية تمثل مختلف القوى السياسية الموافقة على النهج الديمقراطي وتداول السلطة بناءً على التفويض الشعبي.
- الشروع بتنفيذ إصلاحات للنظم المالية والاقتصادية وبتطوير سياسات اجتماعية في وجهة تنموية لمواجهة الفقر والبطالة والأزمات الحادة التي تعاني منها شرائح واسعة من مجتمعاتنا.
إن كل مسار ديمقراطي سلمي يتطلب أوسع مشاركة مواطنية تضمن الاستمرارية في الإصلاح وفي انتقال السلطة. وهو يتطلب أيضاً استقلالية تجاه كل المؤثرات السلبية التي قد تحاول أطراف من داخل وخارج منطقتنا ممارستها في تدخلات غير مقبولة تنتهك سيادة شعوبنا في بلادها.
إن الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية التي تواكب ما يجري، بصدد إصدار تقارير ونشرات لاحقاً لتحليل التحوّلات الكبيرة التي يعيشها عالمنا العربي.
|