الجمعة, 04 فبراير 2011 غزة - فتحي صبّاح
استعرت «معركة فيسبوكية» بين الفريقين الفلسطينيين المتخاصمين، حركتي «فتح» و«حماس» بعدما دعت مجموعة من أنصار «فتح» إلى «ثورة الكرامة في غزة» ضد حكم «حماس» وسيطرتها على القطاع في 14 حزيران (يونيو) عام 2007، بعدما سحقت قوات «فتح» والسلطة الفلسطينية وطردتها من غزة. وحدد أنصار «فتح» الحادي عشر من الشهر الجاري موعداً لهذه «الثورة».
وكما النار في الهشيم، انتشرت صفحات مماثلة على «فيسبوك» وتحت أسماء مختلفة منها: «11 - 2 يوم الغضب في غزة - ثورة الكرامة»، و«ثورة الكرامة الفلسطينية في غزة»، و«ثورة الكرامة لإسقاط حكم حماس»، و«ثورة ضد الانقلاب في غزة»، وغيرها. وانضم إلى هذه الحملة المناوئة لـ «فتح» نحو ثمانية آلاف شخص، فيما أسس ناشطون من «حماس» موقعاً مماثلا على «فيسبوك» أطلقوا عليه «هنا غزة - مقاومة وعزة» هاجموا من خلاله «فتح» وقياداتها.
وعزا الناشطون «الفتحاويون» ثورتهم إلى الظلم الذي يلاقونه في غزة، وقالوا: «علشان نلاقي وظايف (حتى نعثر على وظائف). علشان نقضي على نظام الفتنة. علشان نقضي على الانقسام. علشان نقضي على النظام الظالم اللي بيشجع القتل والتعذيب. علشان نفتح المعبر وترخص الأسعار. علشان نقدر نتحرك ونعبر عن حقوقنا كشعب، لازم تسقط حركة حماس». وأضافوا: «إلى متى سيبقى الفلسطينيون صامتين؟ إلى متى سنبقى مكتوفي الأيدي أمام ممارسات حكومة حماس الدموية في ظلمها وقمعها وبطشها والتلاعب في مشاعر الشعب الفلسطيني ومستقبله؟ إلى متى سيبقى الخوف من مواجهة هذه الحكومة الطاغية المستبدة؟ باتت الأوضاع في غزة غاية في التدهور، فالفقر أصبح يمثل السمة الرئيسة لأهل غزة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع الهائل في نسبة البطالة».
وزادوا: «آن الأوان لتعترف حماس أنها فشلت وفشلت وفشلت في إدارتها كحكومة في غزة، آن الأوان لتعلن حماس عن التراجع عن انقلابها الذي كان سبباً لمعاناة المواطنين وتسليم الحكم لمن هم أجدر منها، لمن يعرفون أين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني». وتابعوا: «من هذا المنطلق، ندعو أهالي غزة من الفئات كافة مشاركتنا هذا الحملة:، كفى يا حماس، لإسقاط الحكومة في غزة».
لكن دخول عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مدير المخابرات السابق توفيق الطيراوي على الخط، أجج الصراع على «فيسبوك»، إذ دعا أهالي القطاع إلى «الثورة ضد الظلم والقمع الممارس عليهم من حكومة حماس المنقلبة على الشرعية الفلسطينية، وكبت الحريات والدكتاتورية وسياسة القمع والظلم». وقال في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا» أمس: «إننا شعب يحارب بكل الوسائل للحصول على الحرية والاستقلال من الاحتلال الإسرائيلي، فكيف نقبل أن نعيش في ظل استبداد حمساوي فلسطيني للأسف». وأضاف أن «حماس تطاولت كثيراً ومنعت كل أشكال التعبير في القطاع، فصادرت الكتب والحق في التظاهر، وإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات».
لكن سرعان ما رد على الطيراوي عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور صلاح البردويل الذي اعتبر أن «غزة هي عنوان الثورة، وستنتصر مجدداً على أي محاولة لإثارة الفوضى فيها». وقال في تصريح نشره «هنا كرامة غزة - مقاومة وعزة» إن «غزة التي تعيش مع أبنائها في قمة العزة والكرامة بعدما استطاعت أن تنهي الفلتان والفوضى والتعاون الأمني مع الاحتلال، لن تهزها تصريحات أمثال الطيراوي».
بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة في تصريح مقتضب على موقعها الإلكتروني إن «ما حصل في غزة كان ثورة على الفاسدين أمثاله، وإن الثورة لا توجه بتصريحات خونة وعملاء للاحتلال». وتساءل موقع «هنا كرامة غزة - مقاومة وعزة» كيف يدعو «الطيراوي أحد المتهمين بتسميم الرئيس ياسر عرفات، أهالي غزة إلى العصيان المدني على حكومة حماس».
|