عمان – من عمر عساف   

غير اللقاء "التاريخي" بين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين وقيادات الحركة الاسلامية أمس المزاج السياسي لدى الحركة التي تعتبر أكبر المكونات السياسية في البلد واكثرها تأثيرا في المجتمع.

ووصف الاسلاميون اللقاء الاول مع الملك منذ اعتلائه العرش، بانه كان "مريحاً جدا وصريحاً ومثمراً". وابلغونا "النهار" انهم خرجوا منه بانطباعات "ايجابية للغاية".
وكان الاسلاميون التقوا ليل الاربعاء رئيس الوزراء المكلف معروف البخيت، وابلغوه انهم لن يشاركوا في حكومته التي يجري استشارات لتاليفها.

وافاد بيان اصدره الديوان الملكي ان الملك اكد، خلال اللقاء الذي انعقد في بيت الضيافة بضاحية دابوق وتخلله غداء، "ضرورة ان يتكاتف الجميع حكومة وبرلمانا واحزاباً ومؤسسات المجتمع المدني كافة للمضي قدما في مسيرة الاصلاح الشامل". وقال انه "يرى فرصة حقيقية لتحقيق الاصلاحات الشاملة، التي ارادها نهجا ثابتا وسبيلا نحو المستقبل الاردني المشرق، الذي يبقي الاردن انموذجا في الانجاز والعطاء والامن والاستقرار". واضاف: ان الفساد "آفة يجب محاربتها عبر تعزيز البنية المؤسسية وضمان تطبيق القانون على جميع من يثبت تورطه فيه"، مشددا على ان "لا غطاء لاحد وانه يجب اتخاذ اقصى الخطوات القانونية في حق من يثبت ارتكابه اي نوع من انواع الفساد".

وصرح نائب الامين العام لجبهة العمل الاسلامي نمر العساف لـ"النهار" بان الملك كان "صريحا وواضحا للغاية"، وانهم ناقشوه في مختلف القضايا بما فيها مفاصل كتاب التكليف الملكي للبخيت. واوضح ان الملك ابلغهم حرصه الشديد على ضرورة أن تنفذ الحكومة التي ستؤلف بوضوح وشفافية جميع الاصلاحات التي وجهها اليها، وخصوصا قانون الانتخاب وباقي القوانين الناظمة للحريات العامة والحياة السياسية وتنمية الحياة الحزبية. وقال ان الملك ابلغهم بوضوح انه ليست لديه اي ممانعة او تحفظ حيال اي من الطروحات السياسية للشارع بما فيها اجراء اصلاحات دستورية، وان "جلالته عبر عن ثقته بان الشعب الاردني واع جدا ويستحق الافضل".

واعلن ان الملك طمأنهم الى انهم سيرون "اصلاحات سياسية سريعة في غضون اسابيع... وستتبعها اصلاحات يستغرق اجراؤها مزيدا من الوقت"، ورفض ان يذكر تلك الاصلاحات التي تحدث عنها العاهل الاردني.

الى ذلك، اكد العساف ان الحركة الاسلامية ستنفذ اليوم اعتصاما امام دار الحكومة ومسيرة في الزرقاء ثانية كبرى مدن المملكة، كانت دعت اليهما سابقا، للمطالبة باجراء اصلاح سياسي.
وعقدت قيادات الحركة اجتماعا تقويمياً عقب اللقاء، واصدرت بيانا في هذا الشأن. كما اجرى عدد منهم اتصالات مع شركائهم من الاحزاب والنقابات وقيادات المجتمع الوطني لاطلاعهم على مضمون اللقاء".

وهذا اللقاء المباشر الاول يجمع الملك والحركة الاسلامية منذ اعتلائه العرش عام 1999، وهو كان يلتقي بعضهم قبل ذلك ضمن شخصيات عامة وشعبية او قيادات حزبية او في لقاءات عابرة.
وحضر اللقاء المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" همام سعيد، وئيس مجلس شورى الجماعة عبد اللطيف عربيات، والامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور، ونائب الامين العام للحزب نمر العساف، وامين سر الحزب الناطق باسم الجماعة جميل ابو بكر، ورئيس القسم السياسي في الجامعة ارحيل غرايبة، ومسؤول الملف السياسي في الحزب زكي بني ارشيد.

البخيت
من جهة اخرى، انهى البخيت لقاءاته التشاورية مع البرلمان بلقاء اعضاء مجلس الاعيان، وبدأ بالتشاور مع الاحزاب التي كان على رأسها حزب جبهة العمل الاسلامي ليل الاربعاء، كما التقى اللجنة التنسيقية العليا لاحزاب المعارضة السبعة.
والتقى ايضا عددا من الشخصيات السياسية، ومن المنتظر ان يواصل اليوم لقاء بقية الاحزاب وقيادات النقابات المهنية، واحزاب الموالاة.
ونقل منصور عن البخيت انه يريد "طيفا واسعاً" في تشكيلة حكومته، وانه "ركز على ما تضمنه كتاب التكليف السامي من حيث الاولويات ومنها اهمية الحوار".
وحضر اللقاء الذي انعقد في منزل البخيت، العساف وبني ارشيد.
وينتظر ان يعلن البخيت فريقه الوزاري خلال اليومين المقبلين ليرفع قائمة باسمائهم الى الملك الذي يصادق عليها بموجب الدستور.