الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٤, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
مصر
مصر اليوم أمام اختبار "جمعة الرحيل" و"جمعة الوفاء"
مبارك: إذا استقلت ستعمّّ الفوضى ويحكم الاخوان !

خطط معارضو الرئيس المصري حسني مبارك أن يجعلوا "جمعة الرحيل" يوماً مفصلياً في حملتهم لاسقاطه من طريق السعي إلى الخروج اليوم من المساجد في القاهرة والمدن المصرية الأخرى بعد صلاة الجمعة في تظاهرات حاشدة تبعث برسالة حاسمة إلى رأس النظام بأنه بات عليه التنحي الآن افساحاً في المجال لمرحلة جديدة في الحياة السياسية في البلاد التي يحكمها منذ 30 سنة. لكن مؤشرات كثيرة تدل على ان مبارك ليس في وارد الاستقالة. ذلك أنه كان حاسماً في توجيه تحذير قوي إلى الخارج قبل الداخل من أن رحيله عن السلطة الآن سيعني أن البلاد ستغرق في الفوضى وأن جماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة ستستولي على الحكم. وصدر موقف مبارك بعد تكرار واشنطن موقفها الداعي الى بدء "مفاوضات جدية" بين الحكومة والمعارضة من اجل انتقال سلس للسلطة، وبعد مبادرة تمثلت في إصدار زعماء فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا بياناً مشتركاً دعا الرئيس المصري الى بدء عملية نقل السلطة "الآن".


وفي مقابل حشد المتظاهرين المعارضين للنظام قواهم وخصوصاً في ميدان التحرير استعداداً لـ"جمعة الرحيل"، استمرت هجمات المتظاهرين المؤيدين لمبارك على المعتصمين في الميدان ليسقط منهم مزيد من القتلى والجرحى. إلى ذلك تعرض صحافيون أجانب للضرب على أيدي متظاهرين موالين للنظام، فيما اعتقلت الشرطة المصرية العشرات منهم في حملة وصفتها واشنطن بأنها استهداف منظم لوسائل الاعلام التي نقلت مشاهد مروعة عما حصل في ميدان التحرير الاربعاء.
ومنذ ساعات الليل بدأ مؤيدو مبارك يحتلون الميادين والساحات في المساجد استعداداً لما أطلقوا عليه "جمعة الوفاء" للرئيس.


ولكن، إلى أساليب الترهيب حاولت الحكومة المصرية أن تعطي صورة أخرى مختلفة، إذ قدم رئيس الوزراء أحمد شفيق اعتذاره عن أحداث الأربعاء. ونقل عنه التلفزيون المصري فجر اليوم أن وزير الداخلية يجب ألا يتعرض لأي تظاهرات سلمية اليوم. كما ظهر نائب الرئيس عمر سليمان في مقابلة طويلة مع التلفزيون المصري أعلن خلالها أن جمال مبارك نجل الرئيس لا يعتزم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في أيلول شأن والده. وقال انه مستعد لاشراك "الاخوان المسلمين" في الحوار الذي يجريه مع الأحزاب المعارضة بتكليف من مبارك، لكنه رفض فكرة أن يتنحى الرئيس عن السلطة الآن، معتبراً أن من شأن ذلك أن يؤدي الى الفوضى.


وفي إجراء هدفه امتصاص غضب المعارضة، قرر النائب العام المصري عبدالمجيد محمود منع أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز ووزير الداخلية السابق اللواء حبيب العادلي ووزير السياحة السابق زهير جرانة ووزير الاسكان السابق احمد المغربي، من السفر وتجميد حساباتهم في المصارف "في ضوء الأحداث الجارية". كما تضمن القرار منع "عدد آخر من المسؤولين في بعض الهيئات والمؤسسات العامة من السفر خارج البلاد".

مبارك
وفي مقابلة مع مراسلة شبكة "إي بي سي" الأميركية للتلفزيون كريستيان أمانبور صرح مبارك بأنه بعد 62 سنة في الخدمة العامة ضقت ذرعاً بالرئاسة وأرغب في ترك منصبي الآن"، ولكن "لا يمكنني" ذلك خوفاً من غرق البلاد في الفوضى". وأضاف: "لا يهمني ما يقوله الناس عني. الآن ما يهمني هو بلادي، مصر
تهمني". وأكد أنه "كنت مستاء جداً من أحداث أمس. لا أريد أن ارى المصريين يتقاتلون في ما بينهم".
ورداً على دعوة أوباما له الى نقل السلطة الآن، خاطب مبارك الرئيس الأميركي قائلاً: "أنت لا تفهم الثقافة المصرية وما سيحدث اذا ما تنحيت الآن".


ونفى مسؤولية حكومته عن العنف في ميدان التحرير وألقى تبعة ذلك على جماعة "الاخوان المسلمين". وحذر من انه اذا تنحى عن السلطة الآن فستستولي الجماعة المحظورة على الحكم.
وأفادت أمانبور انها أجرت المقابلة التي استغرقت 20 دقيقة مع مبارك في قصر الرئاسة بالقاهرة. وقالت إنه لا يزال مع عائلته في القصر الخاضع لحراسة مشددة.

الموقف الاميركي
وفي واشنطن، قال الرئيس أوباما في صلاة صباحية: "ندعو الله أن ينتهي العنف في مصر، وأن يحقق الشعب المصري تطلعاته ويحصل على حقوقه، وأن يبزغ يوم أفضل على المصريين والعالم".
واتصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بسليمان، داعياً "لضبط النفس" بعد العنف الذي شهدته القاهرة، وليقول له إن الحكومة المصرية مسؤولة عن ضمان ألا تؤدي التظاهرات السلمية إلى العنف.
ونددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي بالاعتداء على الصحافيين في مصر، معتبرة ان الحكومة والجيش يتحملان "مسؤولية واضحة" في حمايتهم. وقالت: "أدعو الحكومة وممثلي المعارضة الذين يتحلون بالصدقية وغيرهم من ممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية المصرية الى البدء فوراً بحوار جدي في شأن انتقال سلمي ومنظم" للسلطة. وأضافت أن "المصريين يتطلعون الى عملية تفضي الى تغييرات ملموسة".


وعن التعرض للصحافيين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي في مؤتمر صحافي: "لا اعتقد ان هذه الأحداث عشوائية... قد تكون مؤشراً لما يمكن توقعه من أحداث غداً... نحن نتوقع زيادة كبيرة في عدد المتظاهرين في الشوارع واذا اخذنا ما حدث أمس في الاعتبار فهناك احتمالات حقيقية لحصول مواجهة".


وكرر أن الولايات المتحدة تريد من الحكومة والمعارضة في مصر البدء بمفاوضات جدية فوراً. وأعرب عن اعتقاد واشنطن أن عناصر قريبة من الحكومة أو من الحزب الحاكم الذي يتزعمه مبارك مسؤولة عن العنف الواسع النطاق ضد المحتجين. لكنه أقر بأنه: "لا أعرف أن لدينا علماً بالآلية التي جرت بها الأحداث".
وأفاد أن واشنطن لا تزال تضغط من أجل تغيير سياسي حقيقي سلس على الأرض، قائلاً: "نريد أن نرى انتقالاً سلساً نحو انتخابات حرة ونزيهة وذات صدقية".


ولاحظ أن الجهود الحالية لسليمان لفتح حوار مع شخصيات معارضة ليس واسعاً أو سريعاً ما يكفي لارضاء تطلعات الشعب المصري، و"لا بد أن يكون هناك تفاوض حقيقي يبدأ الآن".


وأشار الى ان السفيرة الاميركية لدى القاهرة مارغريت سكوني أجرت اتصالاً آخر مع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي يعتبر من أبرز الوجوده المرشحة لخلافة مبارك.
وفي موقف لافت، كان كراولي قال في وقت متقدم الأربعاء إن جماعة "الاخوان المسلمين" هي "حقيقة من واقع الحياة في مصر"، وان الجماعة قد تضطلع بدور في المرحلة المقبلة.

مجلس الشيوخ
وفي محاولة ضغط أخرى، دعا مشروع قرار في مجلس الشيوخ الاميركي الرئيس مبارك الى نقل السلطة الى حكومة موقتة لتصريف الأعمال تضم كل الاطياف.
ولا يتضمن المشروع الذي يرعاه السناتور الجمهوري جون ماكين والسناتور الديموقراطي جون كيري دعوة محددة الى مبارك للاستقالة. وهو يدعوه الى البدء سريعاً "بانتقال سلمي وسلس الى نظام سياسي ديموقراطي". ويجب أن يشمل ذلك "نقل السلطة الى حكومة موقتة تضم جميع الاطياف بالتنسيق مع زعماء من المعارضة المصرية والمجتمع المدني والجيش" لتنفيذ الاصلاحات اللازمة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة هذه السنة.

البنتاغون
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" إنها لا تعتزم وقف شحناتها من الاسلحة الى مصر في الأشهر المقبلة.
وصرح الناطق باسم الوزارة الكولونيل دين لابان انه اذا قالت ادارة أوباما إنها تريد دراسة المساعدة الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها لنظام مبارك في خضم الاحداث، فإن وضع حد لها غير مطروح. وذكّر بأن الجيش المصري تحلى "بضبط النفس" منذ بداية الأزمة "حتى الآن، رأيناهم (العسكريين المصريين) يتصرفون بمهنية وضبط نفس. الوضع متقلب جداً، اننا نراقبه يوماً بيوم".

الاستخبارات الاميركية
في غضون ذلك، كشفت ستيفاني اوسوليفان المرشحة لمنصب النائب الأول لمدير الاستخبارات الوطنية خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ للمصادقة عليها، ان الاستخبارات الاميركية حذرت ادارة أوباما من عدم الاستقرار في مصر في نهاية 2010، لكنها لم تتوقع آلية لتفجير الاضطراب.
(رويترز، و ص ف، أ ب، أ ش أ)



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة