هل الاحتجاجات في مصر هي للمطالبة بتنظيم انتخابات حرة وإطاحة حاكم مستبد؟ لا ترى وسائل الإعلام الرسمية الصينية الأمر على هذه الصورة. إذ لا يسمح للصحف إلا بنشر تقارير وكالة الصين الجديدة للأنباء "شينخوا"، وهي مقننة وغير دقيقة.
وشملت الرقابة منع القدرة على التفتيش عن أخبار تتعلق بكلمة "مصر" على محركات البحث وعلى المدونات، بحيث يظهر لكل من يريد تتبع الأنباء من مصر العبارة الآتية: "نظراً إلى القوانين ذات الصلة والتشريعات والسياسات، فإن نتائج البحث غير متوافرة".
ومنعت على منتديات الانترنت اي مقارنات بين الأوضاع في مصر والصين. كما لا يمكن الحصول على الأنباء من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وشبكة "سي ان ان" الأميركية للتلفزيون لأنهما لا تنتشران على نطاق واسع، أضف ان موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" محظوران. فلا يبقى أمام الشعب الصيني إلا التغطية الرسمية التي تركز على إجلاء الرعايا من مصر. ولا يقتصر الأمر على الصين، فالأمر مشابه في مدغشقر وايران التي فرضت قيوداً على أنباء التظاهرات الشعبية في مصر وتونس. وفي بلدان مثل السعودية وغينيا الاستوائية وكوريا الشمالية، لا أنباء عن الاحتجاجات في مصر. وفي المقابل، عرض التلفزيون الحكومي في ساحل العاج مشاهد أعمال النهب في تونس، واعتبرها ثمناً لتنحي رئيس الدولة. والرسالة واضحة، الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو باق في المنصب لئلا يحصل الأمر عينه.
وفي زيمبابوي صورت وسائل الإعلام الموالية للرئيس روبرت موغابي الاحتجاجات في مصر على أنها مناهضة للاستعمار باعتبار ان الرئيس المصري حسني مبارك حليف بارز للولايات المتحدة. وعنونت صحيفة "الدايلي ميل الحكومية: "هذا ما يحدث حين تتحالف حكومات مستقلة مع الشيطان".
|